*** الحقيبة المدرسية.. لعنة العلم ..... !!! ***
gmt 5:00:00 2008 الجمعة 21 نوفمبر
حنان سحمراني
تراه عن بعد.. فتظنه للوهلة الأولى حمالاً صغيراً ذاهبا إلى ورشة عمله، وقد احدودب ظهره وانحنى كتفاه من ثقل الحمل الموجود على ظهره، لكن وعند التمعن والإقتراب منه لا تجد أمامك سوى طفل صغير يمضي إلى مدرسته!!
لم تعد رحلة الذهاب إلى المدرسة لديه أمرا جميلا لمشقة حمله؛ ذلك الثقل على ظهره طوال العام الدراسي، بل أصبحت بمثابة أعمال شاقة يقوم بها كل يوم وتؤهله لخوض منافسات رفع الأثقال!!!
الوزن الثقيل الذي يحمله التلميذ اللبناني وطبعاً ممن هو في الطبقة الفقيرة التي لا تتمكن من تسجيل أولادها في باص خصوصي بسبب غلاء كلفته، يشكل خطراً جسيماً على صحته وجسده فينتج أوجاعا عديدة في الظهر والكتفين..
هل يمكنك أن تتخيل معي طفلا يزن 30 كيلوغراماً يحمل حقيبة مدرسية تزن 8 كيلوغرامات، وماذا يفعل هذا الوزن بظهره وهو ما يفوق ربع وزنه؟؟
من المعروف أن التلميذ في هذا العمر يكون في مرحلة نموه لذا هو معرض من حمله لهذه الحقيبة المليئة بعديد من الكتب والدفاتر إلى مخاطر عديدة تؤدي إما إلى اعوجاج في عاموده الفقري وتقوس، أو إلى هبوط في كتفيه يرافقه إلى ما بعد اكتمال نموه. الإرهاق الذي يصيب التلميذ اللبناني لا يقتصر على هؤلاء بل يمتد إلى راكبي الباص منهم أيضا، فالوقوف في الملعب والصعود على الأدراج للوصول إلى الصفوف بكل ذلك التعب يؤثر على تركيزه ودراسته إلى جانب الأوجاع الكثيرة التي سيعاني منها.
فبدل أن يؤخذ بعين الإعتبار صغر عمر الطفل وضعف بنيته بالنسبة لثقل الحقيبة المدرسية المكدسة بالكتب والدفاتر والقواميس، تزداد كل سنة عن سابقتها المناهج ليزداد معها الحمل الثقيل على الطفل المسكين الذي يريد تعلم الدراسة لا تعلم العتالة!!
ويأتي كل سنة على مسامعنا من وزارة التربية أنها تتحمل على عاتقها مسؤولية هذا الأمر، وإنها ستخفف من المناهج الجديدة لكنها لا تقوم بأي خطوة جدية ترأف بأطفالنا وترحمهم من ثقل الحقيبة المدرسية..
المصدر
ايلاف
الأسرة
المفضلات