بعد ربطه تشكيل الحكومة الفلسطينية بالتزامات منظمة التحرير... حماس تهاجم عباس وتتهمه بالتسويق الرخيص للشروط الأمريكية
الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة
هاجمت حركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعتبرت اشتراطه التزام أية حكومة فلسطينية مقبلة تسفر عنها نتائج الحوار المتواصلة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية "تسويق رخيص للشروط الأمريكية ".
وقال الرئيس الفلسطيني في كلمة أمام اللجان التحضيرية لبرلمان شباب فلسطين ظهر اليوم بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية إنه يريد تشكيل حكومة فلسطينية من جميع الأطياف والفئات والمنظمات، تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، مبينا أن هذه الحكومة المنبثقة عن المنظمة هي من عليها أن تلتزم بالتزامات المنظمة التي ستسيّر حياة الوطن والشعب، وليس التنظيمات والفصائل والأحزاب المختلفة.
وعلق فوزي برهوم المتحدث باسم حماس على ذلك بالقول : إن عباس حاول اجتزاء اتفاق الرزمة الذي اتفقت عليه كافة الفصائل الفلسطينية.
وقال برهوم في بيان تلقت "الحقيقة الدولية" نسخة منه : إن خطاب عباس يسوق من جديد لمشاريع التسوية العبثية مع الاحتلال ويشترط على الحكومة المقبلة أن تلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني الذي لم يلتزم بأي منها وهذا ما أكده عباس في حديثه.
وأشار عباس في كلمة له، برام الله اليوم إلى أن الحوار الوطني بدأ اليوم في القاهرة بجولته الجديدة متمنيا أن تعود اللحمة لأبناء شعبنا ووطننا الواحد.
وأوضح أن على الحكومة الشرعية التي ستنبثق عن الحوار إعادة بناء قطاع غزة المدمر الذي يعيش فيه أكثر من 250 ألف مشرد في العراء، مشيرا إلى أننا لا نستطيع أن نعيد البناء من دون الحكومة التي عليها أن تسير الوطن وتشرف على بناء قطاع غزة، وتعيد الحياة لها وتعيد بيوتها وشوارعها ومساجدها من خلال حكومة شرعية، ومن خلالها تقوم مؤسسات دولية بالبناء.
واعتبر برهوم حديث عباس عن المفاوضات مع إسرائيل تأكيد على فشل هذا الخيار وحالة الإفلاس التي مُنيَ بها عباس ووفده المفاوض على مدار السنوات الطويلة في مفاوضاته مع العدو الصهيوني.
ورأى أن حديث عباس عن الاستقرار الأمني في الضفة الغربية هي محاولة لتضليل للرأي العام وللتغطية على جرائم أجهزته الأمنية وتورطها والتي تعمل بإمرته وبإشرافه لاستئصال المقاومة وتصفية حماس، والتي عملت كسلطة بوليسية قمعية لحماية الاحتلال.
الشعبية تحذر من إشاعة أجواء اليأس والإحباط
وإزاء التراشق بين الحركتين حذر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عماد أبو رحمة من مخاطر إشاعة أجواء اليأس والإحباط من إمكانية إنجاح الحوار الفلسطيني الداخلي وتحقيق الوحدة الفلسطينية في أعقاب الفشل المتكرر لفصائل العمل الوطني والإسلامي وعلى رأسهما حركتي "فتح" و"حماس" في التوصل لاتفاق ينهي الانقسام ويعيد ترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته.
وقال أبو رحمة إن "اليأس والتيئيس هما المدخل الرئيس لفرض الحلول الاستسلامية على شعبنا".
وأكد أن الشراكة الحقيقية من جميع الفصائل والقوى في الحوار الوطني الشامل هي المخرج الرئيس لحل القضايا العالقة، بديلاً عن الثنائية والمحاصصة وتقاسم السلطة، منتقداً القوى الفلسطينية التي تستجيب للضغوط والتدخلات الإقليمية والدولية، مطالباً إياها بتغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية على ما عداها.
المصدر : الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة- 27.4.2009
المفضلات