القاهرة تواصل مباحثاتها مع وفدين حمساوي واسرائيلي وتقترح تسيير دوريات من قوات عباس على حدود غزة
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس حركة حماس الى الموافقة ''من دون تردد'' على المبادرة المصرية لانهاء العدوان في غزة الذي دخل اسبوعه الثالث فيما يبدأ وفد من الحركة في مباحثات مع المسؤولين المصريين سيطلب خلالها ايضاحات لبعض نقاط هذه المبادرة.
ولم يتم بعد الكشف رسميا عن تفاصيل المبادرة المصرية التي جرى صياغتها بالتعاون الوثيق مع فرنسا والتي تتضمن ثلاث نقاط: الاولي وقف اطلاق النار بشكل مؤقت للسماح بنقل المساعدات الانسانية الى لسكان غزة والثانية اجراء مشاورات مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي من اجل الاتفاق على ''الترتيبات والضمانات التي تكفل عدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته بما يضمن تامين الحدود واعادة فتح المعابر ورفع الحصار'' عن قطاع غزة.
وتدعو المبادرة المصرية ثالثا الى استئناف الحوار بين الفصائل الفلسطينية من اجل مصالحة وطنية.
وقال عباس في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك ''المبادرة المصرية في اعتقادنا هي الالية التي ستنفذ قرار مجلس الامن وستضع الامور على الارض موضع التنفيذ من اجل وقف الاعتداء الاسرائيلي وكلنا نعول على هذه المبادرة''.
واضاف ''الاتصالات المصرية قائمة على قدم وساق ووصل وفد من حماس (الى القاهرة) ونرجو ان يتمكن من الوصول الى اتفاق بدون تردد. فالقضية لا تحتاج ابدا الى ان نتوقف لحظة واحدة عن الدخول في عملية التنفيذ مباشرة''. وتابع ''الوقت لا يسمح بضياع الوقت'' مضيفا ان ''الهدف الاساسي كيف يمكن ان نوقف العدوان''.
واعتبر عباس ان حماس لم تبد ''تحفظات جذرية'' على المبادرة المصرية واكد ان ''مصر ستقوم بتذليل العقبات'' التي تعترض تنفيذ المبادرة و''ان كانت هناك تحفظات'' على مبادرتها فستنقلها الى الجانب الاسرائيلي.
واكد عباس انه اذا لم تقبل اسرائيل المبادرة ''فهي التي تتحمل مسؤولية استمرار شلال الدم''.
واعلنت اسرائيل ترحيبها بالمبادرة المصرية لكنها لم تعط موافقتها عليها بعد.
وكان المستشار السياسي لوزارة الدفاع الاسرائيلي عاموس جلعاد تباحث في القاهرة الخميس مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان حول تفاصيل المبادرة المصرية وخصوصا المطلب الاسرائيلي باتخاذ اجراءات لمنع تهريب الاسلحة الى غزة عبر انفاق على الحدود بين مصر والقطاع.
ومن المقرر ان يعود جلعاد الى القاهرة لاستئناف المحادثات مع المسؤولين المصريين اليوم، وفقا لمصدر اسرائيلي في القاهرة.
وفيما تدعو دول اوروبية عدة، من بينها المانيا التي اجرى وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير محادثات السبت في القاهرة مع عباس ومبارك، الى نشر قوة مراقبين على الحدود بين مصر وغزة، اكد الرئيس الفلسطيني انه ''يريد قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني في غزة'' مضيفا ردا على سؤال انه ''لا مانع لدية'' من نشر قوة دولية كذلك فى الضفة الغربية.
وتابع ''اننا نريد وجودا دوليا في قطاع غزة وليس على الحدود (داخل الاراضي) المصرية''.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي يرافق عباس في القاهرة، في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية السبت ان اسرائيل طلبت ''نشر قوات دولية'' على الجانب المصري من الحدود مع غزة و''لكن مصر ترفض'' ذلك.
وصرح وزير الخارجية الالماني بعد لقائه مع الرئيس المصري ان بلاده يمكن ان ترسل في الايام المقبلة فريقا لبحث امكانية تقديم عون تقني وارسال خبراء للمساعدة في مراقبة الحدود ووقف التهريب عبر الانفاق بين مصر وغزة.
وقال مصدر في وفد الوزير الالماني طلب عدم ذكر اسمه ان الخبراء قد يكونون من الشرطة الاتحادية ومسؤولي الجمارك.
وارسل الجيش الاميركي العام الماضي فريقا من سلاح المهندسين لمساعدة مصر على كشف الانفاق غير ان وزارة الدفاع الاميركية قالت الخميس ان هذا الفريق غادر الخميس المنطقة الحدودية بسبب الهجوم الاسرائيلي.
وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط من جهته ''اننا نرى ان الكثير من الاسحلة تصل (الى غزة) عبر البحر ومسألة التهريب تعود الى الحصار الذي تفرضه اسرائيل على كل المعابر (بينها وبين القطاع)''.
وكان وزير الدولة الالماني للشؤون الخارحية غيرنوت ايرلر تحدث الجمعة عن احتمال مشاركة بلاده في قوة لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة في اطار الجهود المبذولة لانهاء النزاع في غزة.
واعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الجمعة ان بلاده مستعدة للمشاركة في ''تحرك دولي لمراقبة الحدود'' بين مصر وقطاع غزة مؤكدا بذلك دعم بلاده للدنمارك وهولندا اللتين كانتا اقترحتا الاربعاء على الاتحاد الاوروبي ارسال عناصر من الشرطة الى الحدود بين مصر وغزة للقيام باعمال مراقبة.
وقال الوزير الايطالي ان ''الاسلحة لا ينبغي ان تمر بعد اليوم عبر انفاق'' بين مصر وغزة، داعيا السلطة الفلسطينية الى المشاركة في بعثة دولية لمراقبة الحدود.
ووصل وفد من حماس في غزة، يضم اربعة اعضاء ويقوده ايمن طه وجمال ابو هاشم، الى مصر مساء الجمعة عن طريق معبر رفح.
وسينضم الى قادة الداخل ممثلون للمكتب السياسي لحركة حماس في دمشق، ينتظر وصولهم الى القاهرة لاحقا، وسيجرون محادثات مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.
وستبلغ حماس مصر ''ملاحظاتها'' بشأن نقاط مختلفة في المبادرة التي اطلقها مبارك مساء الثلاثاء بحسب وكالة الانباء المصرية الرسمية.وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى ابو مرزوق الجمعة ان حماس لن تقبل اتفاقا لوقف اطلاق النار لا يرفع الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
واضاف ان الحركة ستطلب توضيحات للنقاط الثلاث التي تتضمنها الخطة المصرية.
وفي القدس، قال مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية طلب عدم ذكر اسمه، ان مصر اقترحت ان تقوم دوريات من قوات الرئيس الفلسطيني بدوريات على حدود غزة مع مصر لمنع تهريب الاسلحة كجزء من اتفاق لانهاء الحرب. كما اقترحت مصر، وفق المصدر نفسه، زيادة عدد قوات الشرطة المصرية على حدودها مع مصر، التي لا يتجاوز عدد افرادها 750 فرادا وفقا لاتفاق مصري-اسرائيلي، على ان يعاونها خبراء اجانب في مراقبة وكشف الانفاق.
واضاف المصدر ان اسرائيل ''قد تؤيد'' مثل هذا الاقتراح.
رد مع اقتباس
المفضلات