--------------------------------------------------------------------------------
أسرتي مصدر سعادتي
إن هذه المملكة الصغيرة هي مصدر سعادة الإنسان
و هي أيضا مصدر تعاسته متى ما كانت الأمور تجري عكس التيار
و أتينا هنا من خلال هذه الكلمات نضع بعض الأسس علنا أن نخرج بأسرة سعيدة
تكون لبنة في هذا المجتمع , فكما تعلمون أحبتي أنه متى صلح الفرد صلح المجتمع
و أساس بناء أمة قوية يكون من خلال إصلاح الذات .
و متى ما عرف طرفي هذه الأسرة ( الزوجين ) ما لهم و ما عليهم . و لم يبخس أحدهم حق الثاني
كانت الأسرة سعيدة بعيدة عن المشاكل و الخلافات .
و لعلنا نقف مع بعض الحقوق و الواجبات لكل منهما . و بطبيعة الحال يصعب علينا حصر ذلك .
و لكن ما يسمح المجال به , و ما تسعفى الذاكره به
حقوق الزوج على زوجته :-
1-الطاعة :-
طاعة الزوج أمر ضروري و مقوم رئيسي من مقومات السعادة .
فقد قال صلوات ربي و سلامه عليه : (( لو كنت آمرا بشرا أن يسجد لبشر , لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها )) .
فالرجل بطبيعته يحب أن يحس بقيمته و بقوامته على زوجته .
2-تهيئة الفراش :-
و لعل تهيئة الفراش هنا تنقسم إلى نقطتين .
أ- تمكين الزوج من الإستمتاع متى شاء و كيفما شاء في حدود ما سمح له به الشرع .
و عدم التحجج بضيق وقت , أو إنشغال بأمر ما , لأن ذلك مما يوجب غضب الله عليها
و لعله لا يخفى عليكم حديث حبيبنا صلوات ربي و سلامه عليه حين قال : (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح )) متفق عليه .
ب _ توفير له الراحة الجسدية و النفسية , متى ما أراد أن يخلد للنوم .
3_ الإستئذان :-
لا ينبغي للمرأة أن تخرج من بيتها إلى بإذن زوجها . فلا زيارة أقارب و لا ذهاب إلى سوق عذر في الخروج من البيت دون إذن
بل إن من العلماء من لم يجوز لها الذهاب حتى في أداء السنن كزيارة مريض أو صلة رحم .
4_ الخدمة :-
خدمة الزوج و رعايته من أهم حقوق الزوج .
كإعداد المأكل و المشرب له متى ما أراد ذلك , و الإهتمام بملبسه و باقي احتياجاته .
و لعلنا نقف مع هذه النقاط في حقوق الزوج على زوجته .
و منها نتحول إلى حقوق الزوجة على زوجها :-
1_ النفقة :-
يلزم الزوج أن يوفر لزوجته النفقة الكافية لها و أن يوفر لها المسكن و المشرب و المأكل و الملبس
و لعلنا نقف مع آية و حديث تبين وجوب ذلك على الزوج .
الآية : {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً }الطلاق7
الحديث : قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة - زوج أبي سفيان وقد اشتكت عدم نفقته عليها - " خذي ما يكفيكِ وولدَكِ بالمعروف " .
2_ الإستمتاع :-
و كما يتوجب على المرأة امتاع الزوج متى ما أراد ذلك
يتطلب منه هو إمتاعها أيضا و إعطائها حقوقها بالفراش كاملة .
و أن لا يهجر فراشها فوق المدة المحددة ( و هي محل خلاف بين العلماء ) .
3_ العدل :-
العدل بين الزوجات إن كان متزوج أكثر من واحدة .
و بعد التطرق لحقوق كل منهما فهناك أمور مشتركة و هي أساس و مصدر للسعادة بين الزوجين :-
1_ أن يتقي الله كل من الزوجين الله في الطرف الآخر .
2 _ أن يصونه في حال تواجده و حال ابتعاده عنه .
3_ الإحترام المتبادل بين الطرفين .
4_ مناداة الطرف الآخر بأحب الأسماء إليه
5_ ذكر فضل الطرف الآخر عليه و تقديره له ذلك و شكره عليه .
و بعد هذا و ذاك و بعد قيام كل طرف بالواجبات المترتبة عليه
لك أن تتصور كيف ستنشأ ذريتهم بعد توفيق من الله جل و علا
أبناء ينشئون في ظل والدين يعرفون الواجبات التي عليهم و الحقوق التي لهم
و لا يهضم أحدهم حق الآخر
أظن أنه بعد تييسر الله هذه هي مقومات الأسرة السعيدة
أسرة منهجها قال الله جل و علا ,, و قال رسوله الكريم صلوات ربي و سلامه عليه
أسرة قدوتها بيت محمد صلى الله عليه و سلم
تأسى رجالها بما قام به محمد صلى الله عليه و سلم القائل : (( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي ))
أسرة تأست نسائها بأمهات المؤمنين و لك أن تتصور عائشة حين قالت (( و الله ما أهجر إلا إسمك يا رسول الله )) .
و متى ما أتت المشاكل يؤتى بالعقلاء و الحكماء من أهل الزوجين
و أن يأتيا و يكون هدفهما الإصلاح , لا بإلقاء اللوم على الطرف المخطي , أو محاولة إكتشاف المخطي و تأنيبه .
المفضلات