نتنياهو خصم الأردن وأمريكا... بقلم: عوني حدادين
بقلم: عوني حدادين
وصفت صحيفة الواشنطن بوست في استطلاع أجرته هذا الأسبوع أن غالبية الأمريكيين يرون أن اوباما يسير في الاتجاه الصحيح في مد جسور التعاون مع العالم الإسلامي وان زيارة اوباما لتركيا في أول جولاته الخارجية على اعتبار أن تركيا هي قوة إقليمية واقتصاديه وديمقراطية علمانية تسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي وناشطة في المحافل الدولية وفي حلف الأطلسي ولهذا امتدح اوباما أتاتورك وقال إن ارث أتاتورك هو قوة تركيا وأشار لمقولة مؤسس تركيا العلمانية أن( سلام في البيت سلام في العالم ) ..
جولة اوباما قد تشكل نقله نوعيه في تغيير صورة أمريكا في العالم العربي والإسلامي بعد أن اهتزت في عهد بوش وإدارته - ويشعر المواطن الأمريكي أن الرئيس يعمل لاستقرار العالم والنهوض بالاقتصاد رغم أن هناك قوى ضاغطة تريد إفشال الرئيس خاصة العلاقة مع العالم العربي....
فاختيار نتانياهو لوزير الخارجية ثم اختيار (عوزي اراد )مستشاره الخاص يشكل ضربه أخرى لجهود الدبلوماسية الأمريكية خاصة أن عوزي غير مرغوب به فى الولايات المتحدة وهو الجاسوس الذي خدم فى جهاز الموساد والقريب لنتنياهو حيث تورط مع شخص يدعي لاري فرنكين وهو يهودي امريكي يعمل فى وزارة الدفاع الامريكيه (البنتاغون) والذي نقل معلومات حساسة لإسرائيل ومتورط فى هذه العملية قادة ايباك ستيف وكيل فاسمان- وهؤلاء يواجهون محاكمة بتهمة التجسس ونقل معلومات حساسة من وزارة الدفاع الامريكيه. وبنظر الأمريكيين فأن عوزي يشكل تهديدا لأمن أمريكا وخاصة أن السفارة الامريكيه في إسرائيل قد رفضت منحه تأشيرة دخول للولايات المتحدة .
كما ان عوزي يشكل تهديدا لأمن الأردن حيث صرح أكثر من مرة ان دولة فلسطين هى باتجاه شرق الاردن وعلى الفلسطينيين والأردنيين ان يتفقوا على شكل تقاسم السلطة وتصبح تلك دولة فلسطين الهاشمية .. السؤال الذي تطرحه الأوساط السياسية هنا هل تنصيب (عوزي اراد) غير المرغوب به أمريكيا يسد الباب على أي تسوية في الشرق الأوسط؟ وهل تعيينه في هذا المنصب تصرف استفزازي للإدارة الامريكيه من قبل نتنياهو؟ أكثر التحليلات تقول إن المنطقة حبلى بتطورات عديدة خاصة أن برنامج اوباما ومشاريعه المستقبلية في الشرق الأوسط ستصطدم بقوى الضغط الداخلي ..
الأمر الذي سيؤثر على الخطوات المستقبلية في مسار عملية السلام . وعوزي وليبرمان مع نتنياهو هم حجر عثرة في وجه السلام . هذا الثلاثي هو اليوم خصم للإدارة الأمريكية مثلما هو خصم للأردن. وهو ثلاثي يمارس اليوم لعبته في صناعة الحرب .فرغم التطمينات هنا وهناك إلا أن صناعة الحرب هي الكفة الراجحة, لان اوباما ضعيف داخليا بسبب ضغط اللوبي الصهيوني وتأثير الأزمة الاقتصادية وبالتالي فانه لا يستطيع الضغط على إسرائيل لقبول تسويه عادله الآن.
المفضلات