كان لدولة المرحوم بهجت التلهوني دور مؤثر في الاردن وفي صنع القرار الاردني.
وتمثل ذلك من خلال مساهمته إلى جانب العديد من رجالات الاردن في بناء دعائمه وتوطيد أركانه.
وتحدث الاستاذ حسن إبراهيم عن بداية معرفته بدولة الرئيس بهجت التلهوني قائلاً: "بهجت التلهوني"الصديق العزيز ، حقيقة بدأت معرفتي بدولته سماعياً لأن هنالك شخصية قضائية مرموقة ، القاضي بهجت التلهوني وكنت دائماً أتطلع للتعرف على هذا القاضي النزيه الحكيم الذي يتوخى العدالة وبالفعل اصبحت موظفاً في الحكومة الاردنية ومن خلال العمل واللقاءات الرسمية المختلفة بدأت المعرفة الشكلية التي لم تأخذ دور العلاقة المباشرة حتى جاءت مناسبة اجتماعية وتعرفت على دولته في عشاء عند صديق لدولته وجرى التعارف وبدأ بيننا حوار ودي في تلك الجلسة واستمرت تتطور حتى أصبحنا على علاقة تسمى صداقة أخوية متينة تحمل كثيرا من تقديري ومحبتي واعتزازي بتلك العلاقة. طبعا بعد هذا التعارف ، جرى أنه أنا نقلت من وزارة الخارجية في عمان إلى السفارة الاردنية في القاهرة.
وكذلك تحدث الاستاذ أحمد العقايلة عن بداية المعرفة مع بهجت التلهوني قائلاً: بداية تعارفي مع المرحوم ، كانت 48( أو )49 كنت طالباً في المرحلة الثانوية وكنت أسكن بالقرب من مسجد التلهوني ، وكان المرحوم خليل التلهوني وهو شيخ عشيرة التلهوني ، قائدهم وكبيرهم ، كان يحنو علي وكان صديقا للمرحوم الوالد وزاره دولة المرحوم في بيته وأخذني الحج خليل وقدمني له في (1948م أو 1949م) وشعرت منه بالود والحنان وعطف وإنسانية غمرني بها كلياً وأخذ يسألني عن حياتي "ماذا تريد أن تدرس أي إنهاء الجامعة في الخارج" فأخذ يوجهني وبدأت أراسله من ذلك الحين وهو رئيس محكمة بداية اربد ، فبدأت أبعث له رسائل وهو يوجهني وأرد عليه ويرد علي كنت أحبه وكذلك هو يحبني وبقيت هذه العلاقة قوية متينة حتى عندما كنت أعود من مصر كنت أذهب إلى اربد لزيارته ، أو في أي مكان آخر واستمرت هذه العلاقة متينة وقوية.
وحول طبيعة العلاقة الأسرية التي كانت تجمع بهجت التلهوني بأسرته فقد كان أبو عدنان عاطفيا جدا بالنسبة لأولاده ، وتولعه فيهم كان كبيرا وكان حنونا ومحبا وعطوفا حتى مع بقية الناس الذين يراهم.
لا يوجد لديه وقت يكون لقاؤه فيهم قليلا فيعطيهم كل الحنان في الأوقات التي يكون موجودا فيها ، وأي وقت كان عنده إجازة أو وقت فراع كان يمضيه معهم.
وتحدث عدنان التلهوني عن الخبرة التي اكتسبها من الوالد في مجال العمل الدبلوماسي قائلاً: الوالد كان مدرسة ، ففي مجالسه السياسية كنا نجلس معه أنا أو غسان منذ طفولتنا وعندما يذهب في رحلة في يوم الجمعة ، كنا نرافقه بها ، كان يحثنا على المجالس أو مكان جلسته في الديوان ، في منزله يدعونا لكي نجلس ونرى النقاشات بينه وبين الذين يختلفون معه في الرأي والذين يتفقون معه في الرأي وفي أحاديثه كان عبارة عن استاذ للجميع ، طبعا نحن أبناءه استفدنا من هذه المدرسة التي رُبينا فيها وعليها ، فالوالد كان حنوناً جدا وعاطفته كانت لأولاده ولجميع الناس بشكل عام وطبعا في أيام الديوان الملكي في الخمسينات والستينات كرئيس وزراء كان وقته ممتلئا يعني أنا أتذكر كطفل لم أكن أراه يخرج في الصباح ويعود متأخراً فقط أتذكر أن كل ليلة كان يأتي ويحضر لنا الشوكلاته أو الحلويات ويضعها تحت الوسادة حتى في صباح اليوم التالي نأخذها "أي أنه كان يعوض وقته في الشيء المقدور عليه".
