لعل الضياع والتشتت الذي يعيشه شبابنا هذه الايام مرده الغربة التي يعيشون فيها والتي ترجع بالدرجة الاولى الى فقدان الثقة في الاب والام ، تلك الثقة التي لا تتاتى الا عن طريق مخالطة الابناء والعيش معهم عبر كل فترات حياتهم الممتدة من الطفولة الى المراهقة وانتهاءً بأوّل الشباب
بصراحة يا اخي في كلامك هذا شملت جميع النواحي . . . فلم تكن كلماتك اسئلة واستفسارات فقط
بل كانت اجوبة ايضا . . وامتدت لتشمل خطوات لعلاج هذه الآفة . . .
دعني امر على موضوعك من بدايته . . . .
بالحقيقة ان وحتى وان كبر الشاب والفتاة يبقى دور الاب والام في المسؤولية كما هو بل يزيد اكثر
ويحتاج الى مرونة وصرامة في نفس الوقت . . . .
ففي مرحلة الشباب . . تزاد الأسئلة في داخل هذا الشاب والفتاة ويكون بحاجة الى اجوبة عليها . . .
في هذه الحالة ان لم يكن هناك من يجيبه عليها والذي يجب ان يكون الوالدين نجد ان الشاب يتجه لمبادلة صديقه
اطراف الحديث ومصارحته ونفس الحال عند الفتاة التي تبادل صديقتها اطرف الحديث . . .الخ .
والمشكلة هنا ان هذا الصديق او الصديقة في بعض الاحيان يحتاج الى اجوبة لنفس الأسئلة
لكننا نجده يتفلسف وكأنه يعرف ويزرع بداخل هذا الصديق سموم افكاره . . .
وربما ان هذا الصديق . . يعلم الاجابة عن تلك الأسئلة لكن بمفهوم سلبي
فنجده قد هون الأمر امام صديقه وشجعه على التقدم لأفعال سيئة وحثه عليها
بأفكار يغرسها الشيطان في داخله ومنها ( كي تتعلم , انت كبير , اللي في جيلك يعرف , وبلا شك الفضول . . الخ )
وكذلك الحال عند الفتاة وبالذات فيما يتعلق بالرداء او التجميل وكيفية مقارعة الشباب . . وهذه امور واقعية وتحدث .
وطبعا السبب الأول والأخير عدم تفرغ الوالدين لأولادهم . . في مراحل عديدة من حياتهم بحيث لو اراد الاب او الام
محادثة ابنه او ابنته وفتح باب الحوار معهما سيجد ان هناك فجوة كبيرة مابين الوصول الى المراد والتفاهم وكيفية التطرق له
أما أخواتنا الفتيات ؛ فنصيحتي لهن اذا ما عرضت فتاة ما في منتدا ما ( وهنا لا اخصص بل اتكلم بالمطلق) صداقة او طلبت صحبة ، فما عليك الا استعراض مشاركاتها ، وساعتها تستطيعين الحكم بسهولة على الشخصية التي تواجهك ؛ فليس هناك أهون من اكتشاف شخصية من تخاطب من خلال كتاباته ونوعها وردوده وطريقتها
وفي قضية اخرى تحدثت بها اخي العزيز هنا . . . قضية مصادقة الفتاة للفتاة . . . وكلنا سمع في مقولة ( عدوة المرأة . .المرأة نفسها )
بالرغم من عدم تأكيدها إلا ان العديد من المواقف تثب صحتها وتؤكدها بلا شك . . وقد صادفني مثل هذا في حياتي
نجد الفتاة تغوي صديقتها وتقنعها بالمجيء معها الى احد المحلات بنية لقاءها بأحد العاملين هناك او بصاحب المحل هذا
ويكون اقناعها كالتالي . .( ما بقدر اكون لحالي , ما راح نطول بس شوي , صدقيني انه خفيف دم وراح تتسلي )
هذا شيء والشيء الأخر ان هذه الفتاة تقول كل اسرار صديقتها لشخص تعرفه وتفضحها وهذا الأمر دارج وحقيقي
لا تترك صغيرة ولا كبيرة الا وتقولها عنها . . . والكثير الكثير من الأمثلة . . .
ان النت نعمة قرّبت لنا العالم وجعلته بين ايدينا وسهلت علينا كثير من الامور التي كانت في يوم من الايام مستحيلة بل ضرب من الخيال ، هذا ان اجدنا استخدامه ، ولعل النصيحة الوحيدة التي اوجهها واعيد وازيد وااكد على كلام ابي فهد بها هي:
تخيل يا من تأتي هذا الفعل الشائن تخيل اختك أو زوجك أو حتى ابنتك ، وضع نفسك مكان هذا الأب أو الأخ الذي تريد الوقوع بعرضه ، وتذكر جملة واحدة وأدخلها مع المعادلة التي تخيلتها قبل قليل : ان ما فعلته بفلانة سيأتي اليوم الذي يرد لك فيه وفي نصف بيتك وعلى مرآى منك وساعتها ستتذكر وتقول : هذا ما جنيته على نفسي وما جنى عليّ أحد ....
اطال الله في عمر والدك ووفقكم ولا حرمكم الله من بعض . . .
وهنا يكمن سر المسألة وجوهرة الحل وتفادي هذه المشكلة . . . . تخيل لو كانت بنتك او اختك او قريبتك ولنضع انفسنا
في مكان الاب او الاخ . . . وكلنا يعرف ان ( كما تدين . .تدان ) ناهيك عن معصية الله وغضبه عليك
واشير انه يكون هناك جوع عاطفي ويحاول كل من الشاب والفتاة اشباع هذا الجوع وان لم يكن الوالدين متنبهين
فما اسهل الوقوع بالمعصية وقتها . . .
اعتذر على تقصيري بالرد الا ان وقت الصلاة قد حان
المفضلات