وتغادر..
وتغادر..
محمد فهد الحارثي
.
وتغادر. هكذا.. وكل ما كان، أصبح وهما. مجرد أيام مضت وتجربة رحلت. شيء ذهب مع الريح كقصص الأساطير والخرافات. أين الوعود والكلمات الساحرة، أين القصائد وكلمات الشوق الملتهبة، أكل ذلك وهم، وهل بعد ذلك توجد حقيقة ؟. هل يمكن للبشر أن يكونوا جاحدين ويستبيحوا المشاعر باسم الحب، كيف يمكن أن يصبح الملاك شيطانا وهل كان في الأساس ملاكا ؟.
أتساءل وقلبي على يدي. هل يمكن أن تصبح المشاعر كذبة والكلمات مجرد وسيلة. حينما تقف الكلمات متعلقة بأهداب السمع تصر على بقائها رافضة التنازل. وكلما حاولت أن أنساها أو اضيّع صدى الهمسات في أذني، ثارت الكلمات وعادت صارخة، تتهمني ببراءة: أتتجاهل الكلمات التي فتحت لك بوابات السعادة؟
حينما ترفض شبكية العين أن تغير الملامح التي اعتادت عليها، وتعتقد أن أي ملامح مختلفة هي مجرد غشاوة عابرة، سوف تنقشع في لحظات. لتعود ملامحك وتملأ المكان. مسكين النظر عندي، يعيش أكذوبة بعدما أصبح مصابا بعمى الألوان.
يا للقسوة. حينما وجدتك اعتقدت أنني اكتشفت طريقي، وأنني رسوت على مينائي الأول والأخير. تخلصت من كل خرائطي وبوصلتي وأدواتي، لأنني هنا أخيرا في حضن الأمان مع الحلم الذي كنت أسعى له منذ سنين.
راهنت عليك بكل عمري، وضعت حساباتي عكس المنطق. طرفا المعادلة لايمكن أن يتساويا. حينما تكون في أحد أطرافها، فالكفة محسومة والخيارات معروفة. عندك تنتهي كل احتمالات التفكير لأنك وبسهولة الخيار الذي لا يمكن أن يقارن.
اعتبرتك العمر الذي بدأت أعيشه. وأستعيد شريط ذكرياتي وأبتسم، كثير من الصور تحتمل عدة تفاسير، ولكنني كنت اتواطأ معك ضمنيا، فكل صورة كانت تحمل إشعاعا مضيئا تخفي أي ظلال قاتمة. لاتقلق. فأنا أكره التنقيب في التفاصيل، سوف أحتفظ بالصور الجميلة وأرحل.
اليوم الثامن:
كيف اختطفت كلماتي وعباراتي
حتى بعد هجرك ورحيلك
حاولت أن أعاتبك وأشكوك
تمنعت الكلمات فضاعت أفكاري.
منقوووووووووول
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسطورة
المفضلات