,
صواريخ المقاومةلا تزال تتساقط على المدن الاسرائيلية
بيت لحم-الزيتونة-رويترز - خاضت القوات الاسرائيلية معارك ضارية مع مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في استمرار للضغوط العسكرية على الحركة الاسلامية مع تجنب الدخول في حرب مدن واسعة النطاق وهي خطوة من شأنها تعقيد الجهود الدبلوماسية الجارية لانهاء الحرب في غزة.
وذكر مسؤولون طبيون أن عدد القتلى الفلسطينيين في الهجوم الذي بدأته اسرائيل قبل 17 يوما تجاوز910 ومن بينهم ما لا يقل عن 380 مدنيا. وتقول اسرائيل ان عدد القتلى الاسرائيليين بلغ 13 هم ثلاثة مدنيين قتلوا بسبب الصواريخ وعشرة جنود.
وصرح متحدث باسم الجيش الاحتلال بأن القوات الاسرائيلية اشركت جنود الاحتياط في الحملة التي تقوم بها على غزة معلنة أن هدفها هو وضع حد للهجمات الصاروخية عبر الحدود من القطاع الذي تسيطر عليه حماس.
غير أن اسرائيل ما زالت تحجم عن بدء مرحلة ثالثة من الحملة العسكرية التي تعد اكثر هجماتها دموية على النشطاء الفلسطينيين منذ عقود وتتمثل في دخول مدينة غزة وغيرها من المدن والبلدات لمنح مزيد من القوة الدافعة لحملتها الجوية وهجومها البري.
وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني المرشحة لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات تجرى في العاشر من فبراير شباط ان القصف المفاجيء لقطاع غزة في بداية العمليات في 27 ديسمبر كانون الاول وتوغل المدرعات في القطاع بعد ذلك بأسبوع " أعادا قوة الردع الاسرائيلية".
غير أن البرامج الاذاعية الصباحية في اسرائيل ما زالت تقطع لبث تحذيرات تعلن عن هجمات صاروخية على بلدات لا يكون أمام سكانها سوى بضع ثوان للاختباء قبل وصول الصواريخ. وذكر الجيش أن عشرة صواريخ سقطت في النصف الاول من يوم الاثنين. ولم يصب أحد.
واشتبك جنود اسرائيليون مع نشطاء حماس الى الشرق والشمال من مدينة غزة التي يتناثر فيها الركام في قتال وصفه السكان بأنه ضار.
وقال الجيش الاسرائيلي ان طائراته شنت أكثر من 25 هجوما وهو أقل مما شنته في كثير من الايام السابقة. وتابع أن الهجمات استهدفت نشطاء لحماس ومخابيء للاسلحة ومواقع لاطلاق الصواريخ ونفقا لتهريب الاسلحة تحت الحدود بين غزة ومصر.
وقال الجيش في بيان "كانت القوات البرية مشاركة في العمليات في عدة حالات وقعت فيها اصابات في صفوف المسلحين."
وذكر عاملون في القطاع الطبي أن القوات الاسرائيلية قتلت ثمانية فلسطينيين بينهم أربعة مدنيين على الاقل في اعمال عنف وقعت يوم الاثنين.
ولم تقدم ليفني أي مؤشرات في مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي بخصوص الموعد الذي قد تنتهي فيه الهجمات الاسرائيلية.
وقالت مصادر سياسية ان ليفني رئيسة حزب كديما الحاكم ووزير الدفاع ايهود باراك رئيس حزب العمل الذي ينتمي ليسار الوسط يرغبان في وقف العملية في القطاع الذي تسيطر عليه حماس في أقرب وقت ممكن.
غير أن المصادر ذكرت أن رئيس الوزراء ايهود أولمرت الذي استقال من منصب رئيس حزب كديما في سبتمبر أيلول الماضي لا يوافق على ذلك ويعتزم طرح الموضوع في اجتماع لمجلس الوزراء حيث يحظى بالتأييد.
وذكر مسؤولون في القطاع الطبي في غزة ان عدد القتلى الفلسطينيين منذ أن بدأت اسرائيل "عملية الرصاص المصبوب" بلغ 908 قتلى. وأصيب نحو 3600 فلسطيني.
