السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هنالك أوقات احب فيها ان اكون مع نفسي فقط انا والقلم والورق ثالثنا حيث أجلس على طاولتي واقلب دفاتري واطالع القصاصات الكثيرة التي كتبتها في لحظة تجلي حين تصاب دواخلي بالتضخم فأنهمر في الكتابة في شكل قصاصات اجمعها الى حين العودة لها وهنا في هذه اللحظة احاول ترتيب خواطري المبعثرة وبلورتها بشكل منمق. وكثيراً ما كنت اكتب على هذه القصاصات همهمات فؤادي وهذيان مشاعري وكنت اكتبك انت يامن سكنت بأفكاري وتمحورت في ذهني بشكل ناضج . ومن بين القصاصات التي كنت احتفظ بها وجدت واحدة بلونك ورائحتك كتبت عليها عبارة رجاءاً أحبيني! فتسللت ابتسامة وردية على شفاهي ورجعت بأفكاري للوراء وأحسست رعشة القلم بين أصابعي معلناً عن ثورة عارمة ومستفذة ورغبة جامحة في أن يحتفل مع الأوراق بليلة راقصة على انغام الأحاسيس الجياشة وأوتار الليل الهاديء وأصبح يناديني كي نعانق الصفحات ونخط ونروي قصة الأشواق الأذلية. وكان إيقاع القلم رقيقاً ورشيقاً وهو يعزف مسطراً لك ياحبيبي يا أروع من عطر البنفسج.. يارائحة الفل ونكهة القهوة العربية.. يا لفحة شمس فبراير الدافئة ونسمة مسائه المائلة للبرودة المذهلة في بدايات الصيف ونهايات الشتاء ..ها انا اجلس واحاكي نفسي واسترجع زماناً كنت أحياه من قبل ان تهل على سماء وجودي و اعود بالوراء بماضي عشته قبلك وكان قد حسب خصماً على حياتي ولم أحس به .. واعذرني حبيبي فقد بت أقارن بينك وبين رجال كثر مروا بي وأنا واقفة على رصيف المدن انتظر هلول قطارك المأمول وكلي رجاء بان تاتي في زمن قياسي.. ووضعتك في كفة ميزان مع هؤلاء الرجال وكانتك كفتك الراجحة لأنهم جميعهم لم يستميلوا فؤادي ولم يحركوا السواكن بداخلي وكان حديثهم يشوش مدى التفكير لدي وأصواتهم نشاذ... ولكن حين يصل تفكيري حدود مداك تجدني أميل اليك بكل جارحة في كياني كما يتجازب القطبين لبعضهما وبدون سابق انذار.. بت تسيطر على كل حواسي الخمس .. فأرى في نظراتك مخادع الأمان وفي كلماتك منابع الصفو واستشعر الحرارة تصل لجميع جسدي من خلال حاسة اللمس.. واتذوق حلاوة السعادة التي تغمرني بمجرد التفكير في شخصك.. واعود الى دنيا الواقع ولا أزال احمل القصاصة بيدي وأقرأ العبارة مرة أخرى رجاءاً أحبيني! فينتفض مابقى من إندهاش في جعبتي واعود بالذاكرة للوراء حين كتبت لي هذه العبارة وتعطيني لها ورفعت عيني الغجريتين كما كنت تدعوني ويطيب لي أن اسمعها منك ونظرت في كل تفصيلة في ملامحك وانت تقول لي أحبك يا نوراً كساء دياجير حياتي وأملاً طالت سنين انتظاري له ياغداً اود ان يأتي في لمح البصر وعندها أطلب من الزما ان يتجمد في سفر الغيب.. وعندها كنت أبتسم لك وأغادر هامسة بخجل احسه في دواخل قائلة "أحبك يا حلماً سأظل انتظره حتى ينفد رصيد الانتظار من هذا الكون"
الجزائرية
المفضلات