مسؤول يؤكد خلو مياه العقبة من التلوث بعد منع «إسرائيل» السباحة في «إيلات» بسبب المجاري
أثار منع «إسرائيل» السباحة بشكل تام في شاطئ إيلات (أم الرشراش)، وشاطئ البحر الميت، بسبب تلوثهما بمياه المجاري والأوساخ، مخاوف من انتقال التلوث إلى شواطئ العقبة، التي لا تبعد سوى 18 كيلومترا فقط عن إيلات، كما هو الحال بالنسبة لشاطئ منطقة" عين بوكيك" على البحر الميت.
ويرى الخبير البيئي، سفيان التل، أن «تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن تلوث شواطئ إيلات والبحر الميت تؤكد ما نذهب إليه في تحليلاتنا، من أن الإسرائيليين يطلقون مياه مجاريهم إلى البحر الأحمر، كما يلقون أكياساً كبيرة تحمل ملوثات في منتصف الخليج بين العقبة وإيلات، فضلا عن إجراءهم تفجيرات ضخمة، تحمل الرياح مخلفاتها إلى الشواطئ الأردنية في العقبة بحكم قرب المسافة التي لا تتجاوز كيلومترات».
واسترجع التل في معرض تعليقه على الموضوع، المياه العادمة التي أسالتها «إسرائيل» في قناة الملك عبدالله، وما ورد في حديث مسؤولي وزارة المياه والري، من أن «إسرائيل» ستعوض المملكة عن كميات المياة الملوثة بمياه صالحة للشرب، داعيا إلى أن «يشمل التعويض الأضرار المترتبة على الزراعة والسياحة أيضاً».
وأفاد بأن «إسرائيل» تسيل المياه العادمة إلى البحر الميت، بقنوات مجار خاصة، وحيث «إن هذا الإجراء الذي اعترف به الكيان الصهيوني عبر وسائل إعلامه، سينعكس على السياحة بشكل كبير في منطقة البحر الميت وشواطئ العقبة، فإن على الأردن ضمه لمطالب التعويضات المالية من دولة اليهود».
وأكد على أهمية الانتباه إلى موضوع تلويث «إسرائيل» للشواطئ الأردنية، ودراسة تأثيرات ذلك التلوث من قبل المسؤولين في مفوضية العقبة والبحر الميت.
مصدر مطلع في مفوضية العقبة أبلغ : أن مياه البحر الأحمر في شواطئ العقبة سليمة من أي تلوث وبشكل تام.
وأكد أن «المفوضية تبدي حرصا ومتابعة بهدف رصد أي تلوث ووفق أي نسبة، وخصصت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لهذا الغرض، مختبرا خاصا وحديثا جدا، تتوفر فيه أحسن التقنيات والمواصفات للتعامل بسرعة مع أي تلوث يحصل في البحر الأحمر».
وشرح أن مفوضية العقبة «حريصة كل الحرص أن تبقى مياه خليج العقب نقية وخالية من التلوث البيئي، وخاصة فيما يتعلق بالبيئة والسلامة البحرية».
وأشار إلى أن «إسرائيل» لم تبلغ مفوضية منطقة العقبة بحصول التلوث ومنع السباحة على شواطئ إيلات نهائيا، مؤكدا أن المسافة بين شواطئ إيلات وبحر العقبة تزيد على 18 كيلومترا، واحتمال وصول التلوث منها».
يذكر أن وزارتي الداخلية والصحة الإسرائيلية منعتا الاستجمام في بعض شواطئ إيلات حتى إشعار آخر، بسبب تلوثها بمياه المجاري.
وجاء هذا التحذير رغم أن «مدينة إيلات كانت، ولا زالت مدينة سياحية يقصدها الإسرائيليون من مختلف أرجاء المناطق، بحثا عن الاستجمام والترفيه، والطقس الدافئ».
وفي نفس الوقت، حظرت وزارة الصحة الاستجمام في شواطئ البحر الميت في منطقة «عين بوكيك» بسبب عطل اكتشف في جهاز الصرف الصحي في هذه المنطقة.
يذكر أن هذه ثاني مرة تحظر فيها وزارة الصحة الإسرائيلية السباحة في هذه الشواطئ خلال أسبوع، ورغم أن البحر الأحمر يعد من أغنى البحار بالثروات الطبيعية، وتعد مياهه الأحب إلى قلوب المستحمين والمستجمين، إلا أن شواطئ إيلات تعاني أزمة تلوث خطيرة.
وأشارت تقارير بيئية أنه يمكن لتلوث المجاري أن يؤدي إلى إفراز بعض الطحالب مواد سامة تقضي على أشكال كثيرة من الحياة البحرية، أو تتركز في بعض الأسماك والصدفيات، وتسبب تسمما خطيرا للإنسان إذا ما تناولها. ويطلق اسم «المد الأحمر» على بعض حالات تكاثر الطحالب نسبة إلى فقدان مياه البحر للونها الأزرق.ويؤدي تسرب مياه المجاري إلى الشواطئ، بحسب تقارير طبية عالمية، إلى إصابة الإنسان بأمراض مختلفة. والسباحة في مياه البحر الملوثة بمياه المجاري تؤدي إلى إصابة الإنسان باضطرابات معوية بنسبة أعلى من المستوى الطبيعى، بالإضافة إلى الإصابة بالتهابات الأذن والجهاز التنفسي والجلد. وهناك أيضا علاقة وثيقة بين تناول المنتجات البحرية الملوثة والإصابة بأمراض خطرة، منها الالتهاب الكبدي الوبائي والكوليرا، بالإضافة إلى الكائنات الحية التي تحمل مياه المجارى ومياه الصرف الزراعي بكميات كبيرة من النيتروجين والفسفور (مكونات الأسمدة الكيماوية والمنظفات)، وتساعد هذه المركبات على تغذية الطحالب التي تنتشر بسرعة، مؤدية إلى نفاد الأكسجين.
المفضلات