محمد فهد الحارثي
جعلتني أعيش على خط التماس, هل أغادر وأترك لك مساحاتك تعبث بها كيفما تشاء, لتدرك بعدها كم هي المساحات الفارغة صعبة, وأن الوهم هو موعد هلامي. المعادن المزيفة لايمكن أن تعيش, هي فقط ومضة البداية, ثم تبقى حسابات الندم.
أمطلوب مني أن أستمر في التضحية, وكأن مهمتى في الحياة أن أغسل أخطاءك بأنهار تسامحي, أن أكون الصدر الحنون الذي ينسى نفسه من أجل أن تبتسم. ويلغي كل تفاصيل حياته واهتماماته من أجل أن يكسب رضاءك. انصهاري في شخصك وفيضان مشاعري نحوك جعلني للحظة أنسى من أنا, واعتقدت أنك الأصل وأنا الظلال, أنك الكل وأنا الجزء.
هل تستمر حياتي مسلسلا مهدورا من العمر, وهل العمر هو مجرد انتظار وتضحيات؟ لم أختطف السعادة من أحد, ولم أحاول, بل كنت أختلس لحظات الفرح لأطرز بها ساعات يومك. لم أظلم أحدا, ولكن وكلت نفسي للدفاع عنك, حتى لو كان الخصم نفسي ذاتها. فرغت حياتي كلها لك. ابتسامتك منتهى طموحاتي, ورضاك غاية أهدافي. يبدأ يومي بالتفكير فيك وينتهي بالخوف عليك. هذا الكون بأرجائه وفضائه لم يمثل أي مساحة في عالم الجغرافيا, ما عدا الأمتار التي تقف عليها.
أقف في نقطة المنتصف. بل بالأصح في عمق المحيط, حيث المسار صعب. فالعودة انكسار والتقدم مغامرة. أتعتبني الحسابات المرهقة, هل أتخلى عن كل شيء, وأسدل الستار على رحلة كل تفاصيلها كتبت بيدي, بينما اكتفى غيري بالعناوين. القضية ليست في تعبي وإرهاقي, بل هي مشاعري. أريد فيك الشخص الذي يفهمني, الحضن الذي يحتويني. أريدك شريك حياة ورفيق درب, وليس فقط صورة حاضر, وذكرى ماض.
منقووووووووووول
المفضلات