[grade="00008b ff6347 008000 800080"]صغيرةٌ هي الدنيا ولو تشعّبت مفارقها .. وتباعدت مسافاتها ..
واختلفت شوارعها .. وكبيرةٌ هي همومنا .. تعصف بنا
وتستوطننا .. وتتلاعب بأحاسيسنا .. وتتقاذفنا .. وتأسرنا في
ضباب غُرفنا .. وترتسم بحداد الالوان على هياكلنا ..
طوبى لمن تعامل مع واقعه ببساطة .. طوبى لمن إفترش
الارض صبراً وتلحّف السماء سماحاً ..
فعند كل ضائقة وهمّ نسمع طرَقات على الابواب ..
ولا ندري من هو الزائر ؟؟
هل نفتح له ام نتناسى فتح الابواب ؟؟
وتعاود الهموم الي قلب ضعُفت زواياه .. واعتلّت حناياه ..
وما زالت تلك الطرَقات على الابواب ... إنها طرَقات شبح
الموت المقنّع .. جاء ليغزي عالم القلوب الضعيفة .. جاء
ليقتل اليأس في النفوس المتشائمة .. جاء يساوم المشاعر
الحزينة على الرحيل والابتعاد .. جاء لينحر الاحلام المقتولة
ويُكفّن بزبد الواقعية أمواج القلوب المعطوبة .
ما زالت الحياة مستمرة .. وما زالت الطُرقات مجهولة ...
ذابت الشموع وانتحر القمر .. حدّت الشمس من غدر البشر
خيانة .. مكائد .. مصائد .. نفاق .. زور .. غدر ...
شابت الضفائر والقلوب المظلمة لم تزل كعتمة الليل ..
ضمير يُباع ويُشترى بأبخس الاسعار .. لا قيم لا اخلاق ..
وها هي تلك الطرَقات تصدح على الابواب .. طرَقات
تتقصّد اصحاب القلوب السوداء والضمائر الميتة ...
جاء شبح الموت المقنّع ليُميت الغدر والخيانة من القلوب
السوداء .. جاء ليحرق من قلوب الخائنئن الانانية .. جاء
ليُحي بموته موت الضمائر الراحلة ....
وما زالت الحياة مستمرة .. وما زالت الطُرقات مرصوفة
بلحظات الوداع .. بدمع الفراق .. فمن الهجر إعتلّت القلوب
ومن البعد إتقدت نيران الالم .. على شوارعنا مروّا عابري
السبيل .. إحتلوّا تفاصيلنا وغزوا افكارنا وسكنوا اوردتنا ..
وعلى طريق الفراق بدّدوا برحيلهم ضحكاتنا .. حزموا
الذكريات واجمل اللحظات .. كان نصيب قلوبنا حب نقي
وهم من داسوا من إغتالوا تلك المشاعر البيضاء ..
وبدأت تلك الطرَقات تطرِق الابواب ... انه شبح الموت المقنّع
جاء ليميت كل الذكريات المؤلمة .. جاء ليُقسّي قلوبنا ..
فحقيقة الفراق جرداء ... جاء ليُميت الماضي ويُحي قفار
نسيناها بمرورهم .. جاء ليوقظنا من رحلة الهجر والضياع
جاء لندفن زمنهم ونهدّم اطلالاهم لتشبّ من ضلوعنا حرية
بعد الأسر والفراق ..
وما زالت الحياة مستمرة .. وما زال
شبح الموت المقنّع يطرِق الابواب ... يحمل بين يديه حقائق
جاء ليحرّرنا من عبوديتنا بقتلها بدفنها ... جاء ليحصد تلك
الاحلام الثكلى والاماني المُنتحبة ... جاء ليفرش لنا الواقع
درباً والحقيقة سماءاً بلا تجميل .. جاء ليكون القشة التي
تُنقذ كل غريق ولو كانت مؤلمة وتنخز بنا وبمشاعرنا ..
جاء شبح الموت المقنّع يطرِق الابواب ليوقظنا من سبات
عميق نعم إنه هو شبح الموت المقنّع نعم هو نفسه
الحقيقة المجردة التي تُميت آخر الاحلام الموهومة ..
وتقتل آآآخر الآمال المهمّشة بلا تنفيذ ..تُميت اليأس والحزن
وتضع اصابعها على الجروح .. ولو كانت تلك الاصابع ثقيلة
تضعها لتشفي الجروح والآلام.. نعم الحقيقة المجردة
هي بعينها (( شبح الموت المقنّع ) جاءت لتقتل المشاعر
المزيّفة .. وتفتك بالاحزان الطويلة .. وتنحر الالام الروحية ..
فلندع الحقيقة امام أعيننا ولا نتجاهلها كلٍ حسب اهوائه
فالحقيقة وإن كانت صارمة فهي الصائبة ..
اتمنى ان يروق لكم موضوعي وحروفي .. فالحقيقة
لا تتجمّل ولا تتزيّن ..
مع خالص حبي وتقديري .. تحياتي واحتراماتي
**************************************** **************************************** **************************************** *********[/grade]
المفضلات