تهدئة غزة تخلط أوراق الساسة الإسرائيليين والفلسطينيين
الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة -يشغل تمديد التهدئة الهشة في قطاع غزة حيزا واسعا من نقاشات المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، قبل أن تنهي مرحلتها الأولى بعد أيام قليلة ليدخل التجديد من عدمه في كواليس النقاشات الصاخبة بين كبار المسؤولين لدى الطرفين.
وإذا كان المسؤولون الفلسطينيون يدعون الى عدم تجديد التهدئة بعد انتهاء مرحلتها الأولى "لغير صالح الفلسطينيين" فان تياراً بارزاً من المسؤولين الإسرائيليين يدعو الى توجيه عملية عسكرية قوية الى قطاع غزة، ويتبنى هذا الموقف المتشدد وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مقابل موقف مخالف لوزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك.
وتطالب ليفني بالكف عن سياسة ضبط النفس إزاء الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية، فيما يدعو باراك الى أن تعمل "إسرائيل" بمسؤولية وتعقل، والرد على الضربات الصاروخية الفلسطينية في التوقيت والمكان المناسبين.
وسبق لليفني أن طالبت بالقيام بعملية عسكرية مقابل ما تزعم أنه خرق للتهدئة في قطاع غزة مؤكدة أن الهدف المركزي والاستراتيجي للكيان الصهيوني يجب أن يكون خلو المنطقة الحدودية الجنوبية من "حكم إرهابي إسلامي متطرف" في إشارة الى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
لكن ابرز التهديدات الإسرائيلية جاءت هذه المرة من وزير الداخلية الإسرائيلي مئير شطريت، الذي هدد سكان قطاع غزة بعملية عسكرية واسعة ودعاهم الى تجهيز الملاجئ.
تيار إسرائيلي رافض
ويتضح بجلاء وجود تيار داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يرفض ما يدفع به باراك لتمديد التهدئة الى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، على أن يتم ذلك بدون اتفاق ودون أية وساطات، وأيضا من دون موقف إسرائيلي واضح، على أن يكون عنوان الشهور الثلاثة القادمة "هدوء يحدده الوضع على أرض الواقع" حيث يرى باراك أن الأجواء السياسية في "إسرائيل" غير مستقرة ولا تسمح لإسرائيل بالخروج في حملة عسكرية ناجحة تحقق أهدافها في قطاع غزة.
أما التيار المعارض لهذا التوجه في رئاسة هيئة الأركان فيرى بأن لا مجال لمزيد من المماطلة، وأن الوقت عامل قاتل ومدمر لأمن "إسرائيل" على الجبهة الجنوبية، وأن الكيان الصهيوني بحاجة إلى إعادة ترتيب الأوضاع في قطاع غزة بشكل يخدم مصالحها.
ويسعى هذا التيار الى التأثير على بعض أركان القيادة السياسية في "إسرائيل" من أجل اعتماد مواقفهم والأخذ برأيهم والخروج في حملة سريعة حتى قبل موعد الانتخابات واستقرار الوضع السياسي في كيان العدو.
اتجاه لرفض التمديد
في المقابل فإن القوى الرئيسة الفلسطينية تجمع على فشل التهدئة في تحقيق أهداف الفلسطينيين، وترفض معظم القوى تجديدها بعد انتهائها، وان كانت حماس ترغب في التجديد بشروط مشددة، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي تتزعمان قوى الرفض حتى اللحظة.
وتدعو الجبهة الشعبية القوى الفلسطينية المسلحة لتنظيم "مقاومة مسلحة" والرد على الاعتداءات الإسرائيلية في إطار جبهة المقاومة المسلحة التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني، لتكون هذه الجبهة المسلحة هي المرجعية القيادية الجماعية التي تقرر متى، وأين، وبأي الوسائل والأشكال نرد على الاحتلال والعدوان.
وتؤكد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بأنها لن تقبل "مجددا بتهدئة في ظل الاستنزاف والعدوان والحصار" مشيرة إلى أنه "إذا كان من أحد يجب أن يدفع ثمن هذا الاستنزاف للشارع والمقاومة الفلسطينية فهو الاحتلال الإسرائيلي".
وقالت الحركة إن "إسرائيل المستفيد الأكبر من التهدئة" لافتة إلى أن "التهدئة إجراء تكتيكي" و "الأصل في الحالة الفلسطينية التي تخضع بالكامل للاحتلال أن تستمر المقاومة".
الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة
المفضلات