السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع عولمة الطفولة كان له صدىً كبير في نفسي ، جعلني أفكر كيف أن مستقبل أطفالي سيكون بيد أناس يدعون لشمولية الفكر و التقاليد و العادات و حتى التربية.
كلمة (شمولية) هنا بالتأكيد لا أقصد بها أمراً طيباً !
عولمة الطفولة تبدأ مع الغزو الفكري و الثقافي و الرسائل المبطنة في وسائل الإعلام و التي من أهمها التلفزيون.
عوامل التأثير على الطفل من الممكن اجمالها بالنقاط التالية:
1. البيت: الأم و الأب و الجيران يقومون بغرس الصفات الطيبة في الطفل منذ بداياته الأولى في هذه الدنيا.
2. الحضانة: أولى الخطوات الى عولمة الطفولة ! تقوم المسؤلة عن الحضانة بوضع الطفل أمام جهاز التلفزيون و تُشغّل له أفلام فيديو معظمها من انتاج ديزني وورلد.
3. المدرسة: طبعاً من دواعي الوجاهة ، أن يتم إدخال الطفل الى مدارس لغات ، و التي هي بالطبع مختلطة و تحمل الطابع الغربي في أساليب التعليم و حرية الرأي و الفكر و العلمانية !!
4. يعود الطفل كل يوم بعد المدرسة و يبدأ التلقين اليومي من التلفزيون ، و الذي تحتوي قنواته الفضائية اليوم على العديد من البرامج التي تحمل الغث و السمين معاً.
5. من الصعب على الأبوان متابعة كل ما يشاهد طفلهما على التلفزيون ، لأنه ببساطة لديهم ثقة كاملة بأن هذه برامج أطفال و لا يمكن أن تسبب الأذى أبداً.
الآن ، يكبر الطفل و تكبر معه أفكاره المتحررة و التي تدعوه الى العلمانية في كل نواحي الحياة ، و بالطبع رسالة العولمة الأولى سيتم تطبيقها فور تخرجه من الجامعة و انخراطه في ميدان العمل.
لماذا تم التركيز على التلفزيون عند ذكر العولمة؟
سأورد مثالاً هنا ، و هو أن مصانع تقنيات المعلومات في silicon vally في أمريكا ، تستقطب عباقرة الإلكترونيات من منطقة حيدر أباد الفقيرة نسبياً في الهند. يستقبلونهم في المطارات في أمريكا و يأخذونهم الى ما يشبه المخيمات ، و يزودونهم بكل ما يريدون من اكلٍ و شرابٍ و فراشٍ وثير ، و يطلبون منهم أن يتابعوا برامج تلفزيونية منتقاة لمدة شهر كامل .. لا يفعلون شيئاً سوى مشاهدة برامج أوبرا وينفري و أفلام الأكشن و غيره الكثير (و هذه كلها موجودة الآن في باقة محطات مشهورة لدينا نحن العرب!!) ، و من ثم يطلقونهم في السوق ، لأنهم يكونون قد تشبعّوا الثقافة الأمريكية بالكامل ، و هو ما يُدعى بعولمة ال fast food ، أي عولمة سريعة.
اذن ما المطلوب و ماذا نفعل؟
في إعتقادي أن اللغة العربية ، لغة القرآن ، هي من أهم المداخل لمحاربة العولمة ، لأن بها الهوية العربية الإسلامية ، التي ستشكل رأس الحربة في مواجهة مخاطر العولمة على أطفالنا في المستقبل.
أقول اللغة ، لأن الناظر الى ما يحدث على الساحة التعليمية الآن ، يعرف يقيناً أن العولمة أصبحت شر لا بد منه ، و خصوصاً بعد تغيير المناهج التعليمية لكي تصبح (صالحة) أكثر للدراسة !!
يجب علينا تنمية الإعتزاز بهذه الهوية و جعلها أمرٌ لا يُشكّل مصدر حرج و غرس القيم النبيلة في أطفالنا و إفهامهم معنى العولمة و خطورتها بتصرفاتنا أمامهم و مراقبتهم دائماً.
المفضلات