معنى الطاغوت
نص السؤال ما معنى الطاغوت؟ وهل كل طاغوت كافر؟
نص الإجابة الطاغوت في اللغة مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ومجاوزة الحق إلى الباطل ومجاوزة الإيمان إلى الكفر وما أشبه ذلك والطواغيت كثيرون وكل طاغوت فهو كافر بلا شك والطواغيت كثيرون ولكن رءوسهم خمسة كما ذكر ذلك العلامة ابن القيم وغيره الأول إبليس - لعنة الله - فإنه رأس الطواغيت وهو الذي يدعو إلى الضلال والكفر والإلحاد ويدعو إلى النار فهو رأس الطواغيت والثاني من عبد من دون الله وهو راضٍ بذلك فإن من رضي أن يعبده الناس من دون الله فإنه يكون طاغوتًا كما قال تعالى ( وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ) [المائدة : 60] فالذي يعبد من دون الله وهو راضٍ بذلك طاغوت أما إذا لم يرض بذلك فليس كذلك والثالث من ادعى شيئًا من علم الغيب فمن ادعى أنه يعلم الغيب فهو طاغوت؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) [النمل : 65] والذي يدعي أنه يعلم الغيب يجعل نفسه شريكًا لله عز وجل في علم الغيب فهو طاغوت والرابع من دعا الناس إلى عبادة نفسه وهذا كما يفعل بعض أصحاب الطرق الصوفية والمخرفين الذين يسيطرون على عباد الله ويجعلون لأنفسهم مقام الألوهية في أنهم ينفعون ويضرون وأنهم إلى آخره ويستغل العباد ويترأس عليهم بالباطل والخامس من حكم بغير ما أنزل الله عز وجل؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ) [النساء : 60] فالذي يحكم بغير ما أنزل الله فهو يرى أن حكمه بغير ما أنزل الله أصلح للناس وأنفع للناس أو أنه مساوٍ لما أنزل الله وأنه مخير بين أن يحكم بما أنزل الله أو يحكم بغيره أو أن الحكم بغير ما أنزل الله جائز فهذا يعتبر طاغوتًا وهو كافر بالله عز وجل هذه رءوس الطواغيت
عنوان الفتوى كيفية معاملة تارك الصلاة
نص السؤال لي بعض الأقارب لا يصلون تهاونًا وكسلا ، وقد نصحتهم كثيرًا ولكن دون جدوى ، فهل أستمر في مواصلتهم والإحسان إليهم على أمل التأثير عليهم أم أقاطعهم وأعاملهم على أنهم كفار ، وما الحكم فيمن يصوم رمضان وهو لا يصلي ؟ وهل الأفضل أن يصوم وهو لا يصلي أو يترك الصيام ما دام لا يصلي؟
نص الإجابة لا شك أن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي عمود الإسلام ، وأمرها في الإسلام أمر مهم ومكانتها عظيمة وقد أكد الله سبحانه وتعالى في شأنها في آيات كثيرة في كتابه الكريم ، أمر بإقامتها وأثنى على الذين يقيمونها ويحافظون عليها ، ووعدهم بجزيل الثواب وتوعد الذين يتساهلون في شأنها أو يتركونها ولا يقيمونها بأشد الوعيد ، مما يؤكد على المسلم أن يهتم بشأن الصلاة وأن يحافظ عليها ويداوم عليها ، وأن ينكر على من يتخلف عنها أو يتساهل فيها أشد النكير ، وأن يكون اهتمام المسلمين بوجه عام بالصلاة اهتمامًا بالغًا ، يتواصون بإقامتها ، ويتناصحون في شأنها ، ويأخذون على يد من يتهاون بها أو يتخلف عنها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والسلف الأول من صدر هذه الأمة ، أما من يترك الصلاة متعمدًا فإنه إن كان مع تركه لها جاحدًا لوجوبها ويرى أنها غير واجبة وأنها ليست بشيء فهذا كافر بإجماع المسلمين ليس له في الإسلام نصيب ، وإن كان يقر بوجوبها ويعترف بركنيتها ومكانتها في الإسلام ولكنه تركها تهاونًا وتكاسلاً فإنه يكون كافرًا أيضًا على أصح قولي العلماء ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في الكفار: ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) [التوبة : 5] ، ويقول في الآية الأخرى: ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) [التوبة : 9] ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر » [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه] ، وقال عليه الصلاة والسلام: « بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة » [رواه مسلم في "صحيحه" من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بنحوه] ، والأحاديث في هذا كثيرة جدًّا ، وما ذكرت أيها السائل من أن لك أقارب يتركون الصلاة وأنك تناصحهم فهل تستمر على ذلك وتواصلهم رجاء التأثير عليهم؟ نعم ، يجب عليك أن تناصحهم ، وأن تنكر عليهم ، وأن تواصل ذلك معهم لعل الله أن يهديهم على يدك ، وأن تكون سببًا في إنقاذهم من الكفر ومن النار ، أما إذا كانوا لا تجدي فيهم النصيحة ، ولا ينفع فيهم الوعظ والتذكير فإنه يجب عليك أن ترفع بشأنهم لولاة الأمور وأهل الحسبة ليأخذوا على أيديهم ، ولا يجوز تركهم على حالهم أبدًا إذا كان المسلم يستطيع أن ينكر عليهم ، وأن يقوم عليهم ويناصحهم ويرفع بشأنهم لولاة الأمر ، فإن لم يكن هناك من يلزمهم بالصلاة فاعتزلهم ، وابتعد عنهم ، وأبغضهم في الله ، أما الصيام مع ترك الصلاة فإنه لا يجدي ، ولا ينفع ، ولا يصح مع ترك الصلاة ، ولو عمل الإنسان مهما عمل من الأعمال الأخرى من الطاعات فإنه لا يجديه ذلك ما دام أنه لا يصلي ؛ لأن الذي لا يصلي كافر ، والكافر لا يقبل منه عمل ، فلا فائدة من الصيام مع ترك الصلاة ، والواجب عليهم أن يقيموا الصلاة ، ويقيموا أركان الإسلام كلها ؛ لأن الإسلام بني على خمسة أركان لا بد من إقامتها ، ومن آكدها بعد الشهادتين الصلاة ، وهي عمود الإسلام ، فمن ترك الصلاة فإنه لا يصح منه عمل من الأعمال الأخرى ، والله أعلم .
ضلال الطرق الصوفية
نص السؤال ما هي المذاهب والطرائق المنحرفة عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل هناك طرائق صوفية على الطريقة الإسلامية الصحيحة؟
نص الإجابة الطرائق المنحرفة كثيرة لا يمكن حصرها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين
وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة » [رواه الترمذي في "سننه" من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما] وهذا عدد كثير والموجود الآن من تشعب الفرق كثير ولكن الثلاث والسبعين فرقة أصولها كما قال أهل العلم وليس هناك فرقة ناجية إلا فرقة واحدة وهي ما كانت على مثل ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم الذي أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنهم بقوله: « لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك » [رواه مسلم في "صحيحه" من حديث ثوبان رضي الله عنه] ففرقة واحدة هي الناجية وهم أهل السنة والجماعة الذين بقوا وثبتوا على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يبدلوا ولم يغيروا، هؤلاء هم الفرقة الناجية وما عداهم فهم ضالون وكما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كلها في النار والطرق الصوفية طرق ضالة ومنحرفة خصوصًا في وقتنا الحاضر؛ لأنها مخالفة لما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فهي داخلة في الفرق الضالة بل ربما يصل ضلالهم إلى الكفر فمنهم أهل وحدة الوجود وهم أكفر أهل الأرض وهم من فروع الصوفية أو من أكابرهم وكذلك منهم الحلولية ومنهم الآن السادة الذين يعبدون من دون الله ويتقرب إليهم مريدوهم بأنواع القربات من دون الله عز وجل إذا كانوا أمواتًا إلى أضرحتهم وقبورهم يريدون منهم المدد والشفاعة وغير ذلك وإن كانوا أحياءً فإنهم ينقادون لأوامرهم لتحريم الحلال وتحليل الحرام وغير ذلك، ولا نعلم الآن أن هناك فرقة صوفية معتدلة بل كل الفرق الصوفية منحرفة وانحرافها يتفاوت؛ منه ما هو كفر ومنه ما هو دون ذلك وعلى كل حال الصوفية وغيرهم كل من خالف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وخالف سنته فإنه ضال ومنحرف وواقع تحت هذا الوعيد الشديد.
حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر
نص السؤال ما حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر مع ذكر الدليل؟
نص الإجابة الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (1/36، 37، 38) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو جزء من الحديث] . وقال صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، ولا تعجزنَّ، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا؛ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل. فإن (لو) تفتح عمل الشيطان" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (4/2052) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو جزء من حديث طرفه: " المؤمن القوي خيرٌ...".". والله جل وعلا يقول: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } [القمر: 49] . فالإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، ومن لم يؤمن بالقضاء والقدر فإنه يكون قد ترك أحد أركان الإيمان الستة فلا بد من الإيمان بالقضاء والقدر. وليس معنى هذا أننا نقول: العبد مجبر! ونلغي الأعمال والأسباب ، كما تقول الجبريَّةُ، لكننا نؤمن بالقدر، ونعمل بالأسباب؛ لأن الله أمرنا باتخاذ الأسباب وبالعمل وبتجنُّب الأشياء المضرَّة؛ فالذي أخبرنا أن كل شيء بقضائه وقدره؛ أمرنا بالأعمال، وأمرنا بفعل الأسباب، والأعمال والأسباب من قضاء الله وقدره؛ فالقضاء والقدر يعالَجُ بالقضاء والقدر، ولهذا لمَّا سافر عمر بن الخطاب إلى الشام، وبلغه وقوع الوباء فيه، وعزم على الرجوع؛ قال له بعض أصحابه: أتفرُّ من قدر الله يا أمير المؤمنين؟! قال: نعم؛ نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله [انظر: "صحيح البخاري" (7/20-21) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه] . والمؤمن لا يزال في قدر الله عز وجل؛ فهل يعمل ويكتسب ويتسبَّب، وكل هذا من قدر الله عز وجل، أمَّا أن نقول: إن العبد مجبَرٌ، وإن كان مقدَّرٌ له شيء سوف يحصل، وإلا لم يحصل له! ونترك الأسباب! هذا هو قول الجبريّة الضَّالّة.
عنوان الفتوى الحكمة في أن السؤال بوجه الله لا يكون إلا للجنة
نص السؤال ما الحكمة في أن السؤال بوجه الله لا يكون إلا للجنة ؟ وهل من سأل بوجه الله غير الجنة في أمور الدنيا يعتبر عاصيًا مذنبًا ؟
نص الإجابة روى أبو داود عن جابر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يُسْألُ بِوَجْهِ الله إلا الجَنَّة » [رواه أبو داود في "سننه" (231) من حديث جابر رضي الله عنه] . والحديث فيه مقال، وهو نهي أو نفي عن سؤال شيء بوجه الله إلا الجنة؛ تعظيمًا لوجه الله، واحترامًا أن تسأل به الأشياء الحقيرة من مطالب الدنيا. قال بعض العلماء: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة التي هي غاية المطالب، أو ما هو وسيلة إلى الجنة؛ كما في الحديث الصحيح: « اللَّهمَّ ! إنِّي أسْأَلُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إليها مِنْ قَوْلٍ أو عَمَلٍ » [رواه الحاكم في "المستدرك" (1/521، 522) من حديث عائشة رضي الله عنها، وهو جزء من الحديث] . ولا ريب أن الحديث يدل على المنع من أن يسأل بوجه الله حوائج الدنيا؛ إعظامًا لوجه الله وإجلالا له؛ فمن سأل بوجه الله أمرًا من أمور الدنيا؛ كان عاصيًا مخالفًا لهذا النهي، وهذا يدل على نقصان توحيده وعدم تعظيمه لوجه الله تعالى.
