نقر خفيف على زجاج شباك غرفتي.
كأن أحدا ما يريد ايقاظي.
فتحت عيني قليلا، وتطلعت صوب الصوت.
ياااااااااه أنه المطر!.
نزعت الغطاء عني، وركضت نحو الشباك.
كانت خيوط المطر قد أبدعت لوحات جميلة على الزجاج الملىء بالغبش، وفي الخارج كانت الدنيا تحتفل بالمطر.
كان كل شيء مبللا، وحين فتحت الشباك عبقت رائحة التراب، رائحة زكية.
إنها المرة الأولى التي تمطر في هذا الموسم. ركضت نحو غرفة أختي، أيقظتها وأنا أهتف الدنيا بتشتي !.
قفزت أختي من فراشها وتبعتني، ثم أيقظت أمي.
ماما، الدنيا بتشتي ، ابتسمت أمي وقالت: الحمد لله.
وقفنا جميعا نراقب شلال المطر المنهمر.
كان هناك بعض الأولاد قد خرجوا يتقافزون تحت المطر ويرفعون وجوههم نحو السماء، وقد أسعدهم أن المطر قد بللهم.
هالة ابنة الجيران وقفت مع أخويها على باب بيتهم وجعلوا ينشدون: يا ربي اتشتي، واروح عند بيت ستي، تعملي فطيرة، أكلها وأنام .
أما أنا وأختي، فقد ارتدينا ملابس ثقيلة وخرجنا إلى باحة البيت، سعداء بحبات المطر تبلل وجوهنا ورؤوسنا، وقلوبنا قد امتلأت بفرح كبير لهذا الزائر الموسمي الرائع، ثم أخذنا نغني ونحن نضحك ونتقافز: شتي يا دنيا شتي .
المفضلات