علموا أطفالكم الموسيقى التي يحبونها
تبدأ الموسيقى لدى الطفل ،كجنين في بطن أمه يستمع الى دقات قلبها ،وقبل ان يتأثر باصوات الطبيعة ومن حوله .
وبحسب دراسة كندية اجراها معهد متخصص بعلم النفس والاعصاب فالاطفال الذين يتعلمون الموسيقى مبكرا تصبح ذاكرتهم اقوى من ذاكرة سواهم .
وتتقاطع نتيجة هذه الدراسة العلمية مع دراسات اخرى عديدة تؤكد صحتها ومنها نصيحة قدمها الباحثون في جامعة ستانفورد الامريكية الى كثيري النسيان بالاستماع الى موسيقى موزارت بعد ان ثبتت قدرتها على تحسين قدرات التعلم والذاكرة عند الانسان .
على ان هذه الدراسات لا تحمل في طياتها ما يثير الغرابة او الدهشة حين ننظر الى الموسيقى على انها جزء من المكونات الاساسية في حياة الانسان ابتداء من وجوده وانتهاء بحيازته اول آلة موسيقية في التاريخ و( هي الحنجرة )
فالطفل يدرك من نبرة الصوت التي يسمعها من الاخر -وفي المراحل الاولى من امه -ان كانت النبرات تعبر عن فرح او حب او غضب الى آخره من معاني وبالتدريب وتدريب حاسة السمع ،يتعلم التصنيف حسب نوع الموسيقى ويألفها ،وما يؤكد هذا التشابك بين الطبيعة والانسان والموسيقى هو النظرية الاكثر شيوعا حول نشأة الموسيقى وهي ( انها محاكاة للطبيعة ) ومن ثم تطورت لتصبح تعبيرا عن ناتج التفاعل الانساني مع الطبيعة والمجتمع ) .
على ان ما يجب التاكيد عليه هنا هو ان الموسيقى ملازمة للانسان اينما حلّ وارتحل ، من صباح الخير التي تحمل نبرة موسيقية يستطيع الموسيقي ان يترجمها الى نغمة مكتوبة بالنوتة الموسيقية وصولا الى انفرادك في غرفة مغلقة معزولة تستطيع فيها ان تستشعر ايقا ع قلبك .
ولكن ما هي الطريقة الامثل لتعزيز الاحساس بالموسيقى ؟ الجواب بكل بساطة تعلم الموسيقى في الصغر ، هي دعوة لتعزيز دور الموسيقى في المجتمع ونشرها بشكل متواكب مع النمو العقلي والعاطفي لدى الطفل ليصبح لاحقا ( متذوقا محبا للحياة) . وهنا يبدأ السؤال عن نوع الموسيقى التي يجب ان يتعلمها الاطفال والجواب بكل بساطة ( يجب ان يتعلم الطفل الموسيقى التي يحبها والتي تستهويه ).
هذه هي الوسيلة الامثل لحمل الطفل على المثابرة والتقدم لان الغاية الاساسية هي ايجاد رابط بين الطفل والموسيقى وهو لن يتحقق ان لم يكن هنالك اندفاع منه باتجاه ما يحب .
واستعيد تجربة عايشتها حين كنت ادرب في احد مراكز تعليم الموسيقى في عمان ،وراجعتني سيدة وروت تجربتها حول دفع ابنها احمد نحو تعلم الة الكمان و قالت : اصطحبت ابني احمد وهو في عمر السابعة الى احد مراكز تعليم الموسيقى وقد ارتأيت ان يدرس الكمان ولاحظت لاحقا انه لم يكن يهتم بآلته وكان يلقيها في اي مكان في المنزل وبعد شهر من الدراسة عبر لي عن رغبته في تعلم الة الغيتار بدل الكمان لانه (يحبها ) كما يقول وبالفعل وجدت تغيرا حقيقيا في تعامله مع الآلة والتزامه بالتمرين عليها وما زال يمارس العزف على الغيتار منذ خمس سنوات .
ويشعر الطفل بسعادة حين يشارك في الغناء او العزف مع كورال المدرسة لان ذلك من وسائل تعزيز ثقته بنفسه وتطوير مهارته الاجتماعية و كما يقول كونفوشيوس اذا اردت ان تعرف حضارة امة فاسمع موسيقاها
المفضلات