السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حينما نغمض أعيننا لبرهة قصيرة من الزمن
نسمح لشريط الذكريات أو الأحداث بالتداعي
نعيد حساباتنا بمواقف ألمّت بنا
وأخرى عصفت بنا بعيداً
مواقف عديدة تتقاذفنا كالأمواج والرياح
التي تهزم السفينة وربّانها في بعض الأحيان
وكالسفينة التي يقودها ذلك الرّبان بحكمة وصبر
مستخدماً كافة قواه الكامنة منها
والظاهرة في توجيه دفتها بالاتجاه السليم
مهما كانت الرياح عاتية
والأمواج عالية وشديدة
وتيرة الحياة اليومية باتت متسارعة
ويبدو أن الوقت قد هزم العديد من حولنا
في هذا الزمن اختلطت المفاهيم
وتعاظمت النزعات الفردية
وبات الجو مشحوناً بالخيبات المتتالية
فبعد أن يمضي الواحد منا وقتاً طويلاً مع صديق أو زميل وربما قريب
يكتشف انه لا يستحق الثقة والدعم اللذين قدمهما له
وأن ذلك الشخص كان يسعى بشكل خفي لتحقيق غاياته فقط
وأن المصلحة الفردية هي التي كانت تحكم وتدير تلك العلاقة
التي كان الطرف الآخر ينظر إليها بشكل ايجابي
فهي علاقة إنسانية جميلة وضرورية في حياتنا اليومية
يبدو في هذه الأيام
ان كلمات الحب والاطراء قد غابت
وان لغة الأرقام التي لا ترحم باتت مسيطرة
نعم ليس عند الجميع
ولكن هذا هو الشائع
انه الحديث الذي يبدأ في الصباح
وقد لا ينتهي حتى أثناء النوم
حيث الأحلام لم تعد وردية بل مادية
جرد سنوي
مع نهاية كل عام تقوم الشركات بعمليات جرد حساب
وتقييم لأدائها
وتضع خطة جديدة وميزانية للعام الجديد
ومثل هذا الجرد يعد ضرورياً حتى على مستوى حياتنا العائلية
والاجتماعية
وفي العمل أيضاً
كل واحد منا بحاجة لأن يفكر ملّياً بعلاقاته
وأهدافه
وخطته السنوية
والاستفادة من تداعي شريط الذكريات
وتقييم التجارب التي مرّ بها
بغض النظر عمّا إذا كانت ناجحة أم فاشلة
فالمهم أولاً وآخراً الاستفادة منها كدرس له قيمة في هذه الحياة
ولنتذكر بأن التجارب لا تفضي إلى أخطاء
بل إلى دروس مستفادة
وعلينا ألاً نلوم أنفسنا على الأخطاء التي نرتكبها عن غير قصد
وألا نغوص في مستنقع اللوم
بل علينا تحليل الظروف التي أدت لارتكاب مثل هذه الأخطاء
وينبغي عدم النظر إلى الماضي وما حدث فيه على أنه أخطاء
كي لا نكرس الإحساس بالذنب الذي إن تمكن منا
لا يدعنا نتقدم خطوة نحو الأمام
مع بدء العام الجديد لابد من أن نمنح أنفسنا الوقت الكافي للاصغاء
للمحاسبة الذاتية
ولتقييم ذاتي لكل مفاصل الحياة اليومية
في كل من البيت والعمل والشارع
ولكي يكون هذا العام مفعماً بالنجاحات
لا بد أن نضع نصب أعيننا المقولات التالية:
الرضا بالقدر ينعش الروح
الرضا نعمة لا يقدّر قيمتها إلا من يتمتع بها
الرضا يعني تحقيق الانسجام التام والتصالح مع الذات
وهذا ما يحقق غاية السعادة
مفهوم الأمان ينبع من داخلنا
ومن يتملك الأمان داخله تشع عيناه بالفرح
وينبض قلبه بالمحبة
أخيراً ..
ينبغي أن نتحرر من إصدار الأحكام القاسية على أنفسنا
وأن نعتمد التخطيط والتنظيم
لكونهما أساس النجاح في حياتنا
علينا أن نفتح قلوبنا للمحبة
وأن نصفح عن تصرفات الآخرين المقصودة منها وغير المقصودة
علينا أن نتعلم الكثير من تجاربنا وتجارب الآخرين
ولنتذكر أن الوصول إلى قمة الجبل ليس نهاية المطاف بل بدايته
المفضلات