في إحدى أمسياتي التي أكون نائماً فيها ومصوباً عيناي إلى كبد السماء
تراءت لي بعضاً من ذكريات طفولتي الشقية
تذكرت كيف كان الآيس كريم مطلباً صعب المنال
وكيف كانت الأموال رغم كثرتها بيدي تعجز عن شرائه
ليس بدعوى البخل معاذ الله
ولكن بدعوى أن الحلق يحتج ومعه اللوزتان لكثرة الاحتقان
المهم مالنا وللآيس كريم
فلأفتش في خلايا المخيخ عن حادثةٍ أجمل
وجدتها
تذكرت يوم أن دخلت أول مرة لصالة سينما ... وربما كانت هذه السينما المتواضعة هي الوحيدة في مدينتنا آنذاك
المهم عندما هممت بالدخول مع شلة الأنس
استوقفني حارس أو بواب او ماشابه بدعوى أن الموضوع للكبار فقط
حاولت إفهامه أننا تجاوزنا الثالثة عشرة من العمر
لكن بلا فائدة
حينها اهتدت شلة الأنس التي ترافقني إلى حيلةٍ جهنمية
لماذا لا ندخل بظهورنا بدلاً من ملامحنا العادية ؟
فاستحسنا الفكرة جميعا
وكانت بحق فكرة لاتشبهها فكرة
المهم دخلنا واستوطنت أجسادنا المقاعد المترامية في حوش ذاك الفناء
وكانت الدعايات كثيرة التي تسبق عرض الأفلام
ولم نفق إلا على صوت وقع أقدام المغادرين
فقد بدأ الفيلم وانتهى
لأننا من تأثير التعب والركض والصرمحة طوال اليوم نمنا على كراسينا بلا حراك
بلا حولٍ منا ولا قوة
الم اقل لكم أننا كنا صغاراً
والصغير يغلبه النوم أحياناً
كما يغلب القهر كل الرجال
فكونوا ياسادتي دوماً في صحوٍ بلا نوم
المفضلات