هل يخلف جمال مبارك والده الرئيس؟
"التوريث" يهيمن على الشارع السياسي المصري
عاد الحديث في الشارع السياسي المصري من جديد عن سيناريو التوريث وتسلم جمال مبارك منصب والده قريبا، وذلك على وقع اجتماعات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي أنهى أعماله مؤخرا.
وأكد خبراء سياسيون وإستراتيجيون مصريون تحدثت إليهم "الحقيقة الدولية" أن سيناريو التوريث وتبادل المقاعد لا يمكن حدوثه بالطريقة التي يتحدث عنها السياسيون، ولكن يجب ان تسبقه عدة خطوات مهمة حتى يصبح استكمال صعوده شيئا مقبولا لدى الشارع المصري والمواطن الذي أصبح على دراية كاملة بما يجري من حوله في الدوائر السياسية.
ورأى عضو المكتب السياسي في حزب التجمع المصري أبو العز الحريري، أن عملية التصعيد والظهور الإعلامي التي تحدث لجمال مبارك منذ عام 2000، ما هي إلا خطوات تمت دراستها مسبقا لإعداده لتولي مقاليد الحكم في مصر، وهو أمر أوضحته أيضا التصريحات السياسية والأنشطة التي يقوم بها جمال، والتي لا تتوافق مع كونه أمين لجنة سياسات في الحزب الوطني، لكنها فيما يبدو من ظاهرها أنها تتم لإحداث حالة اكبر من التقارب والحصول على الموافقة من رجل الشارع العادي.
ولفت إلى أن الأحزاب السياسية المصرية تساهم بقدر كبير في وضع "جمال مبارك" كبديل أفضل للرئاسة، خاصة أن غالبية تلك القوى انشغلت بالخلافات والانشقاقات الداخلية وتجاهلت الدور الحقيقي المنوط بها والمتعلق بكونها تعرض نفسها كبديل حقيقي وأفضل عن الحزب الوطني.
صناعة حزبية
وتوقع الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور نبيل عبد الفتاح، أن يشهد الشارع السياسي المصري خلال الفترة القادمة الكثير من المفاجآت تنهي هذا الجدل الدائر حاليا حول جمال مبارك.
وأضاف عبد الفتاح، أن سيناريو التوريث من صناعة بعض القوى السياسية المعارضة، رغم وجود تفكير في داخل الحزب الوطني بهذا الاتجاه.
ولم يستبعد الأمين العام الأسبق لحزب التجمع حسين عبد الرازق، وصول جمال مبارك للمنصب الرئاسي، ووصف الأمر بأنه "منطقي" مؤكدا ان استكمال هذا السيناريو ظهر بوضوح خلال المؤتمر الخامس للحزب الوطني.
وأضاف أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستساهم بشكل كبير في تأكيد نية الحزب الوطني لتنفيذ بقية السيناريو الموضوع.
وأكد عضو مجلس الشعب المصري الأسبق جمال اسعد، أن كل الظواهر الإعلامية والدعاية السياسية التي تجري لجمال مبارك جعلت الحزب الوطني بكل أعضائه وقوى سياسية أخرى تبدي تفاؤلها بوجود جمال مبارك.
شائعات إعلامية
ونفت عضو مجلس الشورى المصري الدكتورة ثروت باسيلي، وجود تصعيد سياسي لجمال مبارك داخل الحزب ومن ثم انتقال السلطة له واصفة كل ذلك بالشائعات الإعلامية التي لا صلة لها بالحقيقة.
وبين رئيس حزب الوفاق القومي رفعت العجرودي، أن ما يحدث حاليا داخل الحزب الوطني ليس وليد اللحظة، إنما منذ تولي الرئيس مبارك للحكم فهو مخطط له ومعد للتنفيذ، كما ان الجميع يعلم الدور الذي يلعبه الإعلام في توجيه الرأي العام.
وأضاف لن يستطيع المواطن الهروب من دعاية الحزب وترويجها لجمال مبارك فان لم يشاهدها يسمعها أو يقرأها وكل ذلك من أجل زيادة أسهم جمال مبارك للمستقبل "كمرشح" لرئاسة الجمهورية.
ويؤكد الناشط السياسي احمد بهاء الدين شعبان، أن سيناريو التوريث مستمر ولن يحدث أي تغيير عليه، فمساره واضح ولا احد سيقدر على إيقافه.
ويعلق شعبان على المؤتمر الخامس للحزب الوطني بان كل ما قيل في اجتماعاته يحمل هدفا واحدا وهو تجميل صورة الحزب الوطني.
من جانبه قال رئيس الحزب الجمهوري الحر الدكتور حسام عبد الرحمن، لا نستطيع القول ان هناك تصعيدا سياسيا لجمال مبارك لان هذا الموقع حساس وخطير كما ان الشعب له إرادة ورأي يختلف عن الجميع وهو واع بما يحدث حوله.
ويضيف ان الوضع لم يكن ملحوظا من قبل وذلك لان جمال لم يكن نشيطا، والآن أصبح عضوا نشطا وهذا واجب عليه مما أثار الاستنتاجات انه الرئيس المقبل.
المصدر : الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة -
المفضلات