«أصابع البوبو الخيار .. بسبح بالبركة الخيار.. بيطفي الشوبي والنار»
هذا عادة ما ينادي به باعة الخيار في سورية ولبنان وفلسطين لاستقطاب الزبائن الراغبين في الخيار الصغير لطراوته وطيب طعمه عندما يكون طازجا.
ويدلل أهل هذه البلدان الخيار ويحترمونه ويصفون طراوته بطراوة أصابع الرضيع كما يبدو، ويشيرون الى مواصفاته «التبريدية» (الترطيبية)، إذا صح التعبير، خلال أشهر الصيف الحارة.
على أية حال، فإن الخيار من المآكل والفاكهة والثمار الجانبية، لكنه يستخدم بغزارة في كثير من بلدان العالم.
ويستخدم كثيرا في لبنان وفلسطين وسورية وتركيا لتحضير شتى أنواع السلطات الطازجة، وإلى جانب المناقيش بالزعتر وسندويشات الجبنة واللبنة والكشك أحيانا.
والكشك من المآكل التقليدية والمعروفة في كثير من البلدان العربية، خاصة في لبنان وسورية وفلسطين إلى جانب تركيا، وهو دقيق مصنوع من لبن الماعز والملح والبرغل. ويستخدم مخلل الخيار أيضا في تطعيم الكثير من أنواع السندويشات والأطباق.
وكثيرا ما يستخدم في لبنان وفي المطبخ اللبناني في سنوديشات الدجاج والفلافل والشاورما وكثير من أنواع السندويشات التي تحتوي على اللحوم والخضار.
وهو مرغوب جدا في دول المتوسط وبريطانيا وأميركا وأوروبا الشرقية. وعادة ما يؤكل الخيار طازجا وأخضر أو مخللا وبأنواع كثيرة (حسب المنطقة) ولايطبخ (استثناءات قليلة مثل الهند حيث يطبخ كشوربة)، لكن البعض أحيانا يشرب عصيره أثناء محاولات تخفيف الوزن.
وأحيانا يكون طعم الخيار مائيا باردا وخفيفا مثل البطيخ، وأحيانا ذو رائحة عطرية وطعم حلو لذيذ، إلا إذا كان مرا بسبب احتوائه مادة الـفينيلثيوكاربامايد» (phenylthiocarbamide). وأحجامه طويلة عادة تتراوح بين 6 و40 سنتيمتر، ومنه ما يكون مفلطحا اسطوانيا كالفطر.
ومن أنواع الخيار عالميا: الخيار الإنجليزي (يصل طوله إلى قدمين أحيانا)، وهو نادر أو قليل البذور، وقشرته دقيقة ورقيقة وطعمه طيب. وقد أنزلت مؤسسة «سانزبوري» مؤخرا في الأسواق نوعا جديدا من الخيار الذي لا يحتاج إلى تقشير ويسمى «c-thru- cumber» (للاستهلاك والاستخدام السريع).
والخيار المتوسطي الذي نعرفه في الدول العربية وتركيا وغيرها من دول أوروبا الجنوبية، الذي يكون عادة صغير الحجم وطيب المذاق وذا قشرة ناعمة ورائحة فاخرة أحيانا.
وعلى الرغم من أن الخيار ليس من أنواع الخضار، كما هو شائع، بل أحد أنواع الفاكهة، فإن كثيرين من الخبراء لا يمانعون في التسميتين.
ومع هذا، فقد كان الخيار معروفا جدا أيام إدوارد الثالث وبعد القرن السابع عشر. وأثناء رحلته إلى تركيا وفلسطين ومصر وقبرص بداية القرن الثامن عشر، كتب فردريك هاسليكويست، أنه رأى الخيار ذا الشعر (الوبر الطويل) في مصر.
ويقول في أحد النصوص إن هذا الخيار الذي كانت تستهلكه الطبقات الدنيا طيب المذاق وحلو وكان يؤكل مع اللحم.
ويلجأ كثير من الناس إلى فاكهة الخيار لعلاج بعض الأمراض والمشكلات الصحية. وتجمع كثير من المصادر، على أنه يساعد على تنظيم ضغط الدم ويمنع تراكم الحصى والرمال، ولذا يدر البول ويساعد على التخلص من التهابات مسالكه.
وكما يبدو أنه يلين الأمعاء ويساهم في التخلص من النقرس والتهابات المفاصل. ويستخدم بعض الناس الخيار للتخفيف من حرقان المعدة، ولتهدئة الاضطرابات العصبية، وتستخدمه المرأة عامة كمادة من مواد التجميل، التي تزيل إجهاد العين وترطب البشرة بشكل عام.
ويقال إن الكبريت الذي يوجد في الخيار يساهم في استعادة البشرة نضارتها ونعومتها أو طراوتها. كما أن مادة (clucides) السكرية تعمل على تغذية عضلات الوجه وتعمل على استعادة نضارة الوجه والعينين في وقت واحد، وشد مسام البشرة نفسها. وكثير من الوصفات الشعبية والتجميلية والطبية التي تنتشر في كل حدب وصوب تركز على استخدام عصير الخيار لتحقيق هذه الغايات والعلاجات، وأحيانا وحده في حالة التخلص من الوزن وترطيب المعدة، وأحيانا مخلوطا بغيره من الثمار والمواد كماء الورد والحليب وغيره.
وصفة «اللبن بالخيار»:
هذا الطبق البسيط الذي يطلق عليه أهل اليونان اسم «تزازيكي»، ويعتبر من أطباق المازة وزيت الزيتون بشكل خاص، من أطيب وأرخص الأطباق والمازات المعروفة والمنتشرة حول العالم، خاصة في دول المتوسط. ويتم تحضير الطبق بطرق مختلفة وحسب الذوق، لكن جوهره واحد وهو الخيار واللبن.
ولتحضيره (لـ 4 أشخاص)، عادة يتم في البداية طحن فص ثوم متوسط الحجم مع نصف ملعقة شاي من الملح، يضاف إلى ذلك ثلاث حبات خيار مفرومة بشكل ناعم (البعض يفضلها مع قطع كبيرة) ثم يضاف إليها نصف كيلو لبن (يفضل أن يكون ثخينا أو سميكا) وبعدها تتم إضافة ملعقة طعام من النعنع الطازج المفروم، وخلط الكل جيدا ليصبح الطبق جاهزا.
لا بد هنا من ذكر أن البعض يضيف إليه قليلا من الماء البارد والبعض الآخر يزينه بالنعناع والخيار ويفضله مع زيت الزيتون. وعادة ما يقدم الطبق إلى جانب أطباق اللحوم والأطباق الحارة. ويستخدمه أهل اليونان في سنويدشات الـ«سوفلاكي».
المفضلات