أكدت دراسة بريطانية حديثة تُعد الاكبر في نوعها، على ان تناول الشخص للفيتامينات والمكملات الغذائية كضمان لبقاء الصحة الجيدة ولمساعدته على العيش لفترة اطول، هدر للوقت واستهلاك للنقود. كما اكدت على عدم وجود اية منفعة تُرجى من تناول الفيتامينات بهدف الوقاية من أمراض السرطان او القلب.
هذا واشارت الدراسة الى ان حجم مبيعات الفيتامينات والمكملات الغذائية في بريطانيا لوحدها، بات يزيد عن 330 مليون جنيه استرليني في العام الواحد، وان واحداً من كل عشرة اشخاص بالغين يقبلون على شرائها وتناولها بانتظام، على الرغم من عدم وجود أدلة كافية تؤكد على منفعتها، رغم إقتناع البعض بعكس ذلك.
ورغم تحذير وكالة المعايير الغذائية في بريطانيا من تناول هذه الحبوب كبديل للنظام الغذائي الصحي، وتأكيد الدراسات على انها هدر للمال، إلا ان الكثيرين يقبلون على شرائها وتناولها. من ناحية اخرى، يؤكد باحثون من كلية طب البرت أينشتاين في جامعة تيشيفا، على ان تأثيرها الوقائي إن وُجد، يعتمد على نوعية الاشخاص الذين يتناولونها، فهم بالتأكيد أشخاص يعتنون بصحتهم بطرق اخرى، كممارستهم للتمارين الرياضية بانتظام ويتناولون كميات كافية من الفاكهة والخضراوات، وهذه جميعها عوامل تجعل من الصعب عليهم تحديد ان كانت الفيتامينات هي المسؤولة عن صحتهم الجيدة ام اسلوب الحياة الصحي الذي يتبعونه.
وقد قام الباحثون في الدراسة بإجراء فحوصات خاصة لِ 161 808 سيدة تتراوح أعمارهن بين 50-79 عاماً، وفي مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. حيث إعتادت 41% من السيدات تناول حبوب الفيتامينات بشكل منتظم ولمدة 15 عاماً. وبعد تحليل فحوصاتهن، أكدت النتائج عدم استفادة هؤلاء النساء من تناولهن لحبوب الفيتامينات بهدف التقليل من خطر الاصابة بكل من سرطان الثدي، والقولون والكلية والمثانة والمعدة والمبايض أو الرئة.
كما وجدت الدراسة عدم وجود صلة بين تناول حبوب الفيتامينات والمكملات الغذائية والتقليل من خطر الاصابة بأمراض القلب، لكنها أكدت في المقابل عدم زيادة خطر الاصابة بهذه الامراض بسبب تناول هذه الحبوب.
هذا وأكد الباحثون على تناول السيدات بنسبة أكبر من الرجال للحبوب المكملة وأن نسبة استهلاكهن لهذه الحبوب تزيد عند بلوغهن الثلاثين من العمر. وتقول د. سيلفيا واسرثيل، الاستاذة في علم الاوبئة في الجامعة نفسها: أن النساء في هذه الفئة العمرية واللواتي يتبعن نظاماً غذائياً صحياً، لسن بحاجة لتناول الفيتامينات أو المعادن المكملة. لكن على الرغم من ذلك هناك فئة من النساء قد يكّن بحاجة لتناولها والاستفادة منها، فمعظم النساء التي شملتهن الدراسة، كنّ من السيدات المتعلمات والمثقفات ويتبعن نظاماً غذائياً صحياً وهذا لا ينطبق على بقية السيدات، فتناول بعضهن لهذه الحبوب قد يفيدهن في تعويض النقص لديهن وبخاصة النساء اللواتي لا يلتزمن بنظام غذائي صحي ويعتمدن على تناول وجبة واحدة في اليوم لاسباب عدة.
هذا وقد أشارت د. كاري ركستون مستشارة الصحة البريطانية الى معاناة نسبة عالية من البريطانيين بخاصة النساء والاطفال والمراهقين، من النقص الحاد في الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والفوليت والكالسيوم وفيتامين ( أ ) و ( د )، وتعزو سبب ذلك الى تناول الغذاء غير المتوازن، وفشل الكثير منهم في تناول خمس حصص من الفاكهة والخضار يومياً، ونتيجة لذلك يمكن اعتبار الفيتامينات والمكملات الغذائية ، الخيار الانسب كمكمل للغذاء، مما يرفع من نسب استهلاك الافراد لها. وعندما ينصح الاطباء بعض الافراد بتناولها، فانهم لا يقصدون بذلك استخدامها كعلاج.
هذا وقد أكد الباحثون على ان العديد من أمراض السرطان وأمراض القلب عبارة عن حالات مرضية تنتج عن اسباب عدة منها ما يتعلق بالوراثة والتدخين والسمنة والوزن الزائد أو النظام الغذائي، لذلك فمن غير المحتمل ان نتمكن من منع الاصابة بهذه الامراض عن طريق تناول الفيتامينات المكملة بهذه السهولة. وعلى الرغم من نتائج الدراسة فقد تكون المكملات الغذائية هي الحل الامثل لشخص يعاني من حياة مرهقة ومليئة بالعمل، ولا يسمح أسلوب حياته هذا إلا بتخفيض عدد الوجبات أو بتناول الوجبات السريعة فقط.
المفضلات