بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) صدق الله العضيم
لم أجد خير من كلام الله تعالى كي أبدأ فيه مقالي المختصر هذا، فأنا في الحقيقة ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال، وذلك لأني لا أعرف من أين أبدأ ولا كيف أبدأ.
لكن؛ وباختصار، أقول أن الله سبحانه وتعالى قد من علينا بأن جعلنا مسلمين، وهذا يرتب علينا مسئولية كبيرة ويلقي على عاتقنا عبئاً كبيراًًًً.
فأنا طالب صيني مسلم جئت من الصين إلى الأردن لأتعلم اللغة العربية التي هي لغة القران الكريم.
وبالرغم من الحفاوة الكبيرة التي استقبلت بها أنا وأصدقائي في الأردن، وبالرغم من حسن المعاملة التي خففت عنا نحن الصينيين الكثير الكثير من لوعة فراق الأهل، إلا أني لا زلت الحض أن هناك غموضا في العلاقة ما بين المواطنين الأردنيين والصينيين، سواء كانوا طلابا أو عمالا في المدن الصناعية.
ما أريد أن أقوله هنا أننا نحن الصينيون قد جئنا إلى الأردن وفي حقبتنا الكثير من المعلومات حول الكرم الأردني الأصيل وحسن المعاملة، وخصوصا نحن المسلمون الصينيون، فاغلبنا لا يعرف عن الدين الإسلامي إلا القليل القليل، فهو يكاد يكون مسلما في الهوية فقط.
وهنا يقع على عاتق الأردنيين المسلمين أن يكونوا خير معين لنا وخير قدوة حسنة، سواء كان ذلك في السلوك الخارجي من حيث احترام الطرف الآخر وعدم الإساءة إليه بسبه أو شتمه، أو من حيث السلوكيات الأخرى، كالصدق في التعامل وغيره.
فالمسلمون الصينيون كالورقة البيضاء ويبقى على عاتقكم أنتم الكتابة في هذه الورق، فإن كتبتم كلاما جميلا- وهذا يكون من خلال السلوك – كانت النتيجة أجمل.
وهنا لا أقصد بحسن المعاملة أن تكون مع المسلمين الصينيين فحسب؛ بل على العكس يجب أن تكون مع غير المسلمين أكثر بكثير، حيث أوجب الإسلام علينا أن نتعامل مع المسلم وغير المسلم بحسن خلق على حد سواء، فالدين المعاملة.
وذلك لأننا بحسن تعاملنا نظهر لهم الدين الإسلامي على حقيقته السمحة، لا على الصورة الخاطئة التي يحاول أعداء الدين أن يصوروه بها.
ولنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم- بما معنى الحديث-(.... لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله يعلم أني لا أقول هذا الكلام إلا من حبي لديني وخوفي عليه، ولتتذكروا دائما أن العربي المسلم هو أقرب لي من الصيني غير المسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالب صيني
المفضلات