الفظائع الإسرائيلية تتكشف... السكان ينبشون الأنقاض بأيديهم بحثاً عن احبائهم
استخدم سكان غزة أيديهم والجرافات للبحث عن جثامين الشهداء من تحت الأنقاض منتهزين فرصة ثبات وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل من جانب واحد فجر الأحد والذي أتبعته "حماس" بإعلان "هدنة مؤقتة".
وانتشلت 23 جثة، قرابة نصفهم من النساء، من تحت الأنقاض في ضاحية "الزيتون" الأحد قال شهود عيان إنهم قضوا نحبهم في الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي دارت على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع في غزة.
ومن جانبها قالت الأمم المتحدة إن نصف الضحايا، ووضعت عددهم عند نحو 30 شخصاً، من الأطفال.
وقال عابد السموني إن جيلين من عائلته قد أبيدا في الهجوم: "لم تتبق أي من شقيقاتي، أطفالهم إعدامو وبيتي تم تدميره من قبل اليهود."
وذكر أن قوة من الجيش الإسرائيلي، وفي اليوم الأول من انطلاق العملية البرية في الثالث من الشهر الجاري، اقتادت 110 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، إلى منزل واحتجزتهم هناك لمدة يومين دون مؤن.
وبرر الجيش الإسرائيلي عملياتها بأنها رد على تواصل إطلاق الفصائل الفلسطينية الصواريخ على إسرائيل، إلا أنه نفى تعمد استهداف المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف قائلاً: "الجيش الإسرائيلي ليس على علم بأي أوامر أصدرت لمدنيين بالدخول إلى مبنى محدد.. فهو لا يصدر مثل هذه الأوامر."
ومن جانبه رد السموني قائلاً إنها: "مجزرة دولية.. الأمر ليس بحادث.. أتحدى من يقول إن الأمر مجرد خطأ."
واتهم الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذيفتين من دباباته نحو المنزل، الذي استهدفه الطيران الإسرائيلي كذلك بثلاثة صواريخ، وفق عابد السموني وشهود عيان.
وكشفت مصادر من هيئة الصليب الأحمر الدولي إن الجنود الإسرائيليين منعوا أطقم الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى الجرحى لمدة 48 ساعة، كما لم تتح لهم الوقت الكافي لانتشال جثامين الشهداء.
وختم السموني حديثه قائلاً: "استجديت الإسعافات باسم الرب إلا أنهم (الجنود الإسرائيليين) طلبوا مني الانصراف والموت."
ويدخل ضحايا حي "الزيتون" ضمن أكثر من 1200 شهيدا لقوا مصرعهم خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق مصادر طبية فلسطينية.
هذا وقد بدأت إسرائيل انسحاباً جزئياً من قطاع غزة في وقت متأخر من أمس الأحد وبعد ساعات من إعلان هدنة أحادية الجانب دخلت حيز التنفيذ فجر ذات اليوم.
ونقلت صحيفة "هآرتس" في موقعها الإلكتروني عن مصدر عسكري لم تسمه قوله: "أستطيع أن أؤكد أنه يجري انسحاباً جزئياً لقواتنا."
ويأتي التحرك بعد رفض إسرائيل تحديد جدول زمني لسحب قواتها من القطاع وحتى التأكد من ثبات وقف إطلاق النار، وفق تصريح لناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، جاءت رداً على مطلب من الأمم المتحدة.
المصدر : الحقيقة الدولية – سي ان ان 19.1.2009
المفضلات