الحكم بانقاذ الانواع او اهمالها.. من اصعب المهن في علم الأحياء
اذا صدقت التنبؤات عن تأثير ظاهرة الدفيئة (ارتفاع درجة حرارة الأرض) فان اكثر من ربع الثدييات التي تعيش حالياً ستنقرض خلال العقود القليلة القادمة. كما ستنقرض ما نسبته 40% من انواع النباتات والحيوانات الاخرى في الفترة نفسها، وانطلاقاً من حقيقة عدم توفر النقود اللازمة لانقاذ انواع الكائنات الحية هذه، وعدم توفر الوسائل والمعرفة اللازمة لعمليات الانقاذ هذه، يقترح بعض العلماء وضع ما يماثل خطوط بيئية مرشدة يتم في ضوئها اختيار انواع الكائنات الحية التي يجب السعي للمحافظة عليها وتلك التي ليس من الضروري الاهتمام بها.
وتبعاً لما تقوله عالمة البيولوجيا تيري روث من جامعة ستانفورد، والتي تعمل في مجلس مختص بتأثيرات التغير المناخي، فان العمل في هذا المجال صعب ومرهق جداً من الناحيتين الفكرية والنفسية، اذ يصعب على الانسان تحديد الانواع التي يجب العمل لحمايتها من الانقراض، وتلك التي يجب اهمالها.
العلماء توصلوا الى تطوير طرق ذكية للمساعدة في هذا الاطار، فقد نشر مؤخراً مارك كادوت وفريق البحث العامل معه من جامعة كاليفورنيا / الولايات المتحدة، ورقة علمية تطرح تقييماً لما يجب اختياره من النباتات الزهرية في المناطق العشبية لتتم المحافظة عليه، وتبعاً لهذه الورقة فان ما يجب اعطاؤه الاولوية في المحافظة من الانقراض، تلك الانواع الفريدة وراثياً (جينياً)، ثم تلك ذات الاهمية في المحافظة على الانظمة البيئية واستمراريتها، وهذا يعني ان كل نوع من الكائنات الحية يجب تقييمه على حدة وبدقة كبيرة.
المفضلات