الهجوم يبدأ بغارات جوية
إسرائيل تستعد لعملية واسعة في غزة ومصر تشدد إجراءاتها الحدودية
إحدى طفلتين استشهدتا في بيت لاهيا أمس (الفرنسية)
أمهلت إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة اليوم الجمعة 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية لتجنب القطاع عملية عسكرية، فيما عززت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية على طول الحدود مع غزة خوفا من اقتحامها من قبل الفلسطينيين.
وقال مسئولون إسرائيليون: إن "حماس التي تسيطر على غزة تستطيع تجنيب القطاع عملية عسكرية إذا أوقفت إطلاق صواريخها على إسرائيل خلال اليومين القادمين"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف المسئولون: "إذا ردت حماس على المهلة بوقف إطلاق القذائف والصواريخ فإن إسرائيل ستلغي تنفيذ عملية عسكرية تهدف إلى وضع حد لتلك الهجمات".
ومن المقرر اتخاذ قرار نهائي بشأن تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية ضد قطاع غزة خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر في إسرائيل يوم غد الأحد المقبل.
وشهد قطاع غزة هدوءا نسبيا امس، اذ امتنعت الاجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية عن اطلاق صواريخ على اهداف وبلدات اسرائيلية، واكتفت باطلاق قذائف على مواقع عسكرية محاذية، في وقت اكد شهود ومصادر طبية ان احدها سقط "خطأ" على منزل فلسطيني في بيت لاهيا واسفر عن مقتل طفلتين. وتبين لاحقاً ان وقف اطلاق الصواريخ يأتي تلبية لطلب مصري من "حماس"، واجرى احد كبار مساعدي رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان أول من امس اتصالا هاتفيا مع القيادي في "حماس" محمود الزهار طلب خلاله وقف اطلاق الصواريخ لمدة محددة من يومين الى ثلاثة للسماح بادخال المساعدات عبر معبر كرم ابو سالم.
وفعلا، فتحت اسرائيل لوقت قصير ثلاثة معابر مع قطاع غزة هي كرم ابو سالم والمنطار (كارني) و"ناحل عوز"، وسمحت بادخال 96 شاحنة محملة بكميات محدودة من المواد الغذائية الاساسية والادوية والوقود، قالت مصادر فلسطينية انها لا تكفي لسد العجز في الامدادات الغذائية، مشيرة الى انه ما لم تفتح اسرائيل المعابر الاحد، فان ذلك يعني ان الازمة الانسانية ستبقى على حالها بعد نفاد الدقيق واغلاق معظم المخابز ابوابه.
وفُسر السماح بفتح المعابر الثلاثة بأنه خطوة تسبق العملية العسكرية الاسرائيلية في القطاع، اذ كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" في موقعها الالكتروني ان وزير الدفاع ايهود باراك قرر "السماح لسكان غزة بالتزود بالمواد الغذائية بصورة كافية قبل بدء العمليات العسكرية"، ونسبت الى مصادر عسكرية قولها ان "موافقة باراك لم تكن مصادفة، بل للتخلص من الضغط الدولي المتوقع اثناء تنفيذ العمليات، ولمنع الاحتجاجات الدولية على اوضاع المدنيين اثناء القتال".
وتزامن فتح المعابر مع كشف صحيفة "هآرتس" ما وصفته بأنه "ملامح" العملية العسكرية الاسرائيلية التي اقرها المجلس الوزاري المصغر اخيرا. وقالت ان الهجوم سيبدأ بـ "عملية محدودة" خلال ايام تشمل غارات جوية وهجمات برية على اهداف لحركة "حماس" وفصائل اخرى، في وقت نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر امنية اسرائيلية ان العملية ستبدأ بغارات جوية، قبل ان يبدأ الغزو البري، وليس قبل ان تتحسن الاحوال الجوية الماطرة.
في الوقت نفسه، شنت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني حملة ديبلوماسية اجرت خلالها اتصالات مع نظرائها في الاتحاد الاوروبي والدول العربية التي لها علاقات معها، لتفسير الموقف الاسرائيلي وتبرير العملية العسكرية.
المصدر : الحقيقة الدولية - وكالات 27.12.2008
المفضلات