كرة الندم... بقلم: رفيق توفيق أبو لحية
بقلم: رفيق توفيق أبو لحية
طبعا ليس هذا الاسم الحقيقي لهذه اللعبة، ولكن وللأسف هذا ما تؤول إليه الأمور عقب بعض المباريات في الدوري عندنا .
ففي كل بلد في العالم تقام مباريات لكرة القدم ، وتكون ضمن دوري يتحدد فيه الفريق البطل، كما يتم إفراز عناصر المنتخب الوطني عن طريق تلك المباريات .
أما في ملاعبنا وللأسف فالمباريات أصبحت تدل على الإقليمية والعنصرية، وقسمّت العرب إلى عربان وإنني لا أدري لماذا تغض الحكومة الطرف عن هذه القضية الشائكة، فنحن وللأسف نسمع ونرى ما يؤذي السمع والبصر ويدمي القلب ويضر بالوحدة الوطنية، التي هي أهم من كل تلك المباريات التي تجري ضمن الدوري.
وهذا يجعلنا نفتح موضوعا شائكا يحاول البعض التقليل من شأنه، فلقد أصبحت عندنا قناعات بأن هذه المسألة هي هم وطني لا يجب السكوت عنها ولا بد من إيجاد حل جذري لها ، طبعا من حق كل فريق البحث عن الفوز، ومن حق كل إنسان أن يشجع النادي الذي يحب ويتمنى فوزه، وذلك يجعل لكل فريق جمهورا يسانده في كل مباراة، والمشكلة ليست هنا ، ولكن المشكلة تكمن في وجود أناس تسعى بكل ما أوتيت من قوة ، لتقويض الوحدة الوطنية وإثارة النعرات الطائفية التي لن تجلب للناس سوى العداوة والبغضاء، وذلك من خلال السباب في المباريات وليس الاستمتاع باللعب والتشجيع الرياضي .
فهناك أناس تتفنن في السباب وإطلاق الشتائم والمناداة بالإقليمية والعنصرية عن طريق الهتافات، فهي تريد خلق فتنة على ارض الواقع وهذا الأمر مرفوض .
فلقد حدثني بعضهم عن أيام خلت ، كانت الجماهير تذهب إلى الملعب سوية ثم يجلس كل مع جمهوره ويساند فريقه وبعد المباراة يلتقون مرة أخرى ويذهبون إما إلى المطعم أو بيوتهم دون عداوة أو بغضاء بينهم، فما الذي حصل؟؟؟ ومن هو المسؤول عن هذه السلوكيات غير المقبولة؟؟ ولمصلحة من وعلى حساب من يتم السكوت على ما يجري في ملاعبنا ؟؟
فلقد تكونت عند البعض قناعات بأن هذا النادي يمثل كذا ، وذاك النادي يمثل كذا، وهذا أمر خطير ويضر بالوحدة الوطنية، ولم يعد ذلك الأمر وتلك السلوكيات تقتصر على ملاعبنا فقط ، فقد امتدت هذه السلوكيات لتحمل معها أفكارا وقناعات يتبناها البعض على امتداد أرض الوطن وخارج الملاعب وأيضا قابلت مجموعة كبيرة من الناس التي لا تستطيع الذهاب لحضور المباريات خوفا مما يحدث عقب تلك المباريات، قال لي أحدهم : أنا كإنسان محترم لا يمكنني حضور أية مباراة ، فليس عندي استعداد أن أضرب من قبل الشرطة أو تساء معاملتي أو تهان ويتم اعتقالي بسبب سوء سلوك غيري !! وهذه حقيقة فأحيانا تأخذ أناس بجريرة غيرهم .
وإذا لم ينتبه المسؤولون لما يحدث في ملاعبنا ويحاولوا إيجاد حل جذري وحقيقي لهذه السلوكيات التي لن تفيد أحدا مطلقا، فسنجد أنفسنا يوما ما في مأزق خطير.
فلا بد من جرأة لمناقشة هذا الأمر ومعالجته بأسرع وقت ممكن ، وهناك مشكلة أخرى لا بد أن نذكرها : فنفهم طبعا ونقبل أن يتمنى جمهور أي فريق خسارة الفريق الآخر ضمن مباريات الدوري، ولكن ما لا يمكن فهمه ولا قبوله أن يتمنى جمهور أي فريق خسارة فريق يمثل الأردن خارجيا، وهذا أمر خطير ولا يعبر عن انتماء تلك الجماهير لبلدهم.
فان تختلف الجماهير خلال الدوري لفوز الفريق الذي تسانده مقبول وطبيعي ، أما أن تختلف الجماهير وتكون هناك رغبة أو أمنية لدى البعض خسارة فريق يمثل الأردن خارجيا ، فذلك ينم عن جهل وعدم ولاء وعدم انتماء أيضا عند تلك الجماهير أيا كانت.
وهنا لا بد من أن يوضع حد لمثل هذه التصرفات والسلوكيات اللامسؤولة ، ورحم الله جلالة الملك الحسين عندما قال: عدوي إلى يوم الدين من يثير النعرات الطائفية ، فلقد كان رحمه الله حريصا جدا على الوحدة الوطنية .
وإنني أرى أن هناك مهمة كبيرة تقع على عاتق اتحاد كرة القدم الأردني ، وذلك قبل وقوع المحظور فالمعالجة الآن خير من الانتظار لحين تفاقم الأمور لا سمح الله ، ولذلك أدعو اتحاد كرة القدم الأردني برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين حفظه الله ورعاه الطلب من الأندية وإلزامها بتبني ميثاق شرف معلن وهذه بعض المقترحات :
أولا: تعلن كل الأندية الأردنية بما لا يدع مجالا للشك بأنها أندية أردنية الانتماء والولاء ولا تمثل أي جهة خارجية مطلقا ، وعليه من يريد أن يشجع فعلى هذا الأساس.
ثانيا: تعلن الأندية وبشكل علني أنه ( ليس منا من يثير النعرات الطائفية ، وينادي بالإقليمية ) وتطلب محاسبته كائنا من كان .
ثالثا: تعلن الأندية مساندتها لأي فريق يمثل الأردن خارجيا ويجب بعث مندوب عن كل نادي لمساندة الفريق الذي يمثل الأردن خارجيا.
رابعا: إلزام كافة الأندية برفع العلم الأردني على الحافلات التي تقل اللاعبين من وإلى الملعب .
خامسا: الموافقة صراحة على تجريم كل من تسول له نفسه التعدي على الوحدة الوطنية في الملاعب وخارجها بالقول أو الفعل .
وأخيرا لا بد للجماهير أن تفهم بأن الرياضة إما غالب أو مغلوب، ومن يجتهد يستحق الفوز وبدلا أن تصب غضبك على فريق آخر أولى لك أن تحاسب فريقك الذي خذلك ولم يحقق لك الفوز المطلوب
المفضلات