"فاقد الشيئ لا يعطيه"
لطالما سمعنا هذه المقولة كثيرا, ولطالما رددناها مرارا في عدة مواقف, ولكن هل السؤال هنا ليس عن مدى صحة هذه المقولة, ولكن السؤال هنا هو عن مدى إمكانية كسر هذه القاعدة وجعلها في خانة لكل قاعدة شواذ.
أعرف أن الكثير منكم سيخالفونني في الرأي, وسيقول أكثركم ما مدنا فاقدين للشيئ فمن الإستحالة أن نعطيه لأحد, لكن دعونا نرى إن كان بإمكاننا أن نكسر القاعدة.
لنفترض أن زيدا من الناس تربوا في بيئة أسرية ملؤها المشاكل والإضطرابات سواءا بين الزوجين أو بين الأبناء, فبدهي أن تنتقل عدوى الخلافات بين الزوجين إلى الأبناء, وبذلك سيكبرون مع هذه الخلافات وقد تعشعشت في صدورهم وبالتالي فإنهم سينقولونها إلى أبنائهم, ولكن لو فكرنا في الأمر مليا وسألنا أنفسنا, أليس من الأجدى لو أننا استفدنا من هذه الخلافات والإضطرابات التي حدثت ونحاول أن نصلحها مستقبلا ونعوضها بالإلفة والأخوة في أبنائنا مستقبلا.
إذا فالأمر هنا هو عبارة عن تجربة حاولنا الإستفادة من سلبياتها وقمنا بالإستعاضتها بالإيجابيات, وبذلك قد تمكنا من كسر القاعدة التي تقول فاقد الشيئ لا يعطيه.
المفضلات