علمني الفشل أن لا أيأس.. فكما خلق الله الضراء.. خلق السراء.. قليلٌ من الأمل يجعل للحياة طعماً آخر ومقدارٌ –مهما قل- من الرضا يزيد مساحة الإيمان في القلب.. علمني الفشل أن أحذف "لو" من بين مفرداتي.. وأن أعوضها بـ "إنا لله وإنا إليه راجعون"..
صديقي القارئ.. هيا معاً ننسى شيئاً اسمه (فشل) على الإطلاق، ولنعتبر ما لم ننجح به خبرة أخذناها عن تجربة.. فإن كنت طالباً ممن لم يحالفه الحظ.. فلا تنسَ أنت أيضاً في بداية الطريق.. هي ليست النهاية، واصل معنا في تقريرنا هذا، حيث لا ذكر لكلمة "راسب".. وقرر.. الفشل نهاية أم بداية؟..
يأس... فأمل... فتفوق
"كن صادقاً مع نفسك".. أن تعترف بأن "فشلك" هو نتيجة حتمية لأخطائك.. يعني أنك خطوت أولى خطواتك في طريق النجاح!! لعلك لم تستوعب ذلك عزيزي القارئ بعد.. سأشرح لك.. أحضر ورقةً وقلماً واقسم الصفحة بالقلم إلى قسمين، عنون القسم الأول بـ "ماذا أردت".. والآخر بـ "هل حققت ما أريد"؟ تحت العنوان الأول حدد هدفك.. واكتب ما صنعته من أجل تحقيقه.. وتحت العنوان الثاني ضع واقع الأمر (نجحت أو فشلت) وضع ما تعتقد أن بسببه حدث ذلك.. لو كان ما حدث نجاحاً فهذه "المكاشفة" ستنفع في تحفيزك من أجل مزيدٍ من الجهد في تحقيق أي هدف.. وإن كان فشلاً فحسبك أن تعرف مواطن ضعفك وعثراتك فتتفاداها في المحاولة القادمة..
لا يوجد "فاشل"
قد تمر على الإنسان عثرات تعيقه عن تحقيق هدفه، ولكن العبرة فيمن يضع قمة الجبل دائماً نصب عينيه. "الفشل" مصطلحٌ لا بد من حذفه إذا أردنا أن نحقق لأمتنا شيئاً، وقال :"إذا لم يحالف الإنسان الحظ مرةً في العمر فهذا لا يعني أن الهدف لن يتحقق أبداً"..
ولنا في توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي عبرة، فقد ظل يحاول مئات المرات دون أن يصيبه اليأس ليصل في النهاية لاختراعه.. فقد كان يعي أن محاولاته هذه لا بد وأن تدله إلى الطريقة المثلى كي يضيء المصباح، وكان على يقين بأن من سيأتي بعده سوف لم يستخدم طريقته.. بل سيحاول مرة ومرة ومرة حتى يخلص إلى طريقةٍ تتناسب مع ما هو موجود لديه، لكنها تحقق النجاح ذاته.
قد يكون للأهل دور كبير في إصابة ابنهم باليأس والشعور بالفشل والإحباط من خلال الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطالب بعد ظهور النتائج ويكون المعدل متدنياً أو غير موفق في هذا العام .. فيبدأ الحزن العلني والبكاء واللوم والمواجهات الساخرة.. فتبدأ المشاكل بين الأهل والطالب .. وهناك العديد من الطلبة يتركون بيوتهم خوفًا من هذه المواجهة !!
وفي ظل غياب الدور الإعلامي المشجع للطلبة ( الذين لم يوفقوا) وأصحاب المعدلات المتدينة ..
رسالة الى اعلامنا
هناك رسالة نوجهها لكل المؤسسات الإعلامية: "يجب على وسائل الإعلام الاهتمام بتلك الفئة من خلال برامج توعية تعطيهم مزيدا من الثقة بالنفس والدعم النفسي .. ولا يجوز من وسائل الإعلام الاهتمام بالناجحين فقط ".
منقول-بتصرف
المفضلات