هي في الحقيقة جريمة مدخن لكن للتخفيف سميتها رسالة الى مدخن
وبما انها طويلة قليلا سأفصلها الى قسمين .
[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]رسالة الى مدخن[/grade]
[grade="ffa500 b22222 f4a460 a0522d"]لملمتُ أوراقي المبعثرة وهممتُ بالخروج من المنزل ، وما إن فتحت الباب
حتى هاجمتني سحب من الدخان الأسود ،
جعلتْ الجو ضبابيا فلم أستطع الرؤية بوضوح
لكني استطعت أن أتذكر أنها لابد مقدمات لأبو جميل
يريد أخي وحظي العاثر جعلني أستفتح به في مشواري ،
يا لهذا التشاؤم .... المهم ..
كنت أعلم كما الجميع ، أنه إن دخل المنزل
فإن البيت يحتاج لأسبوع حتى يستعيد صحته
فأسرعتُ بالإعتذار له أن أخي في الخارج
ولا أدري أين ذهب ، علما بأني حقيقةً لا أدري أين هو
في الداخل أم في الخارج ..... وأظنه كان يعلم بتثاقلنا منه
بسبب دخانه الكثيف النتن ، دون مبالاة منه بشيء
ودون أدنى احترام لمضيفيه ، ولا أحد منهم مدخن
أو مستغنٍ عن حياته حتى يستنشق دخانه ،
وربما كثيرا ما علم أن اعتذارنا عن وجود المطلوب في البيت
لهذا السبب ، ومع ذلك فلا حياة لمن تنادي ،.....
هربتُ من جوِّهِ الكئيب ، وسرتُ في طريقي إلى إحدى صديقاتي
لمراجعة مادة الرياضيات ، وحل بعض الأسئلة سويّـاً ...،
وكنا قد اتفقنا على ذلك مسبقا ، لكني لم أفرح كثيرا
فقد علمتُ من أمها أنها في صحة سيئة للغاية
وقد قاموا بنقلها إلى المستشفى ،
استأتُ كثيرا من الخبر وعدت للبيت مسرعة
بعد أن أخذت عنوان المستشفى وبدلت ملابسي
ولحقت بها وأختي إلى المستشفى ....
هناك .....
وجدتها ممددة على السرير ، وجهها مسودّ ،
تسعل بشدّة ، ووزنها في تناقص سريع ،
وعندما رأتني كأنها خجلت مني لسبب ما ،
ودمعتْ عيناها ، تمالكتُ أعصابي واقتربت منها مواسية لها
في محاولة مني للتخفيف عنها ، قرّبت أختي سلَّمَتْ عليها
ثم طلبتُ ممن كان في الغرفة أن يتركونا لوحدنا ،
حتى إذا خلا لنا الجو سألتها عن حالها ، فقالت :
الطبيب يقول لي التهاب ويذهب انشاء الله ،
لكني أعلم أنه السرطان ، لا أدري إن كان في الدم ،
أو في الرئتين ، أو في العظم ، أو أنه في كل خلية من خلايا جسدي
فهو في مرحلة متقدمة جدّاَ ولا أظن أن مقامي في هذه الدنيا سيطيل ،
فقد اقتربتْ النهاية وأرى جنازتي قائمة عن قريب ،
لم أدري ما أقول ،
فهمهمتُ ببعض كلمات المواساة التي بالكاد خرجت من بين شفتي بهمس ،
وكأنها يائسة من قدرتها على التأثير على السامع ،
أخيرا نطقتُ ، وقلت لها : كيف ذلك وقد كنا سويا قبل أيام
قليلة نرتع ونلعب وما من شيء من هذا ؟؟
قالت : لم أكن أعلم بشيء ، لكنّي قبل حوالي ثلاثة أسابيع شعرت ببعض التعب ،
ولما ذهبتُ الى الطبيب قال أنها وعكة صحية بسيطة
بسبب عدم استقرار الجو ، وإذا به ذاك الخبيث ،
كذب عليّ المداوي مستخدما الكذبة البيضاء
ظانّا أنها ستحسن من نفسيتي ،
ونسي أن الدواء الذي أعطاني إياه لا يمكن أن يمر علي دون أن أقرأ عنه جيدا ،
ثم إن أمي كانت كلما رأتني أشاحت بوجهها عني
حتى لا أرى دموعها التي تنهمر على ما سمعتْ عن حالتي
وكيف أن حالتي تزداد سوءا ، ثم صمتت برهة .....
وسرحَتْ بعيدا بأفكارها ، يبدو أن ذكرياتها آلمتها فخانتها أعصابها
وأخذت تنشج وتبكي وتقول لي : [/grade]
المفضلات