قضايا مستجدة.. الزواج العرفي
طاهر العدينات - وهو: عقد مستكمل شروطه الشرعية، إلاّ أنه لم يوثّق، أي دون وثيقة رسمية.
- صور الزواج العرفي: 1- وهو الزواج المكتمل الأركان والشروط، حيث يتولاه ولي المرأة بحضور الشهود، وقد أعلن هذا النكاح واشتهر، إلاّ أنه لم يوثّق في سجلات المحاكم الشرعية لسبب أو لآخر.
فهذا الزواج صحيحٌ ، ويجب على من قام به أن يوثّقه لدى الجهات الرسمية لحفظ حقوق الأزواج.
2- أن ينعقد الزواج دون علم الولي أو إذنه، أو دون حضور الشهود، أو أن لا يسمّى المهر، أو أن لا يشهر النكاح.
هذا النوع من الزواج محرم للأدلة الآتية: 1) هذه الصورة من النكاح تفتقد إلى الولي، وقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، إلى اشتراط صـدور الإيجاب من ولي الزوجة، والقبول من الزوجة، فالإيجاب في هذه الصورة هو من الزوجة لا من وليها، لذلك كان الزواج محرماً، لكونه يفقد شرطاً من شروط النكاح ألا وهو الولي.
وتفتقد كذلك هذه الصورة من صور الزواج العرفي ؟ في الغالب- إلى إعلان النكاح وإشهاره بين الناس، فالزواج في صورته هذه لم يتوافر فيه أحد شروطه الهامة، وهو الإشهار، كما ذهب إليه المالكية.
2) إن في عدم التوثيق مخالفة لولي الأمر، وطاعة ولي الأمر واجبة، لقول الله تعالى : يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم 3) قول الرسول ؟ صلى الله عليه وسلم -: لا ضـرر ولا ضرار ، فعدم التوثيق فيه إضرار بالزوجة إذا أنكر الزوج قيام الزوجية بينهما، فلا تستطيع أن تطالب بأي حق من حقوقها، لعدم وجود ما يثبت ذلك.
4) هذا النوع من الزواج لا يحقق مقاصد الزواج، مما يجعله - في صورته هذه - باطلاً لتعارضه مع الزواج الشرعي الصحيح.
مما سبق يتبيّن أن الزواج العرفي المنتشر حالياً في هذه الأيام دون أيـة ضوابط، أو معايير، أو احترام لأية تقاليد، أو قيم دينية، زواج باطل، فهو لا يحقق مفهوم الزواج المتعارف عليه والذي هو نظام اجتماعي كامل، تبنى عليه أسرة جديدة في إطار النظم الاجتماعية المتعارف عليها في المجتمعات والديانات، ولأنه أيضاً لا يحقق مقاصد الشرع المعلنة والمعروفة شرعاً وهي: إعمار الأرض، وعبادة الله، وتلبية الاحتياجات النفسية والجسدية، بما يحقق الصون والعفاف والإحصان والمودة.
المفضلات