غزة تحت القصف .. مشاهد مرعبة وحقيقية ، ولا تبدو الصور التي تتناقلها الفضائيات اقل ايلاما او اخف وطأة لما يجري حتى اللحظة على ارض الواقع ، حيث جرائم الحرب والمجازر واستهداف المدنيين غالبيتهم اطفال ونساء اضافة الى الاف الشهداء والمصابين بجراح الانفجارات والشظايا الصاروخية والدمار. ومن يدري كم من الناس لا يزالون تحت الأنقاض يصرخون .. وكم من اشلاء بشرية خلفتها الية الحرب الاسرائيلية في القطاع.
وفي هذا المشهد ، تجسد نساء فلسطينيات مكلومات ، حجم المعاناة والمأساة والرعب ، وهن اخترن في الميدان ان يكن جنديات في صفوف الدفاع عن فلسطين واخترن برنامجا في الكفاح الوطني يخدمن القضية يشدن ازر اخرين و..يقوين العزيمة .. ويضمدن الجراح ويمسحن الدماء الزكية ..
المشاهد مريعة ، تقول نهلة سعيد 50 عاما وعدد أفراد أسرتها عشرة بعد أن تم قصف منزلي وتدميره .. لم يتبق سوى إثنين من عائلتي اما الباقون فاستشهدوا .. والآن لا أعرف أين أذهب .
وفي غزة ، كانت أم ألاستشهادي مصطفى سعيد تهيىء إبنها للشهادة مخاطبة العالم لقد ضرب شباب فلسطين العدو .. فليتعلم العالم منا هذا الكفاح وهذا الصبر من أجل أن ترتفع راية الاسلام فوق ربوع وطننا وترجع الحقوق إلى أهلها الحقيقيين.
وتقول مناشدة إخواتها الفلسطينيات أن يقفن من وراء إخوانهن وأزواجهن وآبائهن يشاركنهم الجهاد والصبر والثبات....
وتقول ام محمد - والدة شهيد - أنها لم تبك إبنها حين بكت فلسطين بأكملها مبينه أنه لم يبكها فقدان ابنها ولكن أبكتها فرحته باجتماعه بأحبته.
أم أصيبت بقذائف العدو ترقد على سرير الشفاء لم يتوقف سؤالها عن أبنائها لكنها لا تعرف أن طفليها استشهدا برصاص الاحتلال.
لقد انخرطت المرأة الفلسطينية في العمل السياسي وشاركت في الثورات وقدمت التضحيات ، صورها المتعددة بكونها المرأة الثكلى والاسيرة وام الشهيد والجريح وهي المرأة المكسورة والمكلومة نتيجة الانتهاكات الكبيرة والممارسات الشديدة التي تعرضت لها.
ويبين خبراء علم الاجتماع أن المرأة الفلسطينية برزت في كل المناطق من خلال قيامها بأدوار سياسية واجتماعية متميزة وهي المتضررة من أي انفلات او انكسار او انهزام وهي التي هزمت وكسرت وفقدت الحبيب والزوج والاخ والبيت والحقل ولديها كل مكونات ومقومات الصمود والانتصار والثبات للمجتمع .
ويرى هؤلاء الخبراء ان المرأة الفلسطينية انسانة تسكنها فلسطين بكل تفاصيلها تحبها بجميع تفاصيلها تخاف عليها كما تخاف على ابنائها لا تفارقها فلسطين في أي سلوك تسلكه لانها تعشقها كما تعشق كل شئ تحبه في هذه الحياة تنتصر لفلسطين ولاهل فلسطين وكل ذرة تراب في فلسطين اينما تكون ، فدورها ليس سهلا فالمرأة بصبرها وإيمانها ومعنوياتها العالية تكون كالطبيب النفسي الذي يستأصل المرض قبل استفحالة ويساعد الناس ويصبح القدوة في الصمود والجلد على المعاناة .
ويعتبر أخصائي علم النفس الدكتور جميل قندح أن الدور الحقيقي للمرأة الفلسطينية عندما وقفت بشرف وكرامه في مواجهة الاحتلال واغتصاب الأرض ، ويقول:إن المرأة الفلسطينية هي خنساء العرب وجميلة بوحيرد اللتان ناضلتا من أجل كرامة الوطن والمواطن.
ويشير إلى أن التاريخ سيسجل لها المواقف في دعم حركات المقاومة على الصعيد الاجتماعي والسياسي والوطني والاستشهادي في سبيل الحرية وتحرير الوطن.
ويؤكد أن المرأة الفلسطينية المنتمية إلى أمتها وعروبتها بكل إخلاص وتفان هي شخصية قيادية كونها تعد المثل للمرأة العربية في الكفاح من أجل حرية المرأة وحقوقها في بناء المجتمع والوطن.
ويبين أنه إذا أخذنا الجانب الانساني والتربوي ستكون هي الأم المثالية في تربية الأجيال وغرس روح الحرية فيهم والانتماء للوطن والدفاع عن حقوق الانسان في داخل وطنه وخارجه.
ويؤكد قندح أنه يجب الاحترام والتقدير للمرأة الفلسطينية بشكل خاص والمرأة العربية بشكل عام مبينا أن المرأة الفلسطينية في الحرب على غزة ضحت بأبنائها ونفسها دفاعا عن عرضها وشرفها.
المفضلات