وقال وزير الصحة في حكومة حماس في غزة باسم نعيم للصحفيين ان 42 بالمئة من القتلى أو نحو 380 شخصا نساء وأطفال. وشككت اسرائيل التي تقول انها قتلت " مئات" المقاتلين في أرقام الضحايا المدنيين الواردة من غزة لكنها لم تقدم تقديرات من عندها.
وشاهد صحفيو رويترز الذين يغطون مواقع الهجمات والمنشات الطبية عشرات من جثث النساء والاطفال. وتتهم اسرائيل حماس باستخدام المدنيين دروعا بشرية.
وقال اولمرت يوم الاثنين "كل طفل أو بالغ ليس ضالعا في الارهاب قتل او جرح نتيجة لجهودنا العسكرية هو ضحية نعتذر عنها ونريد منع وقوعها."
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية أن من المقرر اجراء مزيد من المحادثات في القاهرة يوم الاثنين مع وفد من حماس بشأن خطة مصرية لوقف اطلاق النار بعد مناقشات "ايجابية" يوم الاحد.
وقال أسامة حمدان أحد مسؤولي حماس ان بعض اعضاء الوفد عادوا الى دمشق لاجراء مشاورات مع قيادة الحركة.
ووصفت اسرائيل قرار وقف اطلاق النار الذي اصدره مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي بأنه غير قابل للتنفيذ. وهي تريد وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود وترتيبات لضمان ألا تتمكن حماس من اعادة تسليح نفسها من خلال انفاق التهريب تحت الحدود مع مصر في منطقة تعرف بمحور صلاح الدين (ممر فيلادلفي).
وقال مسؤولون غربيون واسرائيليون ان دبلوماسيين يجرون مناقشات بشأن نظام مراقبة واسع النطاق يحظى بدعم دولي لمساعدة مصر على وقف تهريب الاسلحة وضبط شحنات الصواريخ.
وتعارض مصر حرصا على سيادتها نشر قوة دولية على جانبها من الحدود.
وقال المبعوث الدولي للشرق الاوسط توني بلير بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في مصر يوم الاثنين "عناصر اتفاق لوقف اطلاق النار فورا قائمة ويجري الان العمل على صوغها بقدر كبير من التفصيل."
واضاف للصحفيين "هذا وقت حساس ودقيق في المفاوضات لكنني امل ان تثمر وامل ان يكون ذلك في القريب العاجل. امل ان نتمكن من تحقيقه (وقف اطلاق النار) خلال الايام المقبلة."
وذكر حمدان ان حماس تعمل على التوصل الى موقف نهائي بشأن الاقتراح المصري وقال لتلفزيون المنار اللبناني ان الحركة لديها بواعث قلق أساسية بخصوص بعض جوانب تلك المبادرة وأن هناك قضايا لا يمكن للحركة قبولها.
وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ان الحركة لن تنظر في أمر التهدئة الا بعد ان تنهي اسرائيل هجومها الجوي والبحري والبري وترفع الحصار عن قطاع غزة.
وقصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية بشكل متكرر محور صلاح الدين على حدود غزة مع مصر التي تمتد 14 كيلومترا مستخدمة احيانا ذخيرة "خارقة للتحصينات" تنفجر تحت الارض وتسبب موجات اهتزازية في محاولة لتدمير الانفاق.
ووصف دبلوماسيون غربيون تحدثوا مشترطين عدم نشر أسمائهم القيام بعملية برية لاعادة السيطرة على محور صلاح الدين وأجزاء من بلدة رفح بأنها من بين خيارات " المرحلة الثالثة" الاسرائيلية اذا فشلت المحادثات بشأن وقف لاطلاق النار.
ومن شأن القيام بهجوم بري أن يتيح لاسرائيل استخدام الجرافات ومعدات تعمل بالموجات الصوتية لهدم الانفاق التي لم تدمرها الهجمات الجوية.
وتفيد تقديرات مشغلي الانفاق الفلسطينيين في المنطقة بأن مئات من الانفاق السرية دمرت لكن مئات أخرى ما زالت
المفضلات