إمامة المبتدع
نص السؤال يوجد في قريتنا جامع ليس له إمام بل يؤم الجماعة كل من تتوفر فيه شروط الإمامة والجماعة الذين يصلون في هذا الجامع أكثرهم من أهل البدع والضلالات - والعياذ بالله - ويميلون إلى الدروشة والصوفية وعندما نقدم لهم النصيحة ونناقشهم بالكتاب والسنة النبوية لا يقبلون بذلك بل كل واحد منهم على مذهب وعندما يسألوني أنت على أي مذهب؟ أقول لهم إني على كتاب الله وسنة رسوله وما صح من الأحاديث فهو مذهبي وآتي لهم بالأدلة من الكتاب والسنة فلا يقبلون ويقولون إنك لا بد لك أن تتبع مذهبًا معينًا والذي ليس على مذهب معين فإن عمله باطل غير صحيح وإذا طال النقاش معهم تكثر الخلافات والمشاكل بدون فائدة فهل يجوز السكوت عن ذلك وتركهم في أهوائهم وفي غيِّهم؟ وهل يجوز ترك الصلاة معهم في المسجد مع العلم أني أسمع الأذان ولا أصبر على ذلك؟ وإذا ذهبت إلى الجامع يقدموني للإمامة وإذا صليت بهم يشركوني في بدعهم فماذا أعمل كي أتخلص من ذلك؟
نص الإجابة هذا السؤال يتكون من عدة نقاط- النقطة الأولى سؤال عن إمامة المبتدع؟ المبتدع بدعة يكفر بها أو يفسق بها لا تصح إمامته إذا كانت بدعته مكفرة أو مفسقة لا تصح إمامته فإذا كان هؤلاء يزاولون بدعًا في الدين تؤول بهم إلى الكفر كالاعتقاد في الأولياء والصالحين أنهم ينفعون أو يضرون أو ما عليه غالب الصوفية المتطرفة من الاعتقاد في مشايخهم وأصحاب الطرق الذين يشرعون لهم من الأذكار والدين ما لم يأذن به الله ويأتون بأذكار قد تشتمل على الشرك ودعاء الأموات ودعاء المخلوقين من دون الله فمثل هؤلاء لا تصح إمامتهم ولا تجوز الصلاة خلفهم أما ما ذكرت من أنك تناصحهم وأنهم لا يقبلون فالواجب عليك بذل النصيحة والبيان وأما القبول والهداية فهذا بيد الله سبحانه وتعالى أما أنت فما عليك إلا البيان والنصيحة والتكرار على هذا؛ لأن هذا من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ومن إنكار المنكر وأما ما ذكرت من التمذهب بمذهب معين فهذا فيه تفصيل إذا كان الإنسان عنده المقدرة على معرفة الحق ومعرفة الحكم بدليله فهذا لا يتمذهب بمذهب معين إنما يرجع إلى الكتاب والسنة ولكن هذا في الحقيقة منصب المجتهدين والغالب على أهل هذا الزمن أنهم لا يبلغون هذه المرتبة أما من كان دون ذلك بأن كان لا يستطيع معرفة الحكم بدليله من الكتاب والسنة فإنه يقلد أحد المذاهب الأربعة السنية ويأخذ به ما لم يظهر له من بعض أقوالهم مخالفة الدليل فإذا ظهر له قول مخالف للدليل فإنه يتركه ويأخذ بالقول الموافق للدليل من المذهب أو من غيره والتمذهب بمذهب من المذاهب الأربعة ليس ممنوعًا مطلقًا وليس جائزًا مطلقًا إنما يجوز عند الحاجة بشرط ألا يأخذ بالأقوال المخالفة للدليل من ذلك المذهب وإنما يأخذ ما لا يخالف الدليل وأما النقطة الأخيرة وهي أنهم إذا ذهبت إليهم يقدمونك للصلاة هذا شيء طيب وإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب عليك أن تذهب لتصلي بهم على السنة وعلى الطريقة الصحيحة إذا كانوا يقدمونك للصلاة فإنه يجب عليك أن تذهب وأن تصلي بهم وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى ولا تشاركهم في البدع ولا تطع أقوالهم وهم لا يلزمونك في هذا فعليك أن تذهب وأن تصلي بهم على وفق السنة وأن تناصحهم وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى ولا تدخل معهم في بدعهم بل أنكر عليهم وامتنع من مشاركتهم
معنى السيادة وكيفية تحققها
نص السؤال ما معنى السيادة؟ وكيف تتحقق؟ وبم تتم؟ ومن هو السيد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
