بعد بدء العدوان البري الصهيوني على غزة
هل يدك حزب الله وكتائب القسام قلب تل أبيب؟ وهل تطرد الأردن ومصر سفراء العدو من بلادها؟
الحقيقة الدولية – كتب عدنان بدراين - مع بدء الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، يرى كثير من المراقبين، أن لدى حزب الله الكثير من الذرائع لمهاجمة إسرائيل، فدم عماد مغنية الذي وعد حزب الله بالثأر له لم يبرد بعد، والفرصة الآن مواتية لتقديم الدعم الذي طالما وعد به حزب الله الفلسطينيين وحركة حماس تحديدا، ناهيك عن ان حزب الله وإيران هما الداعمان الرئيسيان لحركة حماس وبالتالي سيخرجان أقوى من هذه الحرب إذا قدر لحركة حماس الصمود فيها.
وفي قراءة متأنية للزيارة التي قام بها النجم الصاعد سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني والحليف القوي للرئيس الإيراني احمدي نجاد، والمشاورات التي أجراها مع القيادة السورية، وقيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن ثم قيادات حزب الله في بيروت، يرى المراقبون فيها نوعا من محاولة إيرانية لتنسيق الجهود في ما بين القيادة الإيرانية وحزب الله من جهة وحركة حماس من جهة أخرى، والمصلحة الإيرانية في هذا الشأن ورقة أخرى بيدهم في مفاوضاتهم مع الاتحاد الأوروبي حول ملف إيران النووي المرشح بان يتسلمه جليلي.
كذاك هنالك من يعتقد أن حرب غزة ليست إلا جزءا سيتبعه ضرب حزب الله في لبنان، لتشذيب الفروع الإيرانية، تمهيداً لعزل إيران وقوقعتها، ضمن مخطط يستهدف اتخاذ إجراءات حاسمة، لإحباط مشاريعها النووية، ووقف تدخلاتها في الشرق الأوسط. وربما يكون هذا الفهم سبباً في دعوة حسن نصر الله مسلحي حزبه للتهيؤ لاحتمالات هجوم إسرائيلي، أو القيام بضربة استباقية.
ويبدو أن القيادات الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق، قد تلقت من جليلي ما دعاها إلى التصريح بقوة بعد اللقاء "ان الشرط الأساسي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة هو وقف العدوان الإسرائيلي وفتح كافة المعابر دون استثناء"، والذي جاء على لسان نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة.
هل تضرب حماس تل أبيب والعمق الإسرائيلي
وفي نفس السياق، بدأ القلق يساور القيادة العسكرية الإسرائيلية بعد نجاح حماس بإطلاق صواريخ ثقيلة على بلدات بعيدة لم تتعرض من قبل للقصف، مما عزز الشكوك الإسرائيلية بوجود صواريخ بعيدة لدى حماس قد تصل إلى تل أبيب، ويقال إن عددها يتجاوز الألف صاروخ، وهي صواريخ قيل إن حماس تمكنت من تهريبها عبر الأنفاق مفككة وقامت بتركيبها في غزة.
المفاجأة أن التصريحات حول قدرة حماس"الصاروخية" إن جاز التعبير جاءت على لسان النائب عن حزب الله محمد رعد الذي قال آن إسرائيل ستفاجأ بقدرة حماس على مواجهة الهجوم على غزة وبمدى الصواريخ الموجودة لديها.
ونقل عن رعد قوله:" إن كانوا اليوم يفكرون أن غزة خاصرة رخوة فهم واهمون، في غزة مقاومة تعلمت من مدرسة جنوب لبنان، ونحن نعرف بعضنا، ومن تعلم بعض الخبرات وما نعرفه لديه من بعض الإمكانيات التي لا تزال خفية، ربما ستفاجئ الإسرائيلي وتغير بعض المعادلات.
الأردن ومصر... المعادلة الصعبة
وان كانت الحسابات الإيرانية وحسابات حركة حماس تدخلان في باب التوقع والتكهن وأحيانا التمني, إلا أن تصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني بان الوضع قد أصبح خطيرا جدا, ودعوة جلالته المجتمع الدولي بان يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، هي قراءة لما يحدث على ارض الواقع، وان جلالته قد جس نبض الشارع الأردني والعربي، وأصبح وجود السفير الإسرائيلي في عمان عبئا من الصعب تحمله في مثل هذه الظروف.
أما في مصر فيبدو أن الرئيس المصري حسني مبارك، ما زال متخوفاً من نشوء دولة مرتبطة مع إيران على الحدود الشمالية لمصر، وبالتالي يصر على موقفة بإغلاق معبر رفح، رئة الغزاويين ومتنفسهم, إلا أن كثير من المراقبين يعتقدون أن الضغط الشعبي على القيادة المصرية قد يجد متنفسا بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وبالتالي تخفيف الضغط الهائل الذي تتعرض له القيادة المصرية محلياً وعربيا.
المصدر : الحقيقة الدولية – كتب عدنان بدراين
المفضلات