كنا توأمان
نركض ونلهو نخرج للمدرسة معاً
كان هو رفيق ايامي ونور عيوني
كان هو مصدر سعادتي وانيس وحدتي
كان هو حبيب عمري ونبض قلبي
كُنا نجلس لساعاتِ طِوال
تجول فيها اعماقنا وتتحاكى فيها عقولنا
صباحاً أفقت على نبضة ترتجف من قلبي
وخيالاً احسست بأنه قد يخنقني
شمعة ببداية العمر
طفلاً بآخر الطفولة
شاباً بأول الشباب
كان هو ذلك الذي رحل مودعني
طلقة انطلقت
أطفأت شمعة ميلادة
وزرعت بقلبي حزناً أبدياً
ودموعاً منهمرة لا تنتهي
وأصبح بيتنا خالياً
من ضحكاته وغمزاته
صارع الموت لأيام
فصعدت روحه الطاهرة
الى حيث السماء
دخل مودعاً بيته
محملاً على الاكتاف
زيُ أبيض يلتف حول جسده الطاهر
سيارة تحمله وحمالة خشب تنقله
علت أصوات الصراخ والعويل
لم أعي ماجرى
أهو امامي ميتاً
ام انني لستُ بوعيّ
كان أبوه واخوته يرتجفون
بدات استعيد بعضاً من روحي الضائعة
جثوت على ركبتي وقبلتُ جبينه الطاهر
كان حتى بموته يبتسمُ لي
زفوه بموكب كبير
هناك أحتواه قبرُ صغير
تبدل مسكنه وبيته بقبر
عادوا إلينا جميعاً
إلا هو فكانت السيارات خالية منه
كل شئ خالي من إسماعيل
خزانته وطاولته تبكيه
صورته بهاتفي وعلى كمبيوتري
وبغرفتي أصحو صباحي أقبلها
وتتحاور نفسي مع نفسه
فكأنه بيننا لم يمت
هناك أستوطن الحزن اعماقي
أريد الرحيل إليه
أريد البقاء معه
لا أحتمل أن اكون لوحدي
تباً لتلك اليد الغادرة التي إغتالت شبابه
وتباً لمن لم يستطيع إنقاذه
وتباً لكل شئ ...................
يوم الألم ويوم الوداع
اصرخ من اعماقي
أتألم من دنياي
حتى قلبي لم يحتمل
تبكيك روحي يا غالي
يبكيك .....نبكيك ......
سأعود بعد ان اجفف دموعي
لاكمل ما بدأته
المفضلات