نص الإجابة السيد يطلق ويراد به المالك ويطلق ويراد به زعيم القوم ورئيسهم كما قال - صلى الله عليه وسلم - للأنصار « قوموا إلى سيدكم » يعني سعد بن معاذ [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه] وإطلاق لفظ السيد على الشخص فيه خلاف بين أهل العلم منهم من منع ومنهم من أجاز والذي منعوا احتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له بعض الناس أنت سيدنا وابن سيدنا قال النبي صلى الله عليه وسلم « إنما السيد الله » [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه رضي الله عنهم] فأنكر عليهم صلى الله عليه وسلم ذلك قالوا فهذا يدل على أنه لا يجوز إطلاق السيد على المخلوق؛ لأنه وصف للخالق وقوم أجازوه واحتجوا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للأنصار « قوموا إلى سيدكم » [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه] لما أقبل وكان يحمل على دابة؛ لأنه كان جريحًا فهذا يدل على جواز إطلاق السيد على بعض الناس والقول الصحيح - إن شاء الله - أنه يجوز أن يُقال لبعض الناس سيد إذا كان زعيمًا أو رئيسًا في قبيلته فيقال سيد بني فلان أو سيد القبيلة الفلانية بمعنى أنه زعيمها ورئيسها ولا يكون هذا للإطراء والغلو وإنما يكون من باب الوصف والتميز يقال فلان سيد بني فلان لكن لا يواجه به الشخص أو في حضوره؛ لأنه يحمله على الكبر والعجب بل يقال في غير حضوره جمعًا بين الأحاديث أما ما يتعارف عليه بعض المنحرفين اليوم من إطلاق السيد على بعض المضللين من زعمائهم ويعتقدون منهم البركة وأنهم يمنحون شيئًا من المقاصد التي تطلب منهم فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز وهؤلاء في الحقيقة ليسوا سادة وإنما هم مضللون يجب الحذر منهم
الفرق بين السِّحر والكِهانة والتنجيم والعرافة
نص السؤال السِّحر والكِهانة والتنجيم والعرافة؛ هل بينها اختلاف في المعنى؟ وهل هي سواء في الحكم؟ نص الإجابة السِّحر عبارة عن عزائم ورُقى وعُقد يعملها السَّحرة بقصد التأثير على الناس بالقتل أو الأمراض أو التفريق بين الزَّوجين، وهو كفر وعمل خبيث ومرض اجتماعي شنيع يجب استئصاله وإزالته؛ إراحة للمسلمين من شرِّه. والكِهانة: ادِّعاء علم الغيب بواسطة استخدام الجنِّ. قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في "فتح المجيد": "وأكثر ما يقع في هذه الأمة ما يخبر به الجنُّ أولياءهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبار، فيظنُّه الجاهل كشفًا وكرامة، وقد اغترَّ بذلك كثير من الناس، يظنُّون المخبر بذلك عن الجنِّ وليًّا لله، وهو من أولياء الشيطان" . ولا يجوز الذَّهاب إلى الكهَّان روى مسلم في "صحيحه" عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم"من أتى عرَّافًا، فسأله عن شيء، فصدَّقه بما يقولُ؛ لم تُقبل صلاته أربعين يومًا" [رواه مسلم في "صحيحه" (4/1751) عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر: "فصدقه بما يقول"] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال"من أتى عرَّافًا، فسأله عن شيء، فصدَّقه بما يقول؛ لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا" [رواه مسلم في "صحيحه" (4/1751)، لكن ليس عن أبي هريرة، وإنما عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم] . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال"من أتى كاهنًا، فصدَّقه بما يقولُ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" [عند أبي داود (4/14) بلفظ: "فقد برئ"؛ بدل: "كفر"، وأحمد في "مسنده" (2/408) بلفظ: "فقد برئ"، ورواه الترمذي في "سننه" (1/164)، ورواه ابن ماجه في "سننه" (1/209)، ورواه الدارمي في "سننه" (1/275-276)، وكذلك البخاري في "التاريخ الكبير" (3/16-17)، وكلهم من حديث أبي هريرة] رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وروى الأربعة والحاكم، وقال: (صحيح على شرطهما) " من أتى عرَّافًا أو كاهنًا، فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (2/429) من حديث أبي هريرة، ورواه الحاكم في "مستدركه" (1/8) من حديث أبي هريرة] . قال البغويُّ: "والعرَّافُ هو الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدِّمات يستدلُّ بها على المسروق ومكان الضّالَّة، وقيل: هو الكاهن". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "العرَّاف اسمٌ للكاهن والمنجِّم والرَّمَّال ونحوهم ممَّن يتكلَّم في معرفة الأمور بهذه الطُّرق" . والتَّنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفلكيَّة على الحوادث الأرضيَّة، وهو من أعمال الجاهليَّة، وهو شرك أكبر، إذا اعتقد أن النُّجوم تتصرَّفُ في الكون.
