الجهاد ومعناه بالعربية بذل الجهد والعزم لبلوغ هدف محدد والتعبير الكامل هو الجهاد في سبيل الله وقد درجت العادة في الأدبيات الأوربية بمختلف لغاتها على ترجمة الجهاد باستعمال اصطلاح الحرب المقدسة وذلك في محاولةٍ لاستيفاءً المعنى . والجهاد ليسj مدفوعة بالحقد وغايتها الإبادة ولكن وبحسب النص القرآني هدف الجهاد المحدد هو نشر الإسلام أو الدفاع عنه.
هناك عدة نصوص في القرآن يجب الاستشهاد بها حول هذه القضية : كتلك التي تدعو لنشر الإسلام، وتلك التي تأمر بالقتال للتصدي لأي هجوم موجه ضد الإسلام ، وتلك التي تأمر بالحرب ولكن ليس ضمن فترة الأشهر الحرام الأربعة ، وتلك التي تأمر بالقتال في كل وقت . يجب أن تُأخذ بالحسبان قواعد الإلغاء (النسخ) أو الإبطال والتي تختلف هنا وهناك بحسب المدرسة الفقهية.
تطور الجهاد على مدى الأجيال بالنسبة للفكر الفقهي
وبدأ الجهاد هو ما ذهب إليه الفكر الفقهي في ظهور الإسلام - فقالوا إن الجهاد فرض كفاية على كل مسلم حر و بالغ وعلى المسلمين مواصلة الجهاد إلى أن يدخل الناس كافة في حكم الإسلام ويكون الدين كله لله البقرة 193 إن شرط الجهاد يتم أداؤه إذا قام الإمام بغزوة مرة كل عام.والبعض يقول يكفي لتوفر شرط الجهاد أن يهيئ الإمام جيش الإسلام لقتال أعداء الإسلام.ومن الضروري إعلام العدو بأن جيش الإسلام يقصد قتالهم. معلوم أن الديانة الإسلامية ديانة عالمية موجهة لجميع الناس، ونشر هذه الديانة في كل مكان هو واجب الجماعات الإسلامية، حتى تُعرف في جميع أنحاء العالم حقوق الله وحقوق البشر وذلك كما يحددها القرآن ، يجب أن توجه الدعوة للأمم التي تجهل الإسلام أو التي ترفضه ، وفي حال رفضها الإصغاء لتلك الدعوة يحق حينها للمسلمين إذا اجتمعت كلمتهم أن يجاهدوا تلك الأمة وأن يوجهوا لها نصال سيوفهم . تخضع قوانين الجهاد على مر العصور لقواعد دقيقة وعاددلة، مثل عدم أذية غير المقاتلين من نساء وأطفال ورهبان بل يجب احترامهم طالما أنهم لم يتورطوا بالتحريض على قتال المسلمين. أما المنتمين للديانات التوحيدية كالمسيحيين واليهود والصابئة والمجوس فيحق لهم الاهتداء للإسلام أو أن يحفظوا إيمانهم ومعتقداتهم ومؤسساتهم الدينية بشرط أساسي وهو دفع الجزية، فيصبحوا عندها (ذميين) أي تقع مسؤولية حمايتهم في ذمة الدولة الإسلامية ، أما غير المؤمنين بالله فلهم خياران أيضا إما الدخول في الإسلام أو الانسياق للعبودية وفي كل الأحوال لم يكن هذا يطبق بشكل واسع في الإسلام على مر الأزمنة واختلاف الأماكن.
أنواع الجهاد
والجهاد نوعان:
جهاد الطلب (طلب الكفار في بلادهم): بحيث يكون الكفار في حالة لا يحشدون لقتال المسلمين، فالقتال فرض كفاية وأقل فرص الكفاية سد الثغور بالمؤمنين لإرهاب أعداء الله، وإرسال جيش في السنة على الأقل، فعلى الإمام أن يبعث سرية إلى دار الحرب كل سنة مرة أو مرتين، وعلى الرعية إعانته، فإن لم يبعث كان الإثم عليه، قال الأصوليون: (الجهاد دعوة قهرية فتجب إقامته بقدر الإمكان حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم-اي لا يؤذي المسلمين حتى ولو لم يكن مسلم-)
جهاد الدفع (دفع الكفار من بلادنا): وهذا يكون فرض عين بل أهم فروض الأعيان، ويتعين في حالة : دخول الكفار بلدة من بلاد المسلمين: ففي هذه الحالة اتفق السلف والخلف وفقهاء المذاهب الأربعة والمحدثون والمفسرون في جميع العصور الإسلامية إطلاقا أن الجهاد في هذه الحالة يصبح فرض عين على أهل هذه البلدة - التي هاجمها الكفار- وعلى من قرب منهم، بحيث يخرج الولد دون إذن والده، والزوجة دون إذن زوجها، والمدين دون إذن دائنه، فإن لم يكف أهل تلك البلدة أو قصروا أو تكاسلوا أو قعدوا يتوسع فرض العين على شكل دوائر الأقرب فالأقرب
الجهاد والقتال في السياسة الشرعيةلمعرفة الجهاد حقا يجب الرجوع لكتب الفقه وبخاصة الكتب المتخصصة مثل كتاب الجهاد والقتال في السياسة الشرعية المؤلف محمد خير هيكل رسالة دكتوراة عن الجهاد في صدر الإسلام والفقه الإسلامي والعصر الحديث، في حوالي 2000 صفحة
نداء الجهاد في الاسلاميا خيل الله اركبي وفي سبيل لله غبري
المفضلات