جاءتني هذه الرسالة عبر الميل
قراتها عدة مرات ............ لا ليس لافهمها ولكن
تصورت كثيرا من شبابنا يجهل حق الام
تصورت نفسي غدا عندما اصير اما
كيف ساعامل ؟؟؟ كيف سيكون تفكير الاجيال المقبلة
نحن نسمع قصصا عديدة عن العقوق
او عدم نذكر الوالدين بكبرهما
تصورت لو كل شاب اصبح ابا وكل فتاة اصبحت اما
ترى ما هو شعورنا اذا تركنا ابناءنا
بدون ان اعي تدحرجت دمعة على خدي
كأنني لمست العقوق وانا لم امارس الامومة بعد
فكيف بامهات تعبوا وسهروا
ولم يجدوا ابناء او بنات
اليكم الرسالة (((((موعد مع إمرأة )))
بعد سنوات طويلة من الزواج ...وبعد أن غص المنزل بالأبناء, وتتابعت السنون إثر السنون..وكادت جذوة الحب أن تطفئها روتينيّة الحياة ورتابة المعيشة..
كان لي مع الحُب موعدُ جديد..ولقاءُ فريد..نسيت فيه الزوجة والبنين وطار بي إليها الحنين!
هتف في سمائي منادي الحب, وجذبتني جواذبه على غير العادة.. وإن كان شيئاُ غريباً عند بعضكم أن أخرج مع امرأةٍ جميلة غير امرأتي!!
فليس بالغريب أن أحنُ للتي حملتني كرها وسهرت على رعايتي صغيراً.
إنها أُمي التي ترملت منذ 19 سنة..
ليس بالغريب ان أعود لتلك التي لم يبق لها من شبابها شيء حتى سواد شعرها, الذي استحال بياضاً يحكي هوان الدنيا وسرعة زوالها ..
أميّ..
ولكن بعض مشاغل العمل وحياتي اليومية المسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا إلا نادرا
اتصلت عليها ودعوتها إلى العشاء!
سألتني ( حيث لم تعتد على مكالماتٍ متأخرهـ من هذا النوع ) :
"هل أنت بخير يابني؟ "
قلت لها:
"نعم بخير.. ولكني أريد أن أقضي وقتاً معك يا أمي ".
قالت: "نحن فقط !!!" فكرت هي قليلاً ثم قالت: "أحب ذلك كثيراً".
في يوم الخميس وبعد العمل ، مررت عليها وأخذتها.
كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه أبي قبل وفاته, فلم تعد للدنيا في فمها طعماً ولم يعد لها في كسفت شمس حبيبها أبي رحمه الله منذ 19 عام. وجهها نضارة, منذ أن
ابتسمت أمي كملاكٍ.. وقالت: " قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع ابني، وينتظرون ما سأقصه عليهم بعد عودتي
ذهبنا إلى مطعم غير عادي..جميل وهادي..
بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا
الأحرف الكبيرة. وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي تستطيع قراءة إلا
بابتسامة عريضة وقاطعتني قائلة:
"كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير".
أجبتها: "حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء .. ارتاحي أنت يا أماه "
تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي، قصص ما زالت تسير بنا إلى النهاية نهايتها المحتومة المعلومة, تذكرنا مراتع الصبا ذكرتني باحتضانها لي وتقبيلها إياي مع إشراقة كل صباح قبل ذهابي للمدرسة
, , تذكرنا الطفولة ضحكنا ودموعنا, وفرحنا
وحزننا..تذكرنا أبي الراحل رحمه الله رحمةً واسعة..
سرقنا الوقت! فما أحسسنا إلا بعد أن انتصف الليل .
خرجنا من المطعم..وعندها ,، وصلنا إلى باب بيتها
قالت: "أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى، ولكن على حسابي".
فقبلت يدها وودعتها
وهمس في أُذني هامس: " لعلك لا تلقاها بعد يومك هذا!! "
وبعد عدة أيام وصلني من المطعم عبر البريد ورقة
الذي تعشينا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخط يدها: "دفعت الفاتورة
مقدماً كنت أعلم أنني لن أكون موجودة، المهم دفعت العشاء لشخصين لك
ولزوجتك. لأنك لن تقدر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي أحبك يا ولدي "
قرأتها وكأنها قد كُتبت بالدموع..وكأن قلبي قبرها وكأنها في طيّه سرٌ من الأسرارِ.
لقد رحلت أمي عن الدنيا بعد ليلتنا تلك بليال معدودة, بعد أن جلسنا آخر
جلسة
وابتسمت آخر ابتسامة وقبلتها آخر قُبلة, لقد صدق ذلك المنادي : فلعلي لا ألقاك يا أمي بعد هذه الليلة
أصابتها نوبة قلبية فواريناها الثرى..تمنيت لو افتديها بعمري, تمنيت لو قبل أن أتجرع كأس فراقها الأرواح تُهدي
بان أرحل دونها وان أموت دونها...........رحمها الله رحمةً واسعة.
هيهات..قد علقتك أشواق الردى ** واغتال عُمرك قاطعُ
وداعاً ياضياء العمر..وداعاً ياريحانة الدنيا..وداعاً يا من اسودت الحياة برحيلها واظلم الكون بفقدها.. اللهم اغفر لي تقصيري في حقها, واجمعني بها في جنتك يا رحيم..واغفر لنا تقصيرنا في حق آباءنا وأمهاتنا.
الأم..
والأب
امانة في اعناقنا اذا ادركناهما
تحيتي
المقدسية
المفضلات