وأضاف غسان التلهوني قائلاً: أولاً كان أهم صفاته التواضع فكان يتعامل مع الناس كوحدة واحدة ، وبعد ذلك معرفته بأهل البلد ، لا تنسى أن الوالد خدم في اربد ، في الكرك ، في عجلون وهذا التواضع فهو علمنا كيف نتعامل مع العالم ، هذه مدرسة ، عندما يرى أحد في الشارع ويسأله عن اسمه إذا لم يعرف اسمه يعرف أباه أو أمه أو اخواله أو أعمامه وأقاربه ، وأيضا باب البيت لم يغلق بوجه إنسان حتى عندما كان رئيس ديوان.
الكل يستذكر أنه عندما كان جلالة سيدنا الحسين الله يرحمه يريد أن يستقبل المراجعين يكونون باب الديوان فوراً يدخلون عند بهجت التلهوني فهذه صفة مهمة.
فيما تحدث الاستاذ حسن إبراهيم عن دور بهجت التلهوني في تحسين العلاقة مع الإتحاد السوفييتي قائلاً: أنا آخذ لمحات من هذا السجل الطويل وأذكر أيضا لما كنت سفيرا في الإتحاد السوفيتي وأصر دولته كرئيس أو نائب رئيس في مجلس الأعيان في ذلك الحين قام بزيارة للإتحاد السوفيتي في عام (1969) وكانت انطباعاتي أن تعامله مع القادة السوفيتيين كان ملتزماً وأذكر أنه عندما لاحظ الإنضباط الموجود عند السوفيتيين واهتمامهم في الصغائر والكبائر طلب من جميع النواب أن نكون ملتزمين وان كان هناك نائب لا يتلزم بالوقت لا ننتظره أبدا لأنه كما قال الباب يفتح الساعة العاشرة فيدخل الضيف فلا يوجد مجال للتأخير وهذا يدل على التزامه وانضباطه وفي أحاديثه مع السوفييت يحب الحديث العفوي ويحب الحرارة ، في الحديث ويبنون أشياء على العلاقات الشخصية يعتبرون أن لها أهمية فكان هو بحكمته العقلية التي عنده قد بدأ بكل كلماته يعطيهم درساً جميلاً في توضيح الأمور وذكرهم بالشكل الصحيح والسليم فهذا انعكس فيما بعد على زيارات متكررة وعلاقاته هنا مع السفير السوفييتي الذي يزور الاردن علاقة متصلة ودعمها عندما تولي رئاسة جمعية الصداقة الاردنية السوفيتية هذه الجمعية على المستوى الشعبي عززت الروابط الاردنية السوفييتية وانعكست على علاقات البلدين وعلى صداقة القيادات وكانت لها شأن كبير في المرحلة الأخيرة.
وفي الحقيقة نظرتي له أنه كان قاضيا وسياسيا وصديقا وبديهيا وواضحاً وملتزماً ووفياً هذا ما أستطيع أن اختصره لشخص دولته وهذا كله كان منعكسا على خدمة الوطن وجلالة الملك المعظم رحمه الله.
وقد أضاف الاستاذ أحمد العقايلة قائلاً: رحم الله أبا عدنان فقد كان جريئاً ، واضحاً ، مواجهاً ، بعيد النظر ، عميق التفكير ، سديد الرأي ، ناصحاً وموجهاً ، واسع التجارب ، وفياً لأصدقائه ، خبيراً في قضايا أمته ، إنسانا بكل معنى الكلمة ، كان يتمنى أن تكون الأمة أمة موحدة في قضاياها ، وفكرها ، طروحاتها ، لا تتفرق ودائماً يدعو إلى أمة موحدة في الكلمة والرأي.
وتحدث الاستاذ عدنان التلهوني قائلاً: الأب المربي الذي حظي بمحبة عائلتنا ، العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة في الاردن والإيمان والولاء للوطن والملك.
وأكد أيضاً غسان التلهوني قائلاً: رحمه الله هو شجرة زرعت في البلد ، وجذورها ثابتة ولا نزال نتفيأ ظل هذه الشجرة. تغمد الله بهجت التلهوني بواسع رحمته ورضوانه وأدخله فسيح جناته.
:
المفضلات