مات حلمها
كانت طفلة تائهة
تمشي وتسير بين أمطار الشتاء
تحتمي داخل معطفها الممزق
وقفازاتها المثقوبة من الأطراف
كانت طفلة
كانت حائرة بين أفكارها
وبين حلم دافئ كالشعاع
عيناها ترتقبان أخر الطريق
مر مسرعاً كالبرق
لكن سرعان ما عاد إلى الوراء
عاد ..... وعادت معه الأحلام
كانت طفلة
نظر إليها وقال ماذا تفعلين في ليل الشتاء ؟؟
ابتسمت وقالت ارتقب هدوء الأمل
وشعاع النور
ما بها إلا دقائق و هي أمام موقد النيران
تدفئ يداها الصغيرتان
وجسمها المتكور
وتحني برأسها الملئ بالأحزان علية
ربت برأسها وقال : إليك صغيرتي أضع كل آمالي
إليك غاليتي ...... كل طموحاتي
عشت طفولتك
لأنني كالشجرة الجرداء
بلا ورق ....... ولا ثمار
مرت الأيام ولم يداوي جراحها غيرة
ولم يوقف دموع البحيرة غيرة
كبرت ..... وكبر حلمها الصغير أن تحيا بين ذراعين الحنان
بين كلمات الأبوة
كانت تصحوا كل صباح على صياح الديك الحزين
وتقبل وجنتيه المائلة إلى الاحمرار
مشي العمر ........... ومشي قطار الحياة
وحين زفت إلى قفص الزوجية
وفي يوم شاء القدر في استقرارها
لحظات
ولحظات قريبة
لحظات حزينة
كانت ترتدي فستان حلمها
فستان زفافها
وعيناها ترتقبان الطريق مثلما كانت صغيرة
تنتظر والدها ...... مربيها ...... عيناها
يخرجها إلى عش الأمومة
لكن تبدل حلمها بواقع مرير
مات حلمها .... مات أملها .... ماتت طموحاتها
مات والدها
أي سعادة تدوم
أي شقاء جاء
لن أترقب الطريق
لن انظر إلى شعاع الشمس
لا ..... ولا ......... ولن
مع تحيات الأسطورة
قصة حقيقية لأحد صديقاتي جسدتها بخاطرة
المفضلات