مرض التعليم
لن أدرس للامتحان ، ولن أراجع المادة الدراسية ، فيكفي عدة دقائق حتى أصبح من الأوائل على الشعبة إن لم يكن أحد يتّبع الطريقة ذاتها التي أتبعها ، بعض الجمل انتقيتها من بعض أفواه الطلبة وهم يبيحون بكل جراءة للذين يقومون بالدراسة حتى يغيظونهم.
هناك طلاب يسهرون الليل حتى يحرزون علامة تستحق التعب، ولكن السؤال المهم ما هي تلك الطريقة السحرية التي يتم فيها تجميع العلامات المرتفعة في تلك الدقائق القليلة، للأسف إنها الغش!.
والمصيبة الكبرى أن الغش لا يقتصر على مرحلة دراسية معينة فهو يوجد بكافة الأشكال وفي كل المناطق وفي كل امتحان و يبدأ عند الإنسان منذ صغره لعدم مراقبة الأهل في المنزل والمعلمين في المدرسة ويتابعون في امتحان الثانوية العامة ومروراً بالحياة الجامعية،لذلك لا عجب أن تظل في فترة الكبر أثناء العمل لأنه لم يجد من يردعه منذ الصغر بل وجد من ينمي تلك الخصلة فيه .
طبعاً تكون مصيبة أكبر أن كان الطالب أو الطالبة هم من التخصصات التربوية مثل تخصصي تربية طفل أو معلم صف لأنهم بذلك سيكونون مثال وقدوة لجيل المستقبل ، أو مشكلة إذا كانت التخصصات حساسة و التي لا تحتمل الخطأ مثل تخصصي الحقوق والكيمياء أو تخصصي الطب والصيدلة والتي تقتضيان بعدم الغش نهائياً لخطورة المواد التي يتعاملون معها، ،طبعاً للأسف هذه كارثة تضرب جوهر التعليم والعدالة وتكافؤ الفرص في الصميم، وتصادر حاضر ومستقبل جيل بأكمله . وطبعاً هذه الآفة عقبة في وجه التقدم والراقي بالمجتمع حيث أنها تخرج بعض الطلاب وهم غير مهيئين بقدر طلاب آخرين قد عرفوا طعم السهر والنجاح والتعب وتكون مصيبة إذا كانت الفئة الأولى قد نجحت بالقبول في وظيفة لمعدلتهم العالية بدلا من الكفاءة القليلة التي يتمتعون بها.
و لتطور الحياة وتطور التقنيات فيها فقد تطورات والأجهزة أيضاً معها وأساليب الغش طبعاً فنحن في القرن الواحد والعشرون فلا بد أن ندخل مرحلة معها أساليب الغش عبر عدة أساليب أهمها وأوسعها أنشار هي الهاتف المحمول وتكون عبر سماعات البلوتوث ( Bluetooth ) حيث يتم وضع الإجابات عبر مقطع من الصوت وما أن يستلم الطالب ورقة الامتحان حتى يضغط على زر التشغيل وقد تحجج هذا الطلاب بمسك الهاتف أثناء الامتحان بوضع الهاتف في الوضع الصامت ، وإن لم يكن يملك سماعة البلوتوث يكفي أن يلبس طاقية الشخص طاقية ويستعمل السماعة العادية ومن المؤسف أن الطالبات المحجبات يستغللن الوضع لوضع السماعات ولا يجرؤ أحد على الكلام معهن عن ما وراء الحجاب ، الأسلوب المستحدث الآخر هو الرسائل النصية فيتم تحديد موعد إرسال الرسالة في وقت الامتحان وبالتالي ستظهر على الشاشة ولن يشعر احد لأن الهاتف على الوضع الصامت .
أما عن الطريقة المستحدثة الأخرى أن يكون هناك أجهزة خاصة صغيرة وهي عبارة عن سماعات تكون باللون الجسم يتم وضعها على الأذن ويتم التحكم فيها حسب الرغبة ، أضف إلى ذلك أيضاً الحبر السري الذي حل مشاكل الكشف عن الغش والمتوفر في غالبية المكتبات ، ومن الطرق التي تم استحداثها والتي لا يشترط استخدام أجهزة فيها والتي سأذكرها باختصار حتى لا يتم تطبيقها ويتم كشفها لدى الأستاذ الجامعي ألا وهي الطباعة الشفافة والتي تمكن الطالب من الحصول على نصوص صغيرة بشكل شفاف كتلك التي يتم كتابتها على القلم والمسطرة في الشركة المنتجة والتي يستحيل أن ينتبه عليها المراقب بالرغم من أنها أمام الطالب وهو ينقل منها . وهناك بعض الطلاب اختاروا الطرق التقليدية في الغش والتي تخلوا من التعقيد وتتسم بالبساطة ومع ذلك لا يتم كشفهم من خلال قصاصات الورق الصغيرة والتي يتم تحديد حجمها على الكمبيوتر أو من خلال كتابتها يدوياً أو يتم شرائها من بعض الشكشكات يتم بيعها جاهزة حتى لا يتحمل الطلاب عنائها كتابتها ويتم وضعها في أماكن يصعب على المراقب كشفها كالقلم أو لصقها على المسطرة أو يتم كتابتها على الملابس عبر طريقة الانجليزية المعربة والتي تحمي الطالب إذا ما تم مسكه والتي لا تدل على المادة التي يتم تأدية الامتحان فيها .
صحيح أن الغش قد أوصل طلاب إلى النجاح ولكن المشكلة الكبرى ليست هنا ، حيث أن الغش قد صنع ما يسمى حاجز الفرص من خلال عملية ظلم بعض الطلاب حيث أن الغش قد أوصل طلاب إلى علامات لا يستحقونها ولكن من جهة أخرى تم وضع طلاب مكافحين ومثابرين أيضا في علامات لا يسحقونها أيضا بل يستحقون أكثر من تلك العلامات التي تم وضعها لهم.
المفضلات