تعليق الآيات القرآنية على الجدر
نص السؤال هل يجوز تعليق لوحات تجميلية في المنازل وقد كتب عليها آيات قرآنية ؟
نص الإجابة الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن هدى ونورًا وشفاء لما في الصدور وأنزله ليتلى ويتدبر ويعمل به ويستنار بهديه ويتخذ إمامًا وقائدًا إلى الله - جل وعلا - وإلى جنته ، فهو حجة الله على خلقه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : « والقرآن حجة لك أو عليك » [انظر " صحيح مسلم " من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه ] إن تمسكت به وعملت به صار حجة لك ، وهو دليل لك إلى الجنة وإن أعرضت عنه صار حجة عليك يدفعك إلى النار لمخالفته وعدم العمل به ، فهذا هو الواجب نحو القرآن ، الواجب نحو القرآن أن نتلوه حق تلاوته وأن نهتدي بهديه ونستنير بنوره وأن نعظمه ونجله ونحترمه ونصونه عن العبث والامتهان ؛ لأنه كتاب الله - عز وجل - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وأن نعمل به وأن نحكمه فيما اختلفنا فيه كما قال تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) [النساء : 59] أما كتابته حجبًا أو رقاعًا أو على لوحات ويعلق على الجدران فهذا لا ينبغي ويحرم كتابته حجبًا وحروزًا يعلق على الصبيان أو على الرقاب أو على النساء أو الرجال هذا لا يجوز على الصحيح من قولي العلماء ؛ لأن فيه امتهانًا للقرآن وتعريضًا لإهانته وربما يكون سببًا للاعتقاد في الشفاء من غير الله - عز وجل - ويكون فتحًا لباب تعليق ما لا يجوز تعليقه من العوذ الشيطانية والألفاظ الشركية ، فالصحيح من قولي العلماء أنه لا يجوز اتخاذ القرآن حروزًا وتعاويذ تكتب وتعلق على الرقاب أو على الأجسام وكذلك كتابته على لوحات وتعليقه على الجدران هذا لا يجوز؛ لأنه ربما يهان القرآن ، ربما أن المكان الذي علقت فيه هذه اللوحة التي فيها آية من كتاب الله أنه يكون فيه شيء من المعاصي ويكون فيه شيء من الفسوق ويكون في هذا إهانة للقرآن العظيم وربما تسقط هذه اللوحة وتداس وتمتهن أو تؤول هذه اللوحة إلى سكان لا يعبئون بالقرآن وينزلون هذا المنزل فيهينون هذا القرآن المعلق ، ففي تعليقه على الجدران تعريض له للامتهان ، ولم يكن هذا من هدي السلف الصالح لم يعلم أنهم كانوا يكتبون القرآن على لوحات أو براويز ويعلقونه على الجدران وإنما كان القرآن يكتب في القلوب ويعمل به ظاهرًا وباطنًا ويحفظ ويتلى ويدرس ، أما كتابته في لوحات وبراويز وما أشبه ذلك فهذا لم يكن معروفًا عن السلف ولا فائدة من وراء ذلك وإنما يخشى من المضرة والإهانة للقرآن الكريم .
الجمع بين قوله تعالى: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة : 15] وحديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
نص السؤال قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) نريد الجمع بين هذه الآية وبين قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث الأمر بالمعروف: « من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده » [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه].
نص الإجابة السائل يطلب الجواب عن الجمع بين الآية والحديث فنقول: ليس بين الآية والحديث تعارض؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ بأنفسنا إلى طريق الحق وأن نلتزمه وألا ننظر إلى فعل الآخرين وانحراف الآخرين ولا نكون مع الناس إن أساءوا أسأنا وإن أحسنوا أحسنا بل نلزم طريق الإحسان دائمًا وأبدًا مع أننا نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعتنا كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه] وهذا تشير إليه الآية الكريمة حيث قال: ( لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) [المائدة : 105] قيد سبحانه انتفاء الضرر بالاهتداء، ومن الاهتداء أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حسب استطاعتنا بعد إصلاح أنفسنا بأن نكون أول من يتمثل الخير ويتجنب الشر، وصدِّيق هذه الأمة وأفضلها بعد نبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه تنبه لهذا وقال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) [المائدة : 105] وإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: « لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر » [رواه أبو داود في "سننه" وهو جزء من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه] فهو يبين بهذا أنه لا تعارض بين الآية والحديث وأن من ظن أن معنى الآية ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أخطأ في فهمه للآية.
