[grade="32cd32 00bfff A0522d 000000 Ff1493"]انتظار..مع الفصول الأربعة..
هناك..
في حديقةٍ ما..
على مقعدٍ ما..
كانت هي تنتظر..
مع الرياح..
وكان للانتظار طعمٌ آخر..
حيث التقت الفصول الأربعة..
خارج نطاق الزمن..
.
.
.
كان لتساقط أوراق الخريف..
صوتٌ ملأ فراغ الهدوء..
جذبها ذاك الصوت..
فأخذت تتأمل تلك الأوراق اليابسة..
وتتأمل شجرتها..
.
.
.
تلك الشجرة..
كانت تخلو..
إلا من أغصانٍ يابسة..
وجذع كهل..
.
.
.
أمعنت النظر في ذلك الجذع..
يحمل الكثير والكثير من التجاعيد..
التي تحمل بين طياتها..
حكايا نقشها العمر..
وذكرياتٍ مؤلمة..
محفورة في تلك الشجرة..
.
.
.
ملّت خريف ذاك الانتظار..
وذبول الوقت بين يديها..
فأغمضت عينيها..
لتهب عليها نسمة ربيعية..
بألوان الطيف..
مبللة بقطرات من عطر أخّاذ..
لزهورٍ تفتحّت للتّو..
.
.
.
هي ..
أخذت تلك النسمة..
ولفتها شالاً حريرياً على عنقها..
لتقي نفسها شحوب الخريف..
.
.
.
وأثناء ذلك..
كان يغمرها الشتاء..
بصقيعٍ جمّد دموعها..
تماماً عند مدمعها..
فلم تبك..
بل استمرت تنتظر..
بكبرياء أنثى..
وجنون شوق..
.
.
.
كان الهواء في غاية البرودة..
يلامس وجهها بين الحين والآخر..
رغم ذلك بقيت صامدة..
تنتظر..
متجاهلةً البرد الذي يعصف من حولها..
.
.
.
كانت ممتنة للشتاء..
فهو منحها..
شيئاً من القوة..
وشيئاً من القسوة..
.
.
.
رغم ذلك الجمود..
كان الصيف قد بلغ ذروته في أعماقها ..
كل أحاسيسها تشتعل بحرارة..
لهيبٌ حارق يؤلمها..
قلبها يتصبب عرقاً..
يضخ دماً مشتعلاً..
ينشر الحرارة في أرجاء جسدها..
.
.
.
كان الوقت يمر..
بطيئاً..
طويلاً..
.
.
.
حانت منها التفاتة لساعةٍ تطوق معصمها..
بحثاُ عما تبقى من الوقت..
أطلقت تنهيدة حين رأتها..
حان الوقت..
.
.
.
لملمت أشياءها بخفة..
ومضت تمشي..
دون أن تلتفت لحظة إلى الوراء..
.
.
.
كانت على موعد مع الرحيل..
ورحلت..
إلى الأبد..[/grade]
المفضلات