فحوص مخبرية تؤكد أن الخبز الأردني "آمن صحيا" وتدعو لإزالة أي بقع سوداء تلتصق بالجانب الأسفل للأرغفة
***عينات من 9 مخابز في عمان وجرش والغور تكشف تراكيز عالية للرصاص والنحاس
***متبقيات المعادن وغازات المخابز تهدد صحة الأطفال الرضع والنساء الحوامل
عمون - الغد - حنان الكسواني ومحمد الفضيلات
عمان- يرزح رغيف الخبز الذي تنتجه بعض المخابز التقليدية، وأغلبها يقع خارج العاصمة، تحت وطأة التهديد بالتسمم جراء استخدام زيوت عادمة في إشعال أفران تلك المخابز بهدف تخفيض الكلف التشغيلية فيما يعد مخالفة صريحة للقانون.
وبحسب نتائج علمية لفحوصات شملت 15 عينة التقطت من 9 مخابز في عمان وجرش ومناطق الأغوار فإن الزيوت العادمة تخلف معادن ثقيلة تشمل الرصاص والنحاس والخارصين والزئبق بتراكيز عالية، تتراكم على أرضية الفرن، ما يهدد بالتصاقها بالعجين قبيل نضوجه ليصبح خبزا يتناوله ملايين الأردنيين.
وتنوعت العينات، التي فحصتها الجمعية العلمية الملكية، لمصلحة "الغد"، بين الخبز الناضج، ووقود من خزانات المخابز، إلى جانب مسحات من أرضية أفران المخابز التقليدية "الحجرية" المشمولة في الفحوصات.
ويصل عدد المخابز الحجرية، التي تعتمد بصورة أكبر من نظيرتها الآلية على الأيدي العاملة في الإنتاج، إلى 1639 مخبزا في المملكة، من بينها 626 مخبزا تتوزع في مناطق الدراسة الثلاث (عمان، جرش، الأغوار)، بحسب إحصائية رسمية لنقابة أصحاب المخابز.
وتنتج المخابز الحجرية، إلى جانب نظيراتها الآلية البالغ عددها 178 ونصف الآلية التي يصل مجموعها إلى 248 مخبزا تنتشر في مختلف محافظات المملكة الاثنتي عشرة، ما يقدر بثمانية ملايين رغيف يوميا، بحسب النقابة.
ويرتبط استخدام الزيوت العادمة في الأفران مع ارتفاع الأسعار، وخصوصا للمشتقات النفطية، وتعود أول مرة معروفة لاستخدام الزيوت في الأفران التقليدية إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يتوقف عدة سنوات ليعود مجددا مع تحرير أسعار المحروقات في شباط (فبراير) العام الماضي، بحسب أصحاب مخابز تقليدية.
ووفق خبراء وباحثين في علم السموم والمعادن الثقيلة، عرضت "الغد" عليهم نتائج الفحوصات المخبرية الأخيرة، فإن تراكيز المعادن الثقيلة على أرضيات المخابز ضمن عينة الدراسة تزيد بمعدل يتراوح بين 50 و300 ضعف عن ما هو ملتصق بالخبز الذي تنتجه، وهو ما يهدد بـ"كارثة صحية وبيئية" في حال التصاق تلك المعادن بالعجين أثناء خبزه
المفضلات