اليمين الغموس
نص السؤال امرأة تقول ما هي اليمين الغموس؟ وما هي الكفارة؟ وإنني مريضة نفسيًّا وأتعالج عند طبيب نفساني وأضطر أحيانًا بالحلف بالقرآن الكريم لأمنع نفسي من عمل شيء لا أريده ، وأكثر الأحيان أحنث باليمين وأخشى أن أكون قد وقعت باليمين الغموس .
نص الإجابة إن اليمين بالله عزّ وجلّ أمرها خطير ، ولا ينبغي للمسلم أن يتساهل في شأن اليمين ويكثر من الأيمان من غير داع إلى ذلك ، بل ينبغي للمؤمن عدم الحلف إلا عند الحاجة ، ولا يحلف على صدق وعلى بر والله جلّ وعلا يقول : ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ) [القلم : 10] ، يعني كثير الحلف وكثرة الحلف من صفات المنافقين ، وقد أخبر أنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون ، فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن كثرة الأيمان وأن لا يعوِّد لسانه ذلك ، لأنها مسؤولية كبيرة ولا يحلف إلا عند الحاجة ، أما اليمين الغموس التي سألت عنها ، فهي أن يحلف بالله على أمر ماضٍ كاذبًا متعمدًا كأن يحلف أنه ما صار كذا وكذا ولا كان كذا وكذا ، أو يحلف على سلعة أنه اشتراها بكذا وأنها سليمة من العيوب ، وهي غير سليمة ، وما أشبه ذلك ، فهذه هي اليمين الغموس وهي من كبائر الذنوب ، وسميت غموسًا ، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار ، وهذه اليمين أكثر ما تقع من الذين يبيعون ويشترون ، ليغرروا بها الناس ، وليصدقوهم وليروجوا سلعهم بذلك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن اليمين منفقة للسلعة ممحقة للبركة » [رواه البخاري في صحيحه] ، وذكر الوعيد على الشخص الذي لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه ، فهذه هي اليمين الغموس وهذه ليس لها كفارة ، يعني لم يشرع لها كفارة مالية أو صيام وإنما كفارتها التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والندم على ما حصل منه ، وأن لا يعود إلى الحلف بهذه اليمين وأما ما ذكرت السائلة من أنها تحلف بالقرآن وأنها تكرر منها ذلك ، وأنها تخالف يمينها ، تحلف بالقرآن على أن لا تفعل كذا أو أن تفعل كذا نقول الحلف بالقرآن لا بأس به ، لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وهو صفة من صفاته والمسلم يحلف بالله أو بصفة من صفاته سبحانه وتعالى ، ككلامه وسائر صفاته التي وصف بها نفسه أو وصفها بها رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك كلام الله عزّ وجلّ وهو القرآن ، ولكن كما ذكرنا ينبغي للمسلم أن لا يتسارع إلى الحلق واليمين وأن يمتنع عن الأمور المحظورة من غير حلف وأن يفعل الطاعات من غير حلف ، لأن الحلف مسؤولية عظيمة وخطر كبير أما ما صار من السائلة من أنها حلفت بالقرآن وخالفت يمينها ، فإنها يكون عليها الكفارة إذا حلفت على أمر مستقبل ممكن أن تفعله أو على أمر مستقبل أن لا تفعله ثم خالفت يمينها ، فإنها تكفِّر ، كما قال سبحانه وتعالى : ( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [المائدة : 89] فكفارة اليمين تجمع بين أمرين تخيير وترتيب أما التخيير ، فبين خصال ثلاث هي العتق أو إطعام عشرة مساكين أو كسوة عشرة مساكين ، يخير في هذه الأمور ، فإذا لم يقدر على واحدة منها ، فإنه يصوم ثلاثة أيام ، لقوله تعالى : ( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ) [المائدة : 89] فهذه كفارة اليمين المنعقدة التي قصد الحالف عقدها على أمر ممكن .
المفضلات