مدنها تلبس ثوب الجمال وتتحلى بأبهى حلتها
عيد شم النسيم.. حالة استنفار قصوى في مصر .. وسوق "الفسيخ" يبتهج

الحقيقة الدولية- القاهرة- خاص
أعلنت كافة المحافظات المصرية وأجهزتها الأمنية والطبية والخدمية حالة من الاستنفار بأقصى قدراتها للتعامل مع حالات تسمم محتملة ولتنظيم حركة ملايين المرتادين على المدن السياحية الساحلية احتفالا باستقبال عيد "شم النسيم" الذي يصادف الاثنين.
يأتي ذلك في الوقت الذي لبست فيه المدن المصرية أجمل حلتها وتزينت لهذه المناسبة بأبهى زينتها وفتحت كافة شواطئها مجانا للزائرين ونشرت فرقها الصحية الرقابية للتأكد من أن محلات بيع "الفسيخ"، وهو أكلة الموسم لدى المصريين في هذه المناسبة، خالية من اية بكتيريا ضارة تؤدي لفساده، تجنبا لإصابة المواطنين بحالات تسمم، كما انتشرت فرق مديريات الأمن لمواجهة محترفي النشل في المناطق المزدحمة، وحذر الأطباء من تناول الأسماك المملحة لخطورتها على حيات مرضى الكبد والكلى والضغط والقلب.
ويحتفل المصريون بعيد "شم النسيم" استقبالا للربيع .. ويرجع أسم "شم النسيم" إلي الكلمة الفرعونية " شمو " وتمثل عيدا عند قدماء المصريين يرمز إلي بعث الحياة حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون، وبمرور الزمن أضيفت كلمة " النسيم " لارتباط العيد بمظاهر الربيع وتفتح الزهور حيث الجو الجميل والنسيم العليل للربيع وهو ما جعل المصريين كلهم يحتفلون به بالخروج إلي الحدائق والمنتزهات ليستمتعوا بالطبيعة الجميلة في هذا اليوم منذ الصباح الباكر ومع إشراقة اليوم متوجهين إلي المنتزهات والحدائق .. ليتحول العيد إلي مهرجان جميل يجمع الأهل والأصحاب ويسعد قلوب الأطفال الذين يمرحون ويلعبون ويبدءون في تناول الطعام الخاص لهذا اليوم والذي يتمثل أساسا في البيض الملون الذي يشارك الجميع في تلوينه ومنهم من يكتب عليه أمنياته كرمز للحياة .. ولا ينسي الجميع أيضا باقي الأكلات والأطعمة المفضلة في هذا العيد هو (الفسيخ أو السمك المملح).
2 مليون جنيه لإنقاذ 26 حالة تسمم
وبحسب صحيفة الأخبار المصرية في عددها الصادر اليوم (الأحد) فإنه بسبب الفسيخ الفاسد.. تحملت وزارة الصحة في العام الماضي ٢ مليون جنيه لانقاذ 26 مريضا من الموت .. ورغم كل التحذيرات لا زال المواطنون يقبلون علي تناول الفسيخ وما زال الاطباء والخبراء ووزارة الصحة يواصلون تحذيراتهم.
ورغم ان الاطباء يحذرون من الاسماك المملحة عامة إلا ان تحذيراتهم تتزايد من مخاطر الفسيخ بصفة خاصة لانه لا يحتوي علي الملح فقط بل يحمل ايضا ميكروبات لا هوائية يمكن ان تؤدي لأخطر انواع التسمم الغذائي والذي قد يؤدي في النهاية للوفاة.. والمشكلة كما يقول الخبراء ان اكتشاف الفسيخ الفاسد أمر شديد الصعوبة لان رائحته نفاذة في كل الاحوال.
بدون مواصفات!
ويقول د.سعيد شلبي استاذ امراض الباطنة والكبد بقسم الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث، لصحيفة الأخبار المصرية، ان الفسيخ منتج فرعوني تنفرد به مصر.. وليس له اي مواصفات قياسية في العالم كله.. وطريقة تصنيعه هي سر خطورته لانها من الممكن ان تعرضه للفساد والتسمم.
فتفسيخ السمك يعني وضعه في الجو العادي لمدة ٨٤ ساعة حتى ينتفخ ويتحلل وهذه المرحلة
يمكن ان تعرضه لملوثات عديدة.. وبعد ذلك يوضع في كمية كبيرة من الملح ويحفظ في اناء مغلق جيدا بعيدا عن الهواء إلي ان ينضج.
والمفروض ان يقوم الملح بقتل البكتيريا الضارة.. ولكن يمكن ان يتلوث السمك اثناء تعريفه للهواء وقبل تمليحه ببكتريا ضارة تسبب التسمم الغذائي ولا يستطيع الملح القضاء عليها.
ويؤكد د.سعيد شلبي ان بعض فئات المرضي يجب ان يتجنبوا الفسيخ أو الاسماك المملحة تماما مثل مرضي الضغط المرتفع وبعض مرضي القلب وحالات مرضي الكبد المتأخرة خاصة الاستسقاء.. لأن الاملاح تساعد علي تخزين مزيد من الماء في الجسم وهو ما يضر بهذه النوعيات من المرضي.
الفسيخ المقلي
وينصح د.سعيد شلبي بتناول الرنجة بدلا من الفسيخ أو تناول الفسيخ المقلي في الزيت للقضاء علي اكبر قدر من البكتيريا..كما ينصح بضرورة تناول الخضراوات الطازجة كالخس والجرجير مع الفسيخ لان لها القدرة علي امتصاص الملح الزائد من الجسم والتخلص منه في عملية الاخراج.
هبوط القلب
ويحذر د.احمد عبدالعزيز استاذ امراض القلب بقصر العيني مرضي هبوط عضلة القلب وقصور الشريان التاجي والضغط المرتفع من تناول الاسماك المملحة لان هذه الاطعمة تحتجز المياه في الجسم بما يضر بعضلة القلب والشرايين ويؤدي لزيادة ضغط الدم.
خطورة الصوديوم
ويقول د.اشرف عمر استاذ الجهاز الهضمي ان الاسماك المملحة تؤثر بشدة علي مرضي الكلي أيضا خاصة المصابين بالفشل الكلوي أو الالتهاب المزمن بالكلي حيث تؤدي الاملاح لزيادة نسبة الصوديوم والماء وكلاهما ضار بالكلي.. بالاضافة للبروتين الموجود بهذه الأسماك وهو أيضا ضار بالكلي..
ويؤكد د.اشرف عمر ان وجبة واحدة من الأسماك المملحة تكفي لحدوث المخاطر لمرضي الكلي والكبد ايضا بل ويمكن ان تسبب للمريض أزمة صحية عنيفة تصل به للغيبوبة.
المصدر : الحقيقة الدولية- القاهرة- خاص- 19.4.2009
المفضلات