*** كلُّ مواطنٍ خفير ..... !!! ***
يبدو أن التأكيد على هذا العنوان ، وبخاصة في هذه الأيام بالذات أكثر من ضروري ، فالإستهداف الأمني للأردن لم يتوقف بل وهو تزايد في الآونة الأخيرة وهذا يفرض على الأردنيين ألا يكتفوا بوضع الأجهزة الأمنية وفي طليعتها المخابرات العامة في حدقات العيون والإعتزاز بها بل وفوق هذا ان يتذكر كل مواطن أردني ان هذا الإستقرار الذي ينعم به هذا الوطن يفرض عليه ان يكون خفيراً على مدى الساعة وأن يفتح عيونه جيداً وأن يكون نومه كنوم الذئب بعين مغمضةٍ وأخرى مستيقظة .
ليس كل ما يعرف يقال .. وستأتي اللحظة التي سيعلم فيها الأردنيون ان الساهرين على أمنهم وأمن وطنهم قد قطعوا الطريق وأكثر من مرة في الآونة الأخيرة القريبة على عصابات القتل والإرهاب وجنبوا هذا الوطن من التعرض لخضة أمنية جرى الترتيب لها في دوائر الحاقدين الذين لا يضمرون إلا السوء لبلد بقي في طليعة الذائدين عن قضايا الأمة العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية المقدسة .
إن هذا الشعار كل مواطن خفير كان قد أطلقه في خمسينات القرن الماضي الوطني اللبناني والقومي العروبي محمد أمين دوغان رئيس حزب النجادة وكان لبنان في تلك الفترة يشبه قصلةٍ في مهب الرياح وكانت الفتنة التي إنفجرت في هيئة حرب أهلية قذرة مدمرة في العام 1958 تطل عليه من كل نوافذه ومن كل أبوابه وتحيط به من كل الإتجاهات .
لا يوجد في هذه المنطقة كلها بلد أكثر إستقراراً من هذا البلد ، المملكة الأردنية الهاشمية ، والسبب هو وجود شعب من الصعب إختراقه ووجود قيادة تقف من كل أبناء شعبها على المسافة نفسها وهو ان الأردن يتميز بالسماحة والتسامح وأن الأردنيين قد يختلفون على أشياء كثيرة لكنهم يتفقون كلهم على ان الإستقرار هو رأسمال بلدهم وأن أمنه هو أمن كل عائلة وكل طفل وكل مدرسة وكل جامعة وكل مخيم وكل قرية وكل مصنع ومعمل وكل مرفق سياحي .
هناك الآن ، بالإضافة الى الزلازل المالية والإقتصادية التي تضرب العالم وتصل إرتداداتها الى هذه المنطقة ، زلازل أمنية تحيط بالأردن من كل جانب وهناك حاقدون ومتآمرون يتربصون ببلدنا من خلف الحدود ومحاولات هؤلاء لزعزعة أمن هذا البلد وإستقراره لم تتوقف وهذا يفرض على كل مواطن ان يكون خفيراً وأن يضع جهده كله الى جانب الجهود الجبارة التي تقوم بها المخابرات العامة والأجهزة الأمنية ويقوم بها الجيش العربي حارس الحدود الذي لا يعرف التراخي ولا التثاؤب .
إن إستقرار هذا البلد متجذر وراسخ وأن أمنه مستتب وأن تماسك شعبه هو الجدار الصلب الذي ترتطم به كل الرياح الصفراء التي تهب من الخارج وكل السموم التي يحاول تسريبها إليه الحاقدون الذين إمتهنوا الإرهاب وإراقة الدماء وهذا يقتضي ان يتحول فعلاً كل مواطن الى خفير وأن يلتف الجميع حول هذه القلعة لتبقى عصية على المؤامرات والمتآمرين الذين لم تتوقف مؤامراتهم عن إستهداف الأردن ولو للحظة واحدة .
لينظر الأردنيون الى ما يجري حولهم بعيون مفتوحة وليأخذوا العبر والدروس المستفادة من الأوطان التي أُبتليت بأنظمة لم تعرف التسامح وجعلت المشانق وميادين الإعدامات والزنازين والسجون وكمَّ الأفواه هي التي تحكم العلاقات بينها وبين شعوبها .. وليتأكد الأردنيون ان هذا الإستقرار الذي يعيشه بلدهم أهم من النفط ومن كل ما يجود به باطن الأرض من ريع وفير .. ليتأكد الأردنيون ان هذا الأمن الذي ينعمون به هو أهم رأسمال ولذلك فإنه على كل مواطن ان يكون خفيراً وأنه على الأردنيين كلهم ان يضعوا جيشهم ومخابراتهم وأجهزتهم الأمنية في حدقات العيون .
جريدة الراي
صالح القلاب
المفضلات