نظره نحو المستقبل .. التوجيه المهني.. رغبات الاهل وميول الاطفال
- مازال التوجيه المهني في الاردن، لايحظى كثيرا بالاقبال من قبل الشباب والشابات . ولعل مرود ذلك يعود الى الثقافة المجتمعية السائدة والتي لا تعطي هذا التوجيه القيمة والاهمية المطلوبة.
لكن بدأت الجهات المختلفة في الاردن تعي اهمية التوجيه المهني،واصبح الناس الان اكثر تفهما واقبالا على المهنة وكيف ينشرون ثقافتها داخل اسرهم.
وجاءت الرؤية الملكية السامية بايلاء التعليم المهني كل الاهمية من قبل الجميع لتؤكد ان التوجيه نحو المهنة هو انتقال الى بناء شخصيه الانسان الفاعل والمنتج وتوفير اجواء من الراحة العملية للانسان والبناء على ما تم تأسيسه والاستمرار به حتى يضمن الانسان من خلال هذه المهنة مستقبله وراحته وراحة ابنائه.
ويرى استاذ علم النفس فاخر عاقل ان الاسس الصحيحة التي يقوم عليها التوجيه المهني هي ميول الطفل ورغباته وذكاؤءه وقدراته ورغبات الاهل ووضع العائلة وسوق العمل وحالة الاجور وحاجات المجتمع وشروط نجاح المهنة.
ومن هذا المنطلق نرى اهمية غرس قيم التوجيه المهني لدى الاطفال وتنشئتهم التنشئة السليمة القائمة على حب العمل المهني وتوجيهم نحوه وذلك من خلال دراسة ميوله ورغباته ومقدرته على الانتاج والنجاح في العمل ان رغبات الاهل لاشك انها تشكل محور اهتمام الطفل لكن الاهل عليهم ان يوازنون بين رغباتهم وميول الطفل حتى يشكل ذلك نهجا سليما في حياة الطفل ومستقبله.
ولا شك ان العلماء قاموا على دراسة المهن المختلفة وبينوا القدرات والقابليات اللازمة للنجاح في كل واحده منها،ووضعوا من خلال ذلك جداول وصفات المهن المناسبة للقدرات والقابليات والميول.ولان غالبية الافراد متوسطون في قدراتهم ولذلك يمكن توجيههم بشيء من السعه والحرية،كما ان غالبية المهن ليست محدودة المطالب بشكل كبير وذلك يسهل مهمة التوجيه المهني الى حد كبير كما يرى الدكتور فاخر عاقل استاذ علم النفس..
وكما يشير استاذ علم النفس الدكتور فاخر عاقل فان التوجيه المهني يبدأ بشكل بسيط في السنتين الاخيرتين من المدرسة الابتدائية لاسيما بالنسبة للاطفال الذين لاينوون الاستمرار في تعليمهم (وذلك على اعتبار ان التعليم الالزامي في البلاد العربية لا يتجاوز التعليم الابتدائي) بيد ان التوجيه المهني بمعناه الصحيح انما يتم في سن المراهقة اي سن المدرسة الاعدادية وفيها تبدأ الشخصية الانسانية بالتشكل ولاسيما السنة الاخيرة منها حيث الفرد يكون ذاته كما ان للسنة او السنتين الاخيرتين من التعليم الثانوي اهمية خاصة في توجيه المراهق نحو نوع المدرسة الجامعية الانسب له واهتماماته المختلفة.
لكي ينجح التوجيه المهني لابد من تعاون الطفل واهله والمدرسة وصاحب العمل والمؤسسات القادرة على التوجيه ولابد ان يوفر لاجل ذلك معلومات دقيقة عن خبره الطفل السابقة ومعلوماته وصحته وبنيته وقدراته وسجاياه وطبعه وصفاته الشخصية والمحيط الموجود فيه.
وفي كل هذه المراحل يجب ان يكون التعاون وثيقا بين الموجة المهني والمعلم والادارة المدرسية من جهة وبينة وبين الاهل من جهة ثالثة وفي كل هذه الانواع من المدارس يجب ان يصبح التوجيه المهني والتوجيه التربوي جزءا لا يتجزأ من عمل المؤسسات التربوية كما يجب ان تفسح له مجالا رحبا في صلب عملها وما يتصل به من برامج ومناهج وطرائق تعليم وواجه نشاط. ولا بد من التذكير ويجب ان نشير ان الضمان لحسن التوجيه المهني لا يكون الا بامتداد عمل التوجيه الى المؤسسات المهنية كالعمل والمتجر والمزرعة والمكتب وما اليها من الامكنة التي يعمل فيها الحدث او الشاب. فلا بد اذن من مراقبة الحدث اثناء العمل للتأكد من صحة التوجيه المبدئي ثم لمتابعة هذا التوجيه او تعديله اذا اقتضت الضرورة.
ان العصر الحالي اصبح عصر الانتقال نحو المهن في كافة المجالات...في وقت اخذت الوظائف تقلل وتقل...
وفي المهنة اذا اجاد الفرد وابدع فانه يستطيع ان يطور نفسه وقدراته ويصبح له عمله الخاص ومشروعه...وهذا هو الانجاز والتحدي والمستقبل الناجح.
المفضلات