توغل دبابات العدو في خان يونس
ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين لأكثر من 573.. والجيش الاسرائيلي يعترف بمقتل 3 جنود وجرح 24
اعترف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بمقتل 3 جنود من وحدة جيلاني، إحدى وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وجرح 24 آخرين، خلال المعارك العنيفة التي جرت بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي كانت تحاول التقدم شمال قطاع غزة مساء الاثنين الثلاثاء.
وقال المتحدث أن أحد الجرحى الـ 24 في حالة حرجة، و3 في حال خطر، بينما أصيب الباقون بجروح طفيفة ومتوسطة، ومنهم قائد الوحدة الكولونيل آفي بيليد.
وبينما لم يعط المتحدث الإسرائيلي إيضاحات حول المنطقة التي أصيبت فيها الوحدة، أفاد شهود عيان أن الحادث وقع في حي الشجاعية، الذي طوقته الدبابات الإسرائيلية بشرق مدينة غزة.
وواصلت اسرائيل حربها على قطاع غزة مع توغل دباباتها قبيل فجراليوم الثلاثاء في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع مدعومة بمروحيات قتالية لكنها تلقى مقاومة مقاتلي حركة "حماس" ومنظمات فلسطينية اخرى، فيما ترفض الدعوات لوقف هجومها الذي اسفر عن سقوط اكثر من 573 شهيدا في عشرة ايام. وفي هذه الاثناء يزداد القلق من خطر تفاقم الازمة الانسانية في القطاع الفقير والمكتظ حيث تسبب الهجوم الاسرائيلي بانقطاع في التيار الكهربائي والاتصالات ونقص خطير بالمواد الغذائية بحسب وكالات الامم المتحدة.
وفي بداية المساء اكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ "حماس" في بيان انها قتلت "عشرة جنود" واصابت ثلاثين اخرين في هذه المعارك. ولم يشأ الجيش الاسرائيلي التعليق على هذه المعلومة. وافاد شهود عيان ان مقاتلين من حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" واجهوا في المساء القوات الاسرائيلية في حي الشجاعية وحي الزيتون في مدينة غزة المطوقة بالدبابات. واشار سكان هذين الحيين الى انفجارات قوية وعمليات قصف كثيرة اذ ان المدفعية الاسرائيلية تقصف بكثافة مواقع عدة فيما تقوم المروحيات بغارات.
وقصف الطيران الاسرائيلي ايضا وسط مدينة غزة مستهدفا مجمع السرايا التابع لـ "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة. ووقعت مواجهات اخرى قرب بلدتي جباليا وبين لاهيا (شمال).
كما قصف الجيش الاسرائيلي الذي يقول انه اسر عشرات الاعضاء في "حماس"، بالمدفعية مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين حيث استشهد ثلاثة اشخاص وبلدة دير البلح بوسط القطاع الذي بات مقسوما الى قسمين. وامس الاثنين سقط ستون فلسطينيا بينهم 13 طفلا قتلى بحسب مصدر طبي فلسطيني. و استشهد ستة فلسطينيين بقذيفة دبابة اسرائيلية في مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة، صباح اليوم الثلاثاء، حسب ما اعلن مصدر طبي فلسطيني وشهود عيان. وتوغلت دبابات اسرائيلية قبيل فجر اليوم في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان ان الدبابات التي كانت مدعومة بمروحيات قتالية كانت تطلق القذائف ولكنها تعرضت لنيران مقاتلي حركة حماس ومنظمات فلسطينية اخرى. وهذا التوغل في حي عبسان بشرق المدينة هو الاول للقوات الاسرائيلية الى معقل حركة حماس منذ بدء الهجوم البري مساء السبت الماضي.
في الوقت نفسه يزداد الوضع الانساني تفاقما بالنسبة لسكان القطاع المقدر عددهم بـ 1.5 مليون نسمة. فهم محرومون من التيار الكهربائي ويعانون من نقص كبير بالمياه الجارية والمواد الغذائية والوقود. وتؤكد اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان ثمة جرحى يموتون في انتظار سيارات الاسعاف التي لا تستطيع الاقتراب بسبب القصف والمعارك. وطالبت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بفتح الحدود للسماح للفلسطينيين الراغبين بمغادرة غزة. لكن بالرغم من شراسة الهجوم الاسرائيلي اطلق الناشطون الفلسطينيون 32 صاروخا على جنوب اسرائيل مما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص بجروح طفيفة. وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ "حماس" ان لديها "الاف" المقاتلين المستعدين لخوض المعركة ضد اسرائيل في غزة.
وصرح الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة في كلمة بثها تلفزيون الاقصى التابع لـ "حماس" "لقد اعددنا لكم الالاف من المقاتلين الاشداء ينتظرون في كل شارع وزقاق لحظة اللقاء بكم (...) وسيقابلوكم بالنار والحديد". كما قال القيادي البارز في حركة "حماس" في غزة محمود الزهار الاثنين ان الحركة ستحقق "النصر" على اسرائيل. وسيتوجه وفد من "حماس" لقاء المسؤولين المصريين الثلاثاء لبحث سبل وقف الحرب.
وبالرغم من المساعي للتوصل الى تهدئة والضغوط الدولية رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اي وقف لاطلاق النار في غزة بدون ضمانة حول الوقف الكامل لاطلاق الصواريخ على الدولة العبرية، وذلك خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي دعا الى وقف اطلاق النار لايام عدة لدواع انسانية.
ونقل مسؤول اسرائيلي كبير عن اولمرت قوله لساركوزي "ليس فقط يجب ان توقف حماس اطلاق الصواريخ ولكن يجب ان لا تكون قادرة على اطلاق" هذه الصواريخ. واضاف "لا يمكننا ان نقبل اية تسوية من شأنها ان تتيح لحماس اطلاق (صواريخ) خلال شهرين على المدن الاسرائيلية".
وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلي تسيبي ليفني ان اسرائيل لن تبرم "اتفاقا مع الارهاب" في اشارة الى "حماس".
كذلك اتهم ساركوزي الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية بالتحرك "في شكل غير مسؤول ولا يغتفر" عبر قرارها عدم تمديد التهدئة مع اسرائيل التي انتهت في 19 كانون الاول(ديسمبر) وعبر استئنافها اطلاق الصواريخ على الدولة العبرية.
في المقابل، اتهمت حماس الرئيس الفرنسي ب"الانحياز الكامل للاحتلال" الاسرائيلي.
من جهته، دعا عباس الذي ينتظر وصوله الثلاثاء الى الامم المتحدة في نيويورك الى وقف "فوري وغير مشروط" للهجوم الاسرائيلي.
ولكن في واشنطن، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه "يتفهم" رغبة اسرائيل في الدفاع عن نفسها، مؤكدا ان اي وقف لاطلاق النار يجب ان يتضمن شروطا لمنع حماس من اطلاق صواريخ على اسرائيل.
وفي نيويورك، اعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان الدول العربية ستتقدم بمشروع قرار جديد امام مجلس الامن بهدف اعلان وقف دائم لاطلاق النار في قطاع غزة.
ويعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا اليوم الثلاثاء لبحث الوضع في غزة بمشاركة وزراء خارجية الدول العربية ووزير خارجية فرنسا، حسب ما اعلن سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان موريس ريبير الاثنين.
المصدر : الحقيقة الدولية- وكالات 6.1.2009
المفضلات