الطفل ''محمد'' دهسه متهور وأبقاه غارقا بدمائه حتى الموت في إربد
احمد تميمي - سبعة أيام مضت على وفاة الطفل محمد علي منصور غرابلي 3 أعوام، من دون معرفة السائق الذي دهسه ولاذ بالفرار في حي التركمان في إربد. الحادثة التي مازالت شرطة اربد تحقق في ملابساتها، وقعت عندما كان الطفل محمد يلعب بالقرب من منزله، وفق والده علي منصور غرابلي، والذي أشار إلى أن "امرأة شاهدت سيارة لونها اسود وبوسطها لون ازرق تحمل لوحة عربية كان صاحبها يبحث عن منزل للإيجار في الحي وتسير بسرعة جنونية".
ويضيف غرابلي أن "السائق الذي دهس ابنه محمد لاذ بالفرار تاركا ابنه غارقا بدمائه في الشارع، إلى أن فارق الحياة، بحسب طبيب الطوارئ في مستشفى الاميرة بسمة، الذي اشار الى ان الطفل وصل المستشفى متوفى.
وكان سكان الحي اضطروا بعد اكتشاف حالة الدهس الى الاستعانة بأحد سيارات التاكسي لنقل محمد إلى المستشفى. وحسب تقرير الطب الشرعي فان "الطفل محمد أصيب بنزيف حاد وكسر في الجمجمة أدى إلى مفارقته الحياة على الفور".
واعتبر غرابلي أن "السائق الذي ارتكب الحادثة مجرم بحق الإنسانية، جراء تركه الطفل ينزف في الشارع دون أن يقوم باسعافة إلى المستشفى". وأشار إلى أن "منزله يقع في شارع ضيق في حي التركمان وبالتالي فإن الشارع لا يحتمل السير فيه بسرعة كبيرة"، مطالبا الجهات الأمنية "تكثيف جهودها لكشف هوية السائق الذي دهس ابنه وتحويله للقضاء".
وتواصل شرطة اربد التحقيق بالحادثة من خلال قيامها بالتقاط صور لسيارات تحمل لوحات عربية يشتبه بارتكابها الحادثة ومطابقتها للمواصفات التي أدلت بها امرأة في الحي عن مواصفات السيارة التي شاهدتها.
أما والدة الطفل محمد، فتقول ان "ابنها خرج كالمعتاد من اجل أن يلعب أمام المنزل الساعة الـ 10 صباحا، فيما كنت أقوم بأعمال المنزل، لتتفاجأ أن جيرانها اخبروها أن ابنها تعرض لحادث دهس وانه - محمد - مرمي في الشارع والدم ينزف منه".
وتضيف الوالده التي تعيل 3 أبناء أن "الفترة الزمنية الذي خرج فيها ابنها وخبر دهسه لم تتجاوز الـ 5 دقائق"، موضحة أن "ابنها اختفى من أمام عيونها كلمح البصر"، محملة "مسؤولية وفاة ابنها للسائق الذي لم يقم باسعافه" وتركه وعلى حد تعبيرها "غرقان بدمه".
وتوضح أنها "لم تتمكن من رؤيته فقد غطى الدم وجهه وجسده المهشم نتيجة الإصابة"، متسائلة "أي استهتار هذا".
وإزاء هذه الحوادث، بادر العديد من ذوي ضحايا حوادث السير إلى تأسيس جمعيات توعية تعنى بالسلامة المرورية على الطرقات كان آخرها "مبادرة حكمت قدورة" للسلامة المرورية والتي جاءت بعدما تعرض الفتى حكمت قدورة لحادث دهس قبل عام من قبل سائق سيارة دهسه ولاذ بالفرار.
وترتكز مبادرة "حكمت السلامة المرورية" الى مبدأ (الفعل وليس القول) وقد تمكنت من إيصال رسالتها هذه وترجمتها على أرض الواقع من خلال تحسين مستوى السلامة المرورية في مواقع 39 مدرسة في مختلف أنحاء المملكة بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى ودائرة السير، بالإضافة إلى مشاركة البلديات ومديريات الأشغال العامة والإسكان.
وتنص المادة 26 من قانون السير لسنة 2008 أنه إذا تسبب السائق بوفاة إنسان أو إحداث عاهة دائمة له يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات أو بغرامة من (1000) دينار إلى (2000) دينار أو بكلتا هاتين العقوبتين وعلى المحكمة وقف العمل برخصة القيادة مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على سنتين.
يشار إلى أن حادثا مروريا يقع خلال كل 7 دقائق ونصف في المملكة، وفي كل 11 ساعة يقضي فرد واحد نتيجة الحوادث فقد قضى 7431 في الأردن بسبب حوادث السير خلال عشر سنوات ماضية (1997- 2006).
وقدرت الخسائر المادية جراء ارتكابها بنحو بليون و700 مليون دينار، ما يجعل من حوادث السير عدوا حقيقيا للتنمية المستدامة. وشهد شهر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي انخفاضا ملموسا في عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير مقارنة بذات الشهر من العام الماضي بنسبة بلغت 5ر60%، بحسب الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب.
وقال إن "نسبة الحوادث نفسها انخفضت ذات الشهر بمعدل1ر18% فيما بلغت نسبة الإصابات من تلك الحوادث 5ر31%، مبينا أن "عدد الحوادث خلال شهر تشرين الأول (اكتوبر) من العام الماضي بلغ 10653 حادثا نتج عنها 1838 إصابة و 124 وفاة، فيما بلغ عدد الحوادث خلال ذات الشهر من العام الحالي 8727 نتج عنها 1252 إصابة و49 وفاة. / الغد /
رد مع اقتباس
المفضلات