طفل في «الكرك» يعاني من قصور نخاع العظم الشديد
تشرق الشمس ، جنوبية ، وفي الكرك ، حيث اول الدولة ، يعيش الطفل "وسام"متأملا ، ومتألما ، من هذه الحياة التي لم تتركه في حاله ، فعاش ايامه مريضا ، يعاني فيما يتجرع والداه المرارة ، بكأس مزاجها كافورا ، حين يسلمان امرهما الى الله في هذا الطفل ، ذو الوجه الصبوح ، الذي اشرقت الشمس ، على وجهه ، اولا ، قبل ان تقرضنا "ذات اليمين وذات الشمال"في نومتنا كأهل الكهف ، وتركنا لقضايا الاطفال الصعبة والمعقدة.
نقرأ في تقرير وسام البالغ من العمر عامين وبضعة شهور..."الطفل مصاب بقصور نخاع العظم ، الشديد ، وهو بحاجة للعلاج والمتابعة في عيادة الاطفال - امراض الدم وقد يلزمه زراعة نخاع من متبرع متطابق من اخوانه او اخواته والزراعة متوفرة في المدينة الطبية"وحين نقرأ ملخص التقرير واسأل والده اعرف ان شقيقه لم يتطابق معه من اجل الزراعة ، فيما والده ووالدته ، نسبة التطابق خمسين بالمائة وهي نسبة غير كافية ، ليبقى الاب بحاجة الى من يتبرع لابنه من اجل زراعة النخاع ، مشيرا الى ان هناك بنوكا للحبل السري والمشيمات في اوروبا ودول اخرى ، يمكن اللجوء اليها ، من اجل انقاذ حياة الطفل ، مطالبا بارسال ابنه للعلاج في الخارج ، من اجل انقاذه ، ومن اجل ايجاد متبرع له ، خصوصا ، ان المرض يؤثر على الطفل ، وسيؤثر على حجمه ، اذ قد يبقى صغيرا ولاينمو مثل الاخرين ، وقد يتعرض الى هبوط في القلب والكلى مما يهدد حياته ، والاب الذي لايعرف ماذا يفعل بحاجة الى انقاذ ابنه ، بكل الوسائل ، مما يجعلنا نفتح ملفين ، الاول يتعلق بمثل هذه البنوك ومدى قدرتنا على تأسيسها في الاردن ، والثاني ملف العلاج في الخارج ، لمواجهه الحالات الصعبة والمكلفة ، التي قد يخسر الاب ابنه او ابنته بسببها.
هذه هي الحياة حيث يواجه عدد كبير من الاطفال مشاكل جمة ، في حياتهم ، ويعاني كثيرون حتى في حصولهم على التأمينات الطبية التي يحصل عليها البعض لثلاثة اشهر وفي حالات لستة اشهر ، برغم ان مثل هذا الطفل بحاجة الى تأمين دائم ومستمر ، بدلا من تأمينه لثلاثة شهور او ستة شهور ، وفي مثل حالة"وسام"فأنه بحاجة الى زراعة في الخارج لوجود بنوك لمثل هذه الحالات ، ولكون اي متبرع من خارج العائلة واقارب الدرجة الاولى ، لايصلح لاسباب علمية ، فيما قد يوجد حل بأرسال عينات الى بنوك عالمية ، التي قد تأتيك بجواب قاطع حول امكانية معالجة الحالة.
الاب الجالس هناك في الكرك يعاني من هكذا حالة غارق في الديون ، فوق هذا ، وهو يحمل ديونا متفرقة تصل الى ثلاثة الاف دينار ، برغم انه يعمل ، وهو اليوم ، على كل التزاماته ، لايفكر الا بأنقاذ الطفل من هذه الظروف القاسية والصعبة التي ألمت به ، وهي قصة نفردها بين يدي القادرين على مساعدة الحالة
المفضلات