يشيع تعبير الدراما السوداء في الادب والمسرح ،ويقصد به ما نضحك عليه ويؤلمنا،وقد يسبب الفاجعة لنا.! ويقال كتعبير شائع ''شر البلية ما يضحك '' والبلاوي تكثر وتتوالد في الحياة العربية باعداد لا تحصى على طريقة المتواليات العددية ..
والحروب اكثر البلاوي عنفا وتأثيرا ،فاثناءها يفقد الناس القدرة على الابتسام والفرح والضحك لسوادوية الحرب وبشاعتها وذلك ما نعايشه هذه الايام .
وقد أثبتت الدراسات المتعددة أن الضحك يخفف من (الكورتزون) ذلك الهرمون الذي يفرز أثناء الضغط النفسي وبالتالي يمنع اختلال جدران الأوعية وتجمع الكولسترول وعدم حدوث الجلطات .وبذلك يحمي الاوعية الدموية من التصلب خاصة المغذية للقلب والدماغ والاعضاء الحيوية الاخرى .
ويما ان عملية الضحك توسع الشريان وزيادة تدفق الدم الى الاعضاء الحيوية وزيادة نسبة الاوكسجين وكذلك رفع ( عتبة ) الشعور بألالم أي انه يخفف الشعور للاوجاع وكذلك يساهم بشكل ملفت في افراز الاجسام المضادة لزيادة المناعة ومن المعروف طبيا ان الاشخاص الذين غالبا ما يتسمون بالغضب وتكدر المزاج اكثر عرضه للاصابة بالامراض القلبية والدماغية كل ذلك من شأنه الحفاظ على سلامة الاعضاء الحيوية من الاصابات المرضية .
وفي دراسات طبية اثبتت ان الضحك يخفف من سكر الدم اذا وجد ان سكر الدم يرتفع بشكل عال بعد الوجبة حين تعريض الأشخاص الذين تم دراستهم لمحاضرة مملّة لمدة 40 دقيقة وانخفض بشكل صحي وملحوظ بعد اعطائهم نفس الوجبة وتعريضهم الى نفس الفترة الزمنية لمشاهد كوميدية وقد انطبقت نفس النتائج على المرض السكري وغير المصابين به .
ومن الثابت علميا تدني المناعة في حالة تراكم الضغوطات النفسية، وقد تم دراسة الاشخاص بعد تعريضهم لمشاهدات كوميدية فوجد ان الاجسام المضادة للالتهابات الفيروسية والجرثومية الاخرى تزداد ، وكذلك زيادة في نشاط ومستوى الخلايا المناعية خاصة الخلايا الطبيعية القاتلة ( Nutural killer cells )التي تؤدي الى تحطم خلايا السرطان و الفيروس وزيادة الانترفيرون ( Gama interferon ) ذلك البروتين الخاص بمقاومة الامراض والخلايا السرطانية ، وكذلك ارتفاع وتنشيط الخلايا B-cell , T-cell تلك الخلايا الاساسية في المناعة ، وبما ان الضحك يزيد من نسبة الاوكسجين في الدم مؤدية الى الاسراع في عملية الشفاء من الاصابات الميكروبيولوجية.
ويقول الكثير من الباحثين ان الضحك رياضة جسدية روحانية واجتماعية فائقة فقد وجد ان تقديرما يتمرن به الجسم عن طريق الضحك يساوي عشرات الاضعاف من بعض التمارين الرياضية . فالضحك يحرك عضلات الوجه والحجاب الحاجز ، وعضلات البطن والصدر والنفس ، والارجل والظهر مما يؤدي الى الشعور بالحيوية والطاقة والاسترخاء وازالة الالم والمساعدة على النوم الهادئ والشعور بالسعادة وتقوية الروابط والعلاقات الاجتماعية .
ويعتقد العديد من الباحثين ان الضحك مستقبلا سوف يكون مشروع اقتصاد ناجح عبر الانترنت بالشراء لمواد معينة تؤدي الى الضحك للمساعدة في الشفاء من الاصابات المرضية .
وقد اثبتت الدراسات ان الضحك يساعد كثيرا في ازالة وتخفيف القلق والتوتر ، وزيادة هرمون (الاندورفين) في الجهاز العصبي والذي يؤدي الى ازالة القلق والشعور بالمرح ، فقد اجريت الدراسات على الاطفال قبل اجراء العمليات الجراحية فتبين انهم اقل عرضه للمعاناة من المخاوف والقلق حين تعريضهم لمواقف ومشاهدات مضحكة وكذلك الحال اقل عرضة للاصابة بالالتهابات الجرثومية ما بعد اجراء تلك العمليات .
وقد شاع في العقد الاخير ما يسمى ( العلاج بالضحك ) من قبل الاطباء في الغرب لمعالجة الكثير من الامراض النفسية والعضوية سواء كانت معالجة فردية او اجتماعية عودة على المقولة القديمة ( ان الضحك افضل علاج) باستخدام الافلام والمسرحيات والقصص والنكات حتى وصل الحال الى ( يوجا الضحك ) ( ونوادي الضحك ) وعلى أي حال فلا شك ان الاهمية العلاجية للضحك مجدية ولكنها وبكل الحالات لن تكون منفردة او بديلا دون المعالجة الطبية بالعقاقير والجراحة والاجراءات الطبية المتنوعة .
استشاري الامراض النفسية والعصبية
رد مع اقتباس
المفضلات