[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]وتستمر الحياة .....
فوق سطح الدار الكثير من الحمام البني والاسود والابيض ،
جميعها تعيش في قفص خشبي مغطى من الامام
بقضبان معدنية رفيعة ، كان هذا الحمام مدللا ، فعارف
يستيقظ صباحا ، وقبل الخروج الى مدرسة القرية
يضع الحبوب لحمام في الأوعية او ينثره على الارض ثم
يحضر الماء من برميل قريب على السطح ويوزعه في اوعية الماء ثم ينطلق الى مدرسته .
عند العودة من المدرسة يجمع عارف حبوب الذرة من
الأكياس التي قاربت على النفاذ ينثرها للحمام فيجتمع
عليها ويبدأ بنقرها عن الأرض ...
عند العصر ينتهي عارف من مذاكرة دروسه ، يخرج الحمام
من القفص ليطير في السماء حرا ، ثم يعود الى القفص قبل الغروب بقليل ليخلد للنوم ،
كما سيخلد عارف للنوم في انتظار اليوم التالي ،
استيقظ عارف على صوت مكبرات
جيش الاحتلال وهو يقتحم اطراف مدينة غزة ،
( سكان غزة حظر تجول ممنوع نشوف عربي في الشارع او حتى على الشباك او على سطح الدار )
قال عارف : ماذا يعنون بحظر التجول يا امي ؟
أجابت الأم : ( يعني ممنوع حد يطلع من الدار يا عارف )
قال عارف : حتى على سطح الدار ؟
اجابت الأم : حتى على سطح الدار !!!
جلس عارف يننتظر متى سينتهي حظر التجول ، فقد
اشتاق للحمام على سطح الدار ، ترى ماذا يفعل الحمام
الآن ، لا بد انه يعاني من الجوع والعطش .
هذا ما كان عارف يفكر فيه ، ولذلك كان حزينا طول اليوم ،
وفي اليوم التالي عاد الجنود وأعلنوا حظر التجول مرة أخرى .
حزن عارف اكثر وقال : لا بد ان الحمام سيموت جوعا
وعطشا يا امي !!
قالت الام : لها الله يا ولدي .
استمر عارف يدعو الله ان يحمي الطيور على سطح الدار ، لكن حظر التجول استمر خمسة ايام ،
حينما انتهى الحصار ركض عارف نحو السطح حتى وصل القفص ، كان المنظر حزينا ،
لم يتبقى أيّ من الحمامات على قيد الحياة .
بكى عارف وهو يحمل الحمام بين ذراعيه ويدفنه في
حديقة المنزل واحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى آخر حمامة في القفص ،
وعندما انحنى ليتناولها رأى زغاليل من الحمام
الصغير تتحرك داخل إحدى الزوايا وقد خرجت من البيض
حديثا .
نسي عارف حزنه وشكر الله انه ابقى له هذه الفراخ
الصغيرة ، ودفن الحمامة الأخيرة وعاهد الله على متابعة
الدرب !!!!!
سميرة ديوان ...
أعجبتني هذه الموعظة كثيرا .... [/grade]
المفضلات