كلمتان يا منتظر...سلمت يمناك ...بقلم: رامي الخيــاط
كم تمنيت أن أكون مكانك يا منتظر...، كم تمنينا أن نكون مكانك.. أيها العشريني في زمن شيخوختنا العربية المستهلكة، و كبريائنا الآيل للسقوط كما سقطت أحلامنا على أعتاب بساطير العم سام. يا لهذه الأمة التي إنتشت وابتهجت أفئدتها بسبب حذاء..
. أصدقك القول يا منتظر بأنني تنازعت الخواطر والمشاعر، أأفرح لحذائك الطائر فوق الرؤوس نحو فرعون المتجبر بضعفنا و هواننا، أم أبكي على حالنا الذي صار فيه النعل سلاحنا الثائر على وحشة ظلمة الليل ووحوش هذا الزمان. أأفرح أنه مازال في أمة الضاد من يتنفس و يقول ال (لا) في زمن الخنوع و الانصياع، أم أبكي على شبابك يا منتظر الذي ضاع. آه يا من لم ينتظر... كم أفرحتنا، و كم أوجعتنا، كم أضحكتنا، وكم أبكيتنا.
أيها الشبل الفراتي.
آه لو تعلم كم نلت من الدعاء من أمهات ثكلى و أرامل لم تنضب دموعهم على أحبة قضوا، ووطن مضى تحت بسطار (ضيفك) المحتل سماءهم و هواءهم وأمانيهم. لو تعلم كم أفرحت قلوبا لشباب عربي متعطش لقول ال (لا) في زمن ال نعم (بفتح النون)، وكم غازلت من قلوب لصبايا تمنين لو كان حذائك ذو الأربع و الأربعين، أكبر مساحة ليغطي أحزان و طن بأكمله داسته بساطيرٌ بمساحة الثمانية و الأربعين و السبعة و الستين..
يا منتظر..سلمت يمناك، وسلمت عيناك..يا منتظر....لا تحزن و لا تخجل، وارفع رأسك كم نخل العراق، فالنار تأتي من مستصغر الشرر، فحذائك رسالة لمن لا يقرءون، و قصيدة شعر لمن لا يكتبون، و أول الغيث لكل المنظرين القانطين من رحمة الله بأن يخلق من رحم الأمة رجالا من حزب ال (لا) يرفعون في وجه المستبد رصاصة، أو قلم، او حتى حذاء.
يا منتظر...ستبقى كريم و مضياف، وسمو أخلاقك فارس لا يخاف، فلا تنظر خلفك، ولا تنظر تحتك، و امشي حافي القدمين فذلك أستر أن تمشي عاري الكرامة، فنعلك كل ثرى العراق الحر...أيها المعلم الجديد لفن الديبلوماسية في التعامل مع (التتار)، دع أولئك الذين يعرفون اللياقة و اللباقة في إكرام المحتل حفاة فوق أرصفة التاريخ الزائل، فالأرض من تحتهم نار و جمر من نخيل دجلة، و سعف الرافدين..
. دعهم يا منتظر.. فهم خفافيش الليل الذين استحلوا كل شي، و سرقوا كل شئء...سرقوا أرضنا، و سرقوا حلمنا، و لن أكون كاذبا اذا قلت أنهم سرقوا حذائك أيضا يا منتظر.